jo24_banner
jo24_banner

المقدسيون يرجحون اشتعال انتفاضة المدينة المقدسة

المقدسيون يرجحون اشتعال انتفاضة المدينة المقدسة
جو 24 : تعتقد غالبية المقدسيين أن الأحداث الجارية في مدينتهم بداية تحول لمرحلة جديدة، خاصة أن العنصرية والكراهية زادت ضد الفلسطينيين بشكل كبير بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة بالضفة الغربية في حزيران (يونيو) الماضي.
وهناك عاملان أساسيان أديا إلى تصاعد حالة التوتر بالقدس المحتلة، أولهما قتل الشهيد محمد أبو خضير وحرقه وحرب غزة وما تبعهما من مواجهات بدأت في بلدة شعفاط وامتدت لتشمل جميع أحياء المدينة.
أما العامل الآخر فهو محاولة فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، وهو ما أفسح المجال أمام الفلسطينيين للدفاع بشكل فردي عن المقدسات.
وبدأت الأحداث بالتدحرج في المدينة المقدسة منذ اختطاف وقتل وحرق الفتى محمد أبو خضير في 2 تموز (يوليو) الماضي على يد مستوطنين خطفوه من أمام المسجد الكبير في بلدة شعفاط.
بعد ذلك اندلعت مباشرة شرارة المواجهات في معظم أحياء وبلدات المدينة، وأصيب عشرات الشبان والمواطنين يوميا في البلدة القديمة وسلوان والعيسوية وشعفاط والصوانة والطور وغيرها من الأحياء المقدسية.
ومع مرور الأيام بدأت اعتداءات المستوطنين تتصاعد ضد المقدسيين في عدة مناطق، كما صعدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها ضد المسجد الأقصى، وأخذت برفع سن المسموح لهم بالدخول لستين عاما، في سابقة هي الأولى من نوعها
وقبل نحو أسبوعين منع الاحتلال المسلمين من كل الأعمار من دخول المسجد الأقصى، في ظل اتخاذ الاقتحامات منحى سياسيا بحتا حيث تصدرها قادة بارزون، على رأسهم يهودا غليك وموشيه فيغلين، بالإضافة لأعضاء كنيست آخرين معروفين بالتطرف.
كما كثفت سلطات الاحتلال من حملات الاعتقال بحق المقدسيين، واستهدفت الأطفال بشكل غير مسبوق، وأصدرت بحقهم عشرات القرارات بالحبس المنزلي.
والتحق بالشهيد أبو خضير كل من محمد نايف جعابيص ومحمد سنقرط لتستمر المواجهات في معظم الأحياء المقدسية.
وفي الشهر المنصرم بدأ هاجس العمليات الفردية يطارد الاحتلال ومستوطنيه بعد إعلان السلطات أنه من الصعب إحباط هذا النوع من الهجمات أو السيطرة عليه.
وفي 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي استشهد عبدالرحمن الشلودي (22 عاما) من بلدة سلوان بعد حادثة دهس في الشيخ جراح أدت لمقتل إسرائيليين وجرح ثمانية.
ولحق بالشلودي معتز حجازي الذي اتهمته شرطة الاحتلال بإطلاق النار على المتطرف يهودا غليك في محاولة لاغتياله بالقدس الغربية.
واستقبل المقدسيون في الخامس من الشهر الجاري شهيدا جديدا وهو إبراهيم العكاري، الذي دهم محطة للقطار بالشيخ جراح وأقدم على دهس إسرائيليين.
وجاء ذلك بعد تدنيس المسجد القبلي بالأقصى والاعتداء بالضرب المبرح على كل المرابطات أمام البوابات الخارجية.
وفي آخر العمليات الفردية نفذ غسان محمد أبو جمل (27 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما) هجوما على كنيس يهودي وقتلا خمسة إسرائيليين وأصابا ثمانية، أربعة منهم في حالة الخطر.
وقد استشهد الشابان اللذان ينحدران من جبل المكبر. ورفعت إسرائيل درجة التأهب القصوى في المدينة المحتلة.
وقال أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض إن ما يحدث منذ أشهر الصيف الأولى حتى هذه اللحظة يأخذ شكلا مؤطرا ومنظما.
وأشار إلى وجود اندفاع قوي جدا يأخذ زخما شعبيا مع التقدم بالوقت إلى جانب دعوات لتشكيل لجان شعبية في أحياء القدس، مما يعني أن هناك برامج عمل وخططا يومية مستمرة.
وقال إن الوضع الراهن يغذي فكرة الانتفاضة الشعبية، وأشار إلى أن القدس بعيدة عن السلطة الفلسطينية وتتعرض لقمع شديد وهجمة استيطانية غير مسبوقة، فيما يعمل الاحتلال على سد الأفق السياسي والاجتماعي والاقتصادي أمام السكان ويدفع باتجاه نشوب صراع ديني.

(الجزيرة نت)
تابعو الأردن 24 على google news