تحالف جيوش 7 دول خليجية وعربية يصطدم بـ"جمهوريي الكونجرس"
جو 24 :
بات من المتوقع أن يشهد التحالف الذي كشفت عنه وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية والفريق «ضاحي خلفان»، الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بين جيوش 7 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن والمغرب، نوعا من الصدام مع «جمهوريي» الكونجرس الفائزين في انتخابات التجديد النصفي التي جرت مؤخرا، بسبب تصادم أجندتهم مع أجندة هذا التحالف ورغبتهم في استمرار الإمساك بلجام المنطقة العربية والتدخل فيها، لا تركها – كما فعل أوباما والديمقراطيين – للخلاف مع السعودية ومصر.
فقبل فوز «الجمهوريين»، كان ملك السعودية يقول لـ«أوباما» – ضمنا - إنه هزم إدارته عندما أسقط الحكم في مصر وعلى وشك بناء تحالف إقليمي جديد يضم مصر والأردن والمغرب والدول الخليجية الثلاث (الإمارات والبحرين والسعودية) لإعادة إحياء ما سمى دائما بـ«محور الاعتدال العربي»، فهل ستؤيد هذا التوجه الجديد في مواجهة إيران أم لا؟
أما بعد فوز «الجمهوريين» الأكثر رغبة في التدخل في شئون العالم، وعدم ترك المنطقة تدير نفسها بنفسها، فقد بدأت صحف ومواقع أمريكية وغربية تتحدث عن صدام متوقع، خاصة أن أجندة «الجمهوريين» وأمريكا عموما تتضارب مع أهداف هذا التحالف في أنهم ضد إسقاط الرئيس السوري «بشار الأسد» لأنه يشكل مصلحة لـ«إسرائيل» في وجوده علي رأس السلطة.
كما أن صدام الخليج مع إيران، رغم التهدئة والتفاهم النسبي الحالي فيما يخص مواجهة «الدولة الإسلامية»، يتعارض مع أهداف أمريكا التي بدأت تفاهمات مع الإيرانيين لمواجهة «الدولة الإسلامية» وتقاسم النفوذ في منطقة الخليج، بما يتعارض مع مصالح دول الخليج.
والغالبية الساحقة من الحروب التي شنتها أمريكا أشعل فتيلها «الجمهوريون» وأطفأها «الديمقراطيون» وخاصة في الشرق الأوسط، و«أوباما» الديمقراطي لن يكون استثناء، ولذلك قد يصدم جمهوريو الكونجرس، السعوديين بالقول صراحة لهم أنهم لن يحارب إيران خصوصا إنهم مشغولون أيضا بروسيا «بوتين» أكثر من انشغالهم بإيران.
والآن بعدما أصبح هذا التحالف معلنا بصورة شبه رسمية، بات عليه أن يحدد موقفه من قضايا خلافية مع الحكام الجدد للكونجرس الذي سيسيرون دفعة العلاقات الخارجية العامين المقبلين وقد يجيئوا برئيس جمهوري أخر في انتخابات 2016 أكثر صداما مع الخليجيين بهدف إعادتهم لبيت الطاعة الأمريكي بعدما تصاعدت خلافات الطرفين مؤخرا بصورة ملفته.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن مصر والسعودية والإمارات والكويت تناقش ترتيبات عسكرية لمواجهة المسلحين المتطرفين، مع إمكانية وجود قوة مشتركة للتدخل في أنحاء الشرق الأوسط، وأضافت الوكالة، الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن من سمتهم بـ«الحلفاء» يسعون إلى «استعراض قوتهم في مواجهة خصمهم التقليدي إيران».
ونقلت الوكالة عمن قالت إنه مصدر مصري رسمي، القول: «إن هناك بلدين يمثلان تهديدا، حيث ينتشر المسلحون بهما، وهما ليبيا التي تسيطر على أجزاء منها جماعتا أنصار الشريعة والإخوان، بجانب اليمن التي هيمن الحوثيون على عاصمتها».
وأشارت «أسوشيتدبرس» إلى أن المناقشات عكست توافق القوى السنية في الشرق الأوسط على اعتبار المسلحين المتطرفين من السنة كتهديد متزايد، بعد حوالي ثلاث سنوات من انطلاق ثورات الربيع العربي.
وبحسب الوكالة فإن دراسة حلفاء الولايات المتحدة لتشكيل قوة مشتركة إنما توضح رغبتهم في المضي أبعد من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن الذي ينفذ حاليا ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.
ويقول المسئول المصري الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه إن الحلفاء لا يريدون التدخل عسكريا في العراق أو سوريا، بل يرغبون في التحرك منفصلين لاستهداف النقاط الساخنة الأخرى للتطرف.
وقال المصدر المصري، إن محادثات التحالف ضد المتطرفين وصلت لمراحل متقدمة، لكن تشكيل قوة مشتركة مازالت فكرة بعيدة، كما أن هناك اختلافات بين الدول حول حجمها وتمويلها ومركز قيادتها، أو ما إذا كان يجب أن تسعى للحصول على غطاء سياسي من «الجامعة العربية» أو من «الأمم المتحدة»، بحسب المصدر المصري.
كما أن مسئولا خليجيا، على دراية بالمحادثات، قال لـ«أسوشيتدبرس» إن الحكومات تبحث سبل كيفية التعامل مع ليبيا، كما أن المحادثات «ماضية في إيجاد تنسيق أوسع لكيفية التعامل مع المتطرفين في المنطقة».
الولايات المتحدة ”ليست على إطلاع“
وحول هذه المحادثات العربية قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، «جون كربي»، «لسنا مطلعين على ذلك، ولن أتحدث عنه»، وفي المقابل نفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية «علاء يوسف، أن يكون إنشاء قوة مشتركة سريعة الانتشار بقيادة موحدة، كجزء من «المحادثات الروتينية» بين مصر والدول العربية الأخرى، ضمن استراتيجية مواجهة التطرف، ونقلت «أسوشيتدبرس» عن مصادر القول إن الأردن والجزائر تبحثان الاشتراك، وقال المسئولون المصريون «سيتم الإعلان عنها حينما يتم الاتفاق على كل شيء».
أيضا أكد الفريق «ضاحي خلفان»، قائد شرطة دبي السابق وعضو مجلس إمارة دبي، في حوار لـ«سي إن إن»، الخميس، المعلومات التي تم تداولها مؤخرا عن إنشاء «مجلس تعاون استراتيجي»، على غرار «مجلس التعاون الخليجي»، يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن، مضيفا أن هذا المجلس لن يكون بديلا عن «مجلس التعاون الخليجي»، وستكون مهمته التعاون العسكري عن طريق المناورات المشتركة؛ بهدف رد الأذى والدفاع عن النفس.
ومدح «خلفان» الأنباء التي تتداول عن تحالف عسكري إستراتيجي يضم مصر ودول الخليج والأردن مؤكدا أنه طالب بذالك سابقا وأن الأزمات التي تحيط بالأمة العربية لن يحلها إلا التكتل.
حيث قال في تغريدات على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» الخميس: «سبق أن طالبنا بتحالف عربي استراتيجي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن، اليوم تتناقل وكالات الأنباء شئ من هذا القبيل».
وأضاف: «ليس لنا من مخرج لهذه الأزمات إلا بالتكتل العربي... عالم اليوم لا يعرف إلا التحالفات، إن حشد القوات العربية لتلك الدول سيكون بمثابة قوة ترهبون بها عدو الله وعدوكم».
حلف «مصر – الخليج» لدحر «الدولة الإسلامية»
ويقول خبراء مصريون عسكريون أن هذا التحالف وارد جدا، للرد علي تهديد «الدولة الإسلامية» و«الحوثيين»، وأنَّ هذا التحالف العسكري المزمع بين مصر ودول الخليج لمواجهة «الإرهاب» سيكون بمثابة الحل السريع في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعدما بدأ ينتشر ويهدد دولا عديدة بالمنطقة، وأن هذا التحالف يعد تطبيقا عمليا لاتفاقية الدفاع المشترك ومعاهدات «جامعة الدول العربية».
حيث يقول اللواء «مختار قنديل» الخبير الاستراتيجي، إنه من الوارد أن يكون هناك تنسيق بين مصر والدول الخليجية الثلاثة السعودية والإمارات والكويت، لأن عقيدة القوات المسلحة الراسخة حماية الأمن والاستقرار في مصر والمنطقة العربية.
وقال أن مصر أعلنت أكثر من مرة أنها لن تشترك في التحالف الأمريكي لمحاربة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ولكنها مستعدة للتحرك فورا في حالة أي تهديد إرهابي للدول الخليجية الثلاث، والتنسيق سيكون في جميع المجالات العسكرية وتبادل المعلومات المخابراتية.
وقال اللواء «زكريا حسين»، رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير «أكاديمية ناصر العسكرية العليا» السابق، أن هناك نية للقوات المسلحة المصرية للتحالف العسكري مع السعودية، والإمارات والكويت بهدف مواجهة «الإرهاب»، لافتا إلى أن عددا من الدول العربية يشهد تهديدا واضحا من قبل «الدولة الإسلامية»، ولذلك أصبح لابد من التكاتف الدول لمواجهة «الإرهاب».
وأشار إلى أنَّ اتفاقية الدفاع المشترك كافية في الوقت الحالي لمواجهة «الإرهاب» والجماعات المسلحة، مطالبا «جامعة الدول العربية» بتفعيل الاتفاقية على أرض الواقع.
وقال اللواء «حسام سويلم» الخبير الاستراتيجي، أنَّ المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها مصر مع الإمارات، تؤكد أن هناك تنسيقا قويا بين قيادات تلك الدول.
وأكَّد الدكتور «سعد الدين إبراهيم»، مدير «مركز ابن خلدون للدراسات»، أنَّ التحالف العسكري بين مصر والسعودية والكويت والإمارات، هو ترجمة للعلاقات بين دول الخليج ومصر ودول أخري معتدلة والتي تحسنت بعد مظاهرات 30 يونيو/حزيران العام الماضي، وعزل الرئيس السابق «مرسي» من منصبه.
وكان تقرير لمجلة «انترسيبت» الأمريكية ذكر أن تحالف أصدقاء أمريكا العرب في مصر والخليج – الذي أسمته «التحالف غير المقدس» سوف سينهار تحت أقدام الثورة والحركات الديمقراطية الشعبية مثلما أنهار تحالف أباطرة وملوك أوروبا الفاسدين الذين اتبعوا نفس الإجراءات القمعية ضد شعوبهم في القرن الـ 19، وانتهي أمرهم إلي القتل والمقصلة.
وقالت المجلة في تقرير نشرت الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تحت عنوان: «THE MIDDLE EAST’S UNHOLY ALLIANCE» أو «التحالف غير المقدس في الشرق الأوسط»، أن من يشار لهم باسم «المعتدلون»، أو «محور العقل»، أو أصدقاء أمريكا في المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة، يجرون محادثات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة، للتدخل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتعامل مع المتطرفين في المنطقة، مستغلين الخطاب الأمريكي لمكافحة «الإرهاب»، في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول ولتبرير سلوكهم الرجعي في مواجهة الانتفاضات الشعبية.
المصدر | الخليج الجديد
بات من المتوقع أن يشهد التحالف الذي كشفت عنه وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية والفريق «ضاحي خلفان»، الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بين جيوش 7 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن والمغرب، نوعا من الصدام مع «جمهوريي» الكونجرس الفائزين في انتخابات التجديد النصفي التي جرت مؤخرا، بسبب تصادم أجندتهم مع أجندة هذا التحالف ورغبتهم في استمرار الإمساك بلجام المنطقة العربية والتدخل فيها، لا تركها – كما فعل أوباما والديمقراطيين – للخلاف مع السعودية ومصر.
فقبل فوز «الجمهوريين»، كان ملك السعودية يقول لـ«أوباما» – ضمنا - إنه هزم إدارته عندما أسقط الحكم في مصر وعلى وشك بناء تحالف إقليمي جديد يضم مصر والأردن والمغرب والدول الخليجية الثلاث (الإمارات والبحرين والسعودية) لإعادة إحياء ما سمى دائما بـ«محور الاعتدال العربي»، فهل ستؤيد هذا التوجه الجديد في مواجهة إيران أم لا؟
أما بعد فوز «الجمهوريين» الأكثر رغبة في التدخل في شئون العالم، وعدم ترك المنطقة تدير نفسها بنفسها، فقد بدأت صحف ومواقع أمريكية وغربية تتحدث عن صدام متوقع، خاصة أن أجندة «الجمهوريين» وأمريكا عموما تتضارب مع أهداف هذا التحالف في أنهم ضد إسقاط الرئيس السوري «بشار الأسد» لأنه يشكل مصلحة لـ«إسرائيل» في وجوده علي رأس السلطة.
كما أن صدام الخليج مع إيران، رغم التهدئة والتفاهم النسبي الحالي فيما يخص مواجهة «الدولة الإسلامية»، يتعارض مع أهداف أمريكا التي بدأت تفاهمات مع الإيرانيين لمواجهة «الدولة الإسلامية» وتقاسم النفوذ في منطقة الخليج، بما يتعارض مع مصالح دول الخليج.
