2024-10-07 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الأزمة المالية الإيرانية إذ تطال نفقات الخارج!!

ياسر الزعاترة
جو 24 : في تفسير نشر مقال ينتقد أمين عام حزب الله من قبل صحيفة يموّلها حزب الله، ذهب موقع لبناني إلى أن النشر تعبير عن احتجاج على تأخر الدعم للصحيفة التي تلبس ثوبا يساريا، مع أن المقال كان فيه من التبجيل الكثير، وإن حمل بعض النقد الذي لم يُعرف عن الصحيفة بالطبع.
فصائل فلسطينية تتلقى الدعم من إيران (توقف الدعم عن حماس منذ 3 أعوام بعد الموقف من سوريا)، قالت إن شيئا لم يصلها منذ مدة، فيما ذكرت بعض المصادر الإعلامية أن ميزانية حزب الله نفسه قد جرى تقليصها أكثر من الربع رغم أهمية الحزب؛ بخاصة للمعركة الإيرانية الرئيسة في سوريا.
كل ذلك رغم أنه لم يمض الكثير من الوقت على الهبوط القوي في أسعار النفط والذي سيضيف المزيد من الأعباء على الموازنة الإيرانية المتعبة، الأمر الذي لن يسعفه المبلغ الشهري (700 مليون دولار) الذي ستحصل عليه من الأموال المجمدة في أمريكا، والذي كان واضحا أنه محاولة لمنح دفعة لروحاني في مواجهة المحافظين على أمل إنجاز الاتفاق النووي خلال الشهور الستة المقبلة.
وفي حين جاء روحاني إلى السلطة بشعار التركيز على القضايا المحلية، وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن الإيراني، فقد وجد تركة ثقيلة من أموال الدعم التي ينبغي على بلاده أن تبذلها هنا وهناك من أجل مشروع التمدد الذي يطارده المحافظون منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، ويبدو أنه (روحاني) لا يزال عاجزا عن وقف الموازنات، وإن قلصها كما يبدو أو هي تقلصت برضا القوم بعدما أدركوا صعوبة الاستمرار في سياسة الصرف القديمة.
والحال أن الفصائل التي أشرنا إليها، وكذلك وسائل الإعلام وما شابه من أمثلة لمجموعات صغيرة تتوزع في شتى أنحاء العالم لا تستنزف من الموازنة الإيرانية شيئا يذكر إذا قورنت بما يجري صرفه في سوريا على وجه التحديد، وحيث تدفع إيران كلفة الحرب كاملة تقريبا، وهي كلفة باهظة بكل تأكيد.
وفي حين كان العراق يحمل بعض العبء عن إيران في دعم النظام السوري، فهو ما لبث أن بات عبئا بدوره، ومن المؤكد أن للجهد العسكري الإيراني في العراق كلفته أيضا، رغم أن ذلك لا يُقارن بسوريا لأن للعراق قدرته على دفع معظم الكلفة بها القدر أو ذاك.
المفاجأة الجديدة في النزيف الإيراني تتمثل في اليمن، فهنا بلد في أسوأ أحواله الاقتصادية، وهنا تنظيم (أنصار الله) لديه عشرات الآلاف من المتفرغين وهم يحتاجون دعما شهريا، وكل ذلك من إيران بكل تأكيد، ولا تسأل عن السلاح رغم ما غنمه التنظيم من مخازن الجيش في المواجهات الأخيرة.
في ضوء ذلك كله يبدو أن إيران قد أدخلت نفسها في مسلسل من الورطات التي تنعكس بالضرورة على المواطن الإيراني، وها إن التدهور في أسعار النفط يمثل تحولا جديدا بالغ الأهمية في السياق، ما يعني أن ذلك قد يضطر إيران إلى إعادة النظر في مسيرة نشاطها السياسي خلال المرحلة المقبلة.
المشكلة أن من الصعب الحديث عن توقيت لذلك، فالقوم يخسرون، لكنهم يواصلون الرهان على المستقبل، وهم يرون أن سوريا هي الركن الأهم في مشروع التمددد وعليهم الحفاظ عليها، فضلا عن العراق، والآن اليمن، مع أنهم يَبدون أكثر ميلا لتخفيف العبء العسكري، والاكتفاء بمساعي ترجمة ذلك سياسيا على طريقة حزب الله في لبنان.
ولأن فشل مشروع التمدد قد يعني دفعة أكبر للإصلاحيين في الداخل، فالقوم يحاولون تجاوز استحقاقات الوضع الجديد، لكن بالهروب إلى الأمام، وليس بإيجاد حل عملي، وإن لم يخل الأمر من محاولات هنا وهناك، لكنها محاولات تريد صناعة العجة دون كسر البيض، الأمر الذي يعد مستحيلا بلغة الواقع.
متى سيدرك محافظو إيران هذه الحقيقة ويكفوا عن مطاردة الوهم ويقبلوا بحجمهم في المنطقة؟ لا ندري، إذ يبدو أن غرور القوة قد أعماهم ولا زال عن رؤية الحقيقة والتعامل معها على نحو معقول، لكنهم سيفعلون يوما ما ذلك بكل تأكيد.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير