2024-07-31 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

إعلاميون يتحولون لموزعين لنجدة صحيفة أميركية

إعلاميون يتحولون لموزعين لنجدة صحيفة أميركية
جو 24 : طلبت واحدة من اكبر الصحف في كاليفورنيا من صحفييها وغيرهم من الموظفين المساعدة في توزيع الصحيفة الأحد فيما يعد أحدث اشارة إلى العبء الذي تمثله المشاكل المالية للصحافة المطبوعة.

وعرضت صحيفة "أورانج كوانتي ريجستر" ومقرها "سانتا أنا" والتي اوقفت مؤخرا التعاقد مع لوس انجليس تايمز المنافسة لها من اجل خدمة التوصيل بطاقات هدايا بقيمة 150 دولارا للافراد العاملين اذا قاموا بتوصيل ما بين 500 و 600 صحيفة وفقا لمذكرة ارسلت الخميس واكدها رئيس تحرير الصحيفة.

وقال رئيس التحرير روب كيرلي في رسالة بالبريد الالكتروني "الشركة بكاملها - جميع الادارات بما يشمل غرفة الاخبار - طلب منهم المساعدة خلال ما اتضح انه موقف صعب".

وقالت المذكرة التي ارسلت للعاملين إن العاملين طلب منهم ايضا المساعدة في خدمة العملاء والاتصال شخصيا بالمشتركين الذين لا يمكنهم الوصول الى وكيل مباشر.

وقال كيرلي "انه بالفعل امر غير معتاد، انه محبط حتى وان كنا في هذا الموقف. لكنه مؤقت. والهدف هو اننا نريد من قرائنا الحصول على صحفهم اول شىء في الصباح".

وكانت شركة فريدوم كومينيكيشنز وهي الشركة القابضة لصحيفة ريجستر قد خرجت من افلاس في عام 2010 واشتراها قبل عامين آرون كوشنر وهو متعهد بطاقات هدايا والذي ضخ في البداية ملايين الدولارات في الصحيفة وضاعف عدد طاقم العاملين بالصحافة كما تعهد بتجديد اعمال الصحافة المطبوعة التي تشهد تراجعا.

لكن الشركة واجهت صعوبات وترك عشرات الصحفيين والمحررين هذه الصحيفة في الشهور الاخيرة.

وتمر صناعة الصحافة في الولايات المتحدة بأزمة خطيرة تهدد مستقبلها كمشروع تجاري هادف للربح في ظل اتساع ظاهرة الإعلام الرقمي أو الإلكتروني حيث يعتمد كثير من الأميركيين خاصة فئة الشباب على شبكة الإنترنت في متابعة الأخبار اليومية ومعرفة أحدث المعلومات.

ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إلا أن آثارها باتت أكثر وضوحاً في الأشهر الأخيرة بعد أن ارتفعت خسائر الصحف الورقية بسبب الأزمة المالية العالمية ليضاف محور المشاكل المالية إلى محور المنافسة الشرسة التي تواجهها من شبكة الإنترنت التي باتت مصدراً أساسيّاً لكثيرين في استقاء المعلومات بما يزيد من التحديات التي تواجهها الصحافة الأميركية.

والعامل الرئيس في هذه الأزمة هو المعركة الدائرة بين الصحف الورقية وشبكة الإنترنت والتي دفعت بصحيفة عريقة مثل "كريستيان ساينس مونيتور" لإلغاء طبعتها الورقية والاكتفاء بنسخة الكترونية على موقعها على الإنترنت، في خطوة جريئة اتخذتها في أكتوبر/تشرين الأول 2008 بعد قرن كامل من الصدور ورقيّاً.

وعلى المنوال ذاته، سارت المؤسسات الإعلامية التكنولوجية الدولية، فصدرت مجلتا "بي سي وورلد" و"إنفو وورلد" في طبعات الكترونية فقط، وهو ما فسره باتريك مغفيرن رئيس مجموعة البيانات العالمية التي تصدر المجلتين بالقول "الطبعات الورقية أصبحت أخبار الأمس، إذا كانت أخباراً فإن الناس يريدون سماعها بأسرع ما يمكن".

وحسب تحقيق مطول نشرته صحيفة "ذا سولت ليك تريبيون" في أزمة الصحافة المطبوعة بعنوان "هل الصحف ملعونة؟"، فإن معظم الصحف والمحطات التليفزيونية تنشر أخباراً على المواقع الالكترونية وآلاف المدونات المستقلة.

ولما كان جمهور الصحف يتجه للإنترنت لمعرفة الأخبار، فإنه يبدو من الطبيعي أن تسخر المؤسسات الصحفية كل جهدها ومواردها لتطوير مواقعها بما يعني أن الإعلانات تكون أكثر على النسخ الالكترونية للجرائد من النسخ الورقية.

وهذه الأوضاع المتردية التي تعيشها الصحافة الأميركية في الوقت الحالي وصفها الكاتب مايكل مالوني في مقال له على موقع محطة "إيه بي سي نيوز" الأميركية بأنها نقطة تحول في تاريخ الصحف، موضحا أن صناعة الصحف ظلت تتهاوى بشكل حلزوني محزن خلال العقد الحالي.

وكان مالوني من أوائل المحذرين من موت الصحف الورقية في مارس/آذار 2005 حين دعا القائمين على صناعة الصحافة للاعتراف بوفاة الصحف الورقية بسبب الثورة التكنولوجية.

الرأي
تابعو الأردن 24 على google news