هيئة شباب كلنا الأردن.. لماذا استحالت الى جسد دون روح ؟!!
كتب: طارق زياد الناصر - ليست العبرة في هذا العنوان الذي اخترته لمقالي ولكنني وجدت هذا المدخل هو الانسب للحديث عن قطاع الشباب وخاصة تلك المؤسسة التي لطالما كانت بالنسبة للكثيرين من الشباب حلما وطموحا، لم تعد اخبار هيئة شباب كلنا الاردن ونشاطاتها تتصدر عناوين الصحف ولم تجد لها مكانا في اي من وسائل الاعلام المختلفة، حتى موقعها الالكتروني اذا تصفحته ستجده خاليا من اية لمسات ابداعية او الحد الادنى من المواد الاعلامية التي يمكن ان يحتوي عليها.
الهيئة ليست انجازا لفرد ولا مؤسسة خاصة، بل هي مشروع وطني كان في يوم من الأيام أولوية على اجندة الملك، ومكانا لفخره بالشباب ومنجزهم، ومن هنا فإن حديثي عن الهيئة هنا دفاعا عن هذه المؤسسة التي اعتبر نفسي شريكا فيها مع الالاف من الشركاء الذين اوصلوها الى ما وصلت له، فهل من حقي ان ادافع عن مؤسستي حتى وان كنت وحيدا؟!
وهنا لا بد ان نتساءل هل ما زالت الهيئة قائمة جسدا بلا روح ؟ وهل حققت اداراتها المتغيرة انجازا واحدا يسجل في سجل الشباب؟ هل استطاعت الهيئة حقا ان تكون انموذجا ايجابيا على المستوى الوطني او العرب؟ اذا كانت الاجابة نعم فهاتوا اعرضوا علينا ما تم انجازه لعلنا نكون قد اخطأنا فيما نطرح من تساؤلات.
مرة اخرى هل صنعت الهيئة فرصا حقيقية للشباب الاردني؟ وهل ساهمت في صناعة قيادات تستطيع ان تمسك بزمام العمل في المنشآت الوطنية؟ هل استمرت أنشطة الهيئة ومبادراتها وتطورت؟! اذا كانت الاجابة نعم فعذرا عندي ما يثبت العكس.
واضح انه أُريد للهيئة الوصول الى حيث هي الان ، الثبات في مكان واحد دون تقدم،ولكن هناك من يريد لها شيئا اخر ، يريد لها بداية اخرى ، يريد ان لا يضيع جهد دولتنا هباءا منثورا ، يريد ان ينتشلها قبل ان يُجهز على الفكرة والهدف . صحيح ان الفكرة في البداية شابها القصور و العبث ، الا انها سرعان ما ترابطت حلقاتها وتمكنت من العمل وفق اليات وسياقات تجاوزت كل اللعنات والاتهامات والانطباعات ومضت تعمل وتتحرك وتترك اثرا وبصمات .
ولذلك لا بد من تبني اجراءات تتمثل اولا في ضخ دماء شبابية جديدة في ادارات الهيئة المختلفة وخاصة المركزية منها، ثم اعطاء المحافظات نصيبا اكبر من الصلاحيات، وفوق هذا وذاك احياء لغة التطوع البناء في مسارات العمل الشبابي مع الحفاظ على استقرار مؤسسيتها، واعطاء فرصة لادارة جديدة تأتي سريعا احياءا للهيئة من جديد، يضاف الى ذلك اعادة بناء الاطر الاعلامية الناظمة لعمل الهيئة واعلان الية اتصال وتواصل فعالة مع وسائل الاعلام، مع توظيف خبرات وكفاءات قادرة على ادارة هذا الملف علما وعملا، واخيرا استقطاب كل الخبرات والكفاءات الفعالة لرسم خطة عمل محددة ومنظمة تقود الهيئة لخمس سنوات قادمة على الاقل.فهل هذا سيناريو صعب المنال؟!! نحن نعرف ان فرص الانعاش ممكنة ..