نصائح طبية لصيام الاطفال
بداية انوجه بالتهنئة الحارة لشعبنا وامتنا العربية والاسلامية خاصة ان رمضان يأتي في اجواء حارة ليس من حيث الطقس بل والمناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي ونعي جميعا ان أطفالنا هم فلذات اكبادنا ولابد ان نبذل الجهد المطلوب لنموهم وتطورهم (جسدياً وروحياً) وعندما نتحدث عن الصيام وعن الحكمة منه كعبادة فرضها الله سبحانه وتعالى فلابد من التأكيد ان الصيام يصبح تكليفاً شرعياً وواجباً منذ سن البلوغ فقط، ولكن يجب التدرب على الصيام في سن مبكرة وتبدأ عملية تعويد الطفل على الصيام في سن الخامسة من خلال إشعاره بأجواء رمضان وجعله يعيش حرارتها من خلال مشاركته سواءً من خلال تزيين غرفته او من خلال المسابقات البسيطة التي تتناسب مع عمره ويفضل أن يبدأ الطفل بالصيام المحدود ولمدة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات على سن السابعة، وان يتم مراقبة ذلك بحيث يشعر الطفل بجدية الصيام والامتناع عن الشراب والطعام اضافة الى تدريبه تدريجياً على هذه الفريضة العظيمة،والتي تعتبر ركنا من اركان الاسلام الحنيف
وفي سنة الثامنة أو التاسعة يمكن السماح للطفل بصيام وقت أطول وحسب استطاعته بحيث يصوم حتى أذان الظهر او العصر مثلاً او ربط الصيام بمواعيد محددة للامساك والافطار وعلى سن العاشرة يمكن للطفل ان يصوم ثلاثة أيام في الاسبوع، وبعد ذلك يطلب من الطفل صيام كل ايام رمضان أي على سن الحادية عشرة ولا بد من مراعاة عدم اجبار الاطفال على الصيام الكامل وهم دون سن التاسعة، فالاسلام دين يسر وليس دين عسر فالصيام الكامل في سن تحت التاسعة قد يؤثر على نمو الطفل، فالصيام فريضة لها حكمتها ولم تكن عقوبة بأي حال من الاحوال، والصيام قبل سن البلوغ هو تدريب متدرج حتى يصوم الطفل في ظروف مهيئة ومعقولة لديه جسمياً وروحياً، ولا بد من التأكيد ان على الأهل التعجيل في تقديم الافطار للطفل الصائم وفي نفس الوقت تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل وعندما نتحدث عن الافطار فلابد من التأكيد على ضرورة عدم الاكثار من الاصناف متعددة الطعام حتى لا يأكل الطفل كميات كبيرة، وبالتالي الاصابة بالتخمة وما يتبع ذلك من شعور الطفل بالكسل ولابد من الاعتدال في اعطاء الطفل السكريات المركزة ويجب ان نلاحظ ان افطار الطفل يجب ان يحتوي على كمية معقول من الكربوهيدرات وذلك لتزويد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لمساعدته على الحركة والتحصيل الدراسي الجيد اضافة لوجود البروتيونيات في طعام الطفل لأهميتها في بناء العضلات وحمايته من الاصابة بالوهن بعد فترة طويلة من الصيام ويجب اضافة الدهون غير المشبعة الى طعام الطفل وخاصة مثل زيت الزيتون وغيره اما بخصوص الحلويات فيفضل تأخيرها ثلاث ساعات على الأقل بعد الافطار ويمكن اضافة المكسرات عليها وخاصة الطفل النحيف حيث انها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والاملاح أي يجب ان تكون وجبة الافطار متوازنة غذائياً بحيث تحتوي على السوائل مثل الشوربة وخاصة شوربة الخضار وكمية معقولة من الأرز اضافة لقطعة من اللحم او الدجاج او السمك ويجب تذكير الطفل دوماً بالأكل المتأني وبدون سرعة اضافة لافهامه بضرورة المضغ الجيد للطعام اما السحور فلا بد من تأخيره الى ما قبل الأذان بوقت قصير وان يتضمن البيض والسلطة الخضراء والأجبان قليلة الملح بالاضافة الى العسل حتى يعطى الطفل طاقة للاستمرار في برنامجه اليوم المعتاد ودون الشعور بالتعب والإرهاق وهكذا يقع على الاهل ويجب تعليم أبناءهم الصيام كواجب تعليمهم لطفلهم الصلاة وبالتدريج وبالحسنى والطفل بحاجة دوماً الى النصح والارشاد والتدريب والتعليم والتربية وهذا حق للطفل وواجب على الآباء والأمهات، وختاماً نتمنى لاطفالنا صياماً مقبولاً وافطاراً هنيئاً وحياةً ملؤها السعادة.
د . باسم الكسواني - مستشار اول طب الاطفال في وزارة الصحة الاردنية مستشار وزير الصحة للامراض الوراثية