والغالبية الساحقة من الحروب التي شنتها أمريكا أشعل فتيلها «الجمهوريون» وأطفأها «الديمقراطيون» وخاصة في الشرق الأوسط، و«أوباما» الديمقراطي لن يكون استثناء، ولذلك قد يصدم جمهوريو الكونجرس، السعوديين بالقول صراحة لهم أنهم لن يحارب إيران خصوصا إنهم مشغولون أيضا بروسيا «بوتين» أكثر من انشغالهم بإيران.
والآن بعدما أصبح هذا التحالف معلنا بصورة شبه رسمية، بات عليه أن يحدد موقفه من قضايا خلافية مع الحكام الجدد للكونجرس الذي سيسيرون دفعة العلاقات الخارجية العامين المقبلين وقد يجيئوا برئيس جمهوري أخر في انتخابات 2016 أكثر صداما مع الخليجيين بهدف إعادتهم لبيت الطاعة الأمريكي بعدما تصاعدت خلافات الطرفين مؤخرا بصورة ملفته.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن مصر والسعودية والإمارات والكويت تناقش ترتيبات عسكرية لمواجهة المسلحين المتطرفين، مع إمكانية وجود قوة مشتركة للتدخل في أنحاء الشرق الأوسط، وأضافت الوكالة، الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن من سمتهم بـ«الحلفاء» يسعون إلى «استعراض قوتهم في مواجهة خصمهم التقليدي إيران».
ونقلت الوكالة عمن قالت إنه مصدر مصري رسمي، القول: «إن هناك بلدين يمثلان تهديدا، حيث ينتشر المسلحون بهما، وهما ليبيا التي تسيطر على أجزاء منها جماعتا أنصار الشريعة والإخوان، بجانب اليمن التي هيمن الحوثيون على عاصمتها».
وأشارت «أسوشيتدبرس» إلى أن المناقشات عكست توافق القوى السنية في الشرق الأوسط على اعتبار المسلحين المتطرفين من السنة كتهديد متزايد، بعد حوالي ثلاث سنوات من انطلاق ثورات الربيع العربي.
وبحسب الوكالة فإن دراسة حلفاء الولايات المتحدة لتشكيل قوة مشتركة إنما توضح رغبتهم في المضي أبعد من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن الذي ينفذ حاليا ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.
ويقول المسئول المصري الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه إن الحلفاء لا يريدون التدخل عسكريا في العراق أو سوريا، بل يرغبون في التحرك منفصلين لاستهداف النقاط الساخنة الأخرى للتطرف.
وقال المصدر المصري، إن محادثات التحالف ضد المتطرفين وصلت لمراحل متقدمة، لكن تشكيل قوة مشتركة مازالت فكرة بعيدة، كما أن هناك اختلافات بين الدول حول حجمها وتمويلها ومركز قيادتها، أو ما إذا كان يجب أن تسعى للحصول على غطاء سياسي من «الجامعة العربية» أو من «الأمم المتحدة»، بحسب المصدر المصري.
كما أن مسئولا خليجيا، على دراية بالمحادثات، قال لـ«أسوشيتدبرس» إن الحكومات تبحث سبل كيفية التعامل مع ليبيا، كما أن المحادثات «ماضية في إيجاد تنسيق أوسع لكيفية التعامل مع المتطرفين في المنطقة».
الولايات المتحدة ”ليست على إطلاع“
وحول هذه المحادثات العربية قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، «جون كربي»، «لسنا مطلعين على ذلك، ولن أتحدث عنه»، وفي المقابل نفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية «علاء يوسف، أن يكون إنشاء قوة مشتركة سريعة الانتشار بقيادة موحدة، كجزء من «المحادثات الروتينية» بين مصر والدول العربية الأخرى، ضمن استراتيجية مواجهة التطرف، ونقلت «أسوشيتدبرس» عن مصادر القول إن الأردن والجزائر تبحثان الاشتراك، وقال المسئولون المصريون «سيتم الإعلان عنها حينما يتم الاتفاق على كل شيء».
أيضا أكد الفريق «ضاحي خلفان»، قائد شرطة دبي السابق وعضو مجلس إمارة دبي، في حوار لـ«سي إن إن»، الخميس، المعلومات التي تم تداولها مؤخرا عن إنشاء «مجلس تعاون استراتيجي»، على غرار «مجلس التعاون الخليجي»، يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن، مضيفا أن هذا المجلس لن يكون بديلا عن «مجلس التعاون الخليجي»، وستكون مهمته التعاون العسكري عن طريق المناورات المشتركة؛ بهدف رد الأذى والدفاع عن النفس.
ومدح «خلفان» الأنباء التي تتداول عن تحالف عسكري إستراتيجي يضم مصر ودول الخليج والأردن مؤكدا أنه طالب بذالك سابقا وأن الأزمات التي تحيط بالأمة العربية لن يحلها إلا التكتل.
حيث قال في تغريدات على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» الخميس: «سبق أن طالبنا بتحالف عربي استراتيجي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن، اليوم تتناقل وكالات الأنباء شئ من هذا القبيل».
وأضاف: «ليس لنا من مخرج لهذه الأزمات إلا بالتكتل العربي... عالم اليوم لا يعرف إلا التحالفات، إن حشد القوات العربية لتلك الدول سيكون بمثابة قوة ترهبون بها عدو الله وعدوكم».
حلف «مصر – الخليج» لدحر «الدولة الإسلامية»
ويقول خبراء مصريون عسكريون أن هذا التحالف وارد جدا، للرد علي تهديد «الدولة الإسلامية» و«الحوثيين»، وأنَّ هذا التحالف العسكري المزمع بين مصر ودول الخليج لمواجهة «الإرهاب» سيكون بمثابة الحل السريع في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعدما بدأ ينتشر ويهدد دولا عديدة بالمنطقة، وأن هذا التحالف يعد تطبيقا عمليا لاتفاقية الدفاع المشترك ومعاهدات «جامعة الدول العربية».
حيث يقول اللواء «مختار قنديل» الخبير الاستراتيجي، إنه من الوارد أن يكون هناك تنسيق بين مصر والدول الخليجية الثلاثة السعودية والإمارات والكويت، لأن عقيدة القوات المسلحة الراسخة حماية الأمن والاستقرار في مصر والمنطقة العربية.
وقال أن مصر أعلنت أكثر من مرة أنها لن تشترك في التحالف الأمريكي لمحاربة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ولكنها مستعدة للتحرك فورا في حالة أي تهديد إرهابي للدول الخليجية الثلاث، والتنسيق سيكون في جميع المجالات العسكرية وتبادل المعلومات المخابراتية.
وقال اللواء «زكريا حسين»، رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير «أكاديمية ناصر العسكرية العليا» السابق، أن هناك نية للقوات المسلحة المصرية للتحالف العسكري مع السعودية، والإمارات والكويت بهدف مواجهة «الإرهاب»، لافتا إلى أن عددا من الدول العربية يشهد تهديدا واضحا من قبل «الدولة الإسلامية»، ولذلك أصبح لابد من التكاتف الدول لمواجهة «الإرهاب».
وأشار إلى أنَّ اتفاقية الدفاع المشترك كافية في الوقت الحالي لمواجهة «الإرهاب» والجماعات المسلحة، مطالبا «جامعة الدول العربية» بتفعيل الاتفاقية على أرض الواقع.
وقال اللواء «حسام سويلم» الخبير الاستراتيجي، أنَّ المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها مصر مع الإمارات، تؤكد أن هناك تنسيقا قويا بين قيادات تلك الدول.
وأكَّد الدكتور «سعد الدين إبراهيم»، مدير «مركز ابن خلدون للدراسات»، أنَّ التحالف العسكري بين مصر والسعودية والكويت والإمارات، هو ترجمة للعلاقات بين دول الخليج ومصر ودول أخري معتدلة والتي تحسنت بعد مظاهرات 30 يونيو/حزيران العام الماضي، وعزل الرئيس السابق «مرسي» من منصبه.
وكان تقرير لمجلة «انترسيبت» الأمريكية ذكر أن تحالف أصدقاء أمريكا العرب في مصر والخليج – الذي أسمته «التحالف غير المقدس» سوف سينهار تحت أقدام الثورة والحركات الديمقراطية الشعبية مثلما أنهار تحالف أباطرة وملوك أوروبا الفاسدين الذين اتبعوا نفس الإجراءات القمعية ضد شعوبهم في القرن الـ 19، وانتهي أمرهم إلي القتل والمقصلة.
وقالت المجلة في تقرير نشرت الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تحت عنوان: «THE MIDDLE EAST’S UNHOLY ALLIANCE» أو «التحالف غير المقدس في الشرق الأوسط»، أن من يشار لهم باسم «المعتدلون»، أو «محور العقل»، أو أصدقاء أمريكا في المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة، يجرون محادثات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة، للتدخل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتعامل مع المتطرفين في المنطقة، مستغلين الخطاب الأمريكي لمكافحة «الإرهاب»، في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول ولتبرير سلوكهم الرجعي في مواجهة الانتفاضات الشعبية.
المصدر | الخليج الجديد