آمنة عروس مع وقف التنفيذ منذ ١٤ عاماً
جو 24 : كانت آمنة الحصري (٢١ عاماً في حينه) قد عادت للتو مع والديها من الخليج العربي، لتلتحق بالجامعة، وتضطر للعمل في أحد مشاغل الخياطة بمدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، “انتفاضة الأقصى”، وتلتقي هناك بخطيبها الأسير أحمد الجيوسي (21 عاماً في حينه)، منذ ١٤ عاماً.
قضى أحمد ٣ أشهر بعد اعتقاله في مركز التحقيق، قبيل زفافه إلى آمنة بنحو أسبوع واحد فقط، في السابع من آذار لعام ٢٠٠٢، وحكم بالسجن ٣٥ مؤبداً و١٠ سنوات إضافية، أي ما يقارب ٣١٦٠ عاماً.
بعد عامين من الاعتقال أُصدر الحكم، وعرفت آمنة ما كان حكمه، لكنها رغم ذلك فضلت أن تنتظره ولو كان أبد الدهر عن أن تتركه، موضحة بصوتها المتعب: “فكرة التخلي عنه لم ترد إلى دماغي ولا مرة، أنا أحبه وسأنتظره حتى يخرج إن شاء الله”.
لم يخطر ببال آمنه مطلقا احتمالية أن يحكم على خطيبها بهذه المؤبدات، كان جُل ما في بالها أن يعتقل لـ ١٥ عاماً أو عشر فقط، وهي تعاني جراء ذلك اليوم، والأمس وفي حاضرها.
وأوضحت أن لوالديها دورا كبيرا في بقائها معه وثباتها على موقفها، حتى في الأوقات التي كانت العائلة لا تزال في انتظار الحكم، وحتى بعد مرور سنين طوال بحكمه العالي.
يمضي العمر وهي منتظره
يمضي العمر وهي منتظره
اشتكت أمنة نظرة المجتمع لخطيبة الأسير، رغم أنه شرعاً هي زوجته بحكم كتب كتابها عليه كما أوضحت، فيما تشكو تعامل المجتمع معها، والضغوطات العائلية التي تعاني منها من أشقائها الخائفون عليها، والمجتمع الغير معترف بوجودها، والتهميش المجتمعي لخطيبات الأسرى بشكل عام
وأضافت: “ينسى المجتمع أننا موجودات، ويعاملنا وكأن ليس لنا وجود، الخطبة لأسير هي مرحلة تعليق، يتناسون إنسانيتنا ويضعونها على رفوفهم، فالخطيبة تنتظر كالأم، والشقيقة أكثر، وأنهم يتناسون أن الخطيبة توأم الروح، وأحد ملتصق بالأسير كارتباط الروح بالجسد”.
بالجوار، تقول والدتها: “غلاوة أحمد من غلاوة ولادي، حتى لما كان خيار إنها تترك أحمد مطروح كنت أحس بشيء من داخلي يقتلع من قلبي”.
ضياع الهوية
آمنة ابنة الخمس وثلاثين عاماً، ما عادت تعرف لنفسها هوية، فلا هي منضمة لعائلة خطيبها أحمد، وتعيش علاقة مستقرة في وسطهم، ولا عادة ابنة عائلتها الأصلية الحصري.
ونقلت حديثها مع حماتها عندما قالت لها: “ما عدت أعرف أنا من أي عائلة من، ضائعة بينكم وبين هويتي الأصلية في شهادة ميلادي الحصري، وفي هويتي الجيوسي”، موضحة “الأمر معقد، معقد بين كونك تنتمي فعلياً لشخص، لكنه غير موجود، بت أنسى نفسي وأنا أحادث أهلي وأقول لهم لما كنت خاطبة”.
باتت أمنة تعيش مرحلة نفسية غير مستقرة أضاعت شعورها بهويتها، وأضاعت معها راحتها النفسية، والجسدية تفاقمت الأمراض، وازدادت حياتها صعوبة بين بوابات السجن والزيارات.
الخوف والرجاء
لا تنكر آمنة اليوم تفكيرها جدياً في تجربة الحمل عن طريق النطف المهربة من الأسر، معتبرة أن لها حق شرعي في تجربة ذلك، موضحة: “هناك فرق لا يدركه الجميع، هناك فرق بين المخطوبة التي قرأت فاتحتها وحسب وبين من كتب كتابها شرعياً على زوجها، منذ قررت آمنة أن تنتظر أحمد وضعت المجتمع على الرف، ولم يعد يعنيها ما يفكرون به أو بأي قالب يضعونها، على حد تعبيرها.
والدة آمنة تنتظر الأمل بالفرج معها، لتفرح بها وبأحمد.
والدة آمنة تنتظر الأمل بالفرج معها، لتفرح بها وبأحمد.
مضيفة أن المجتمع حولها يرى أن خطوة تضحيتها بسنين عمرها لأجل أحمد ما هي إلا جنون، عدا قلة قليلة يتفهمون حبها له الذي نشأ قبل حتى أن يتمم كتب الكتاب،”حين سيخرج أحمد ربما يكون العمر قد فاتني، حتى وان أخافني المجتمع ، ما زلت أفكر جدياً بخوض غمار التجربة، وأهلي يؤيدون ذلك”
مضيفة أن المجتمع لو احترم على الأقل رغبتها بالانتظار، دون تقدير التضحية، سيصبح الأمر أسهل عليها انتظارًا ومشقة.
في ذات السياق قالت والدتها “لن أرتاح حتى تزف إلى أحمد، لن يكون هناك أحد قادر على احتمال أحد كما يحتمله أمه وأباه، ووالد أمينة توفي قبل عامين وهو يوصيها بأحمد”.
وأضافت: “يؤلمني أن أرى عمرها يذهب أمامي، وأراها تذبل كل يوم، داعية له أن تكون الحرية موعده قريبًا هو وجميع الأسرى”.
شبكة القدس
قضى أحمد ٣ أشهر بعد اعتقاله في مركز التحقيق، قبيل زفافه إلى آمنة بنحو أسبوع واحد فقط، في السابع من آذار لعام ٢٠٠٢، وحكم بالسجن ٣٥ مؤبداً و١٠ سنوات إضافية، أي ما يقارب ٣١٦٠ عاماً.
بعد عامين من الاعتقال أُصدر الحكم، وعرفت آمنة ما كان حكمه، لكنها رغم ذلك فضلت أن تنتظره ولو كان أبد الدهر عن أن تتركه، موضحة بصوتها المتعب: “فكرة التخلي عنه لم ترد إلى دماغي ولا مرة، أنا أحبه وسأنتظره حتى يخرج إن شاء الله”.
لم يخطر ببال آمنه مطلقا احتمالية أن يحكم على خطيبها بهذه المؤبدات، كان جُل ما في بالها أن يعتقل لـ ١٥ عاماً أو عشر فقط، وهي تعاني جراء ذلك اليوم، والأمس وفي حاضرها.
وأوضحت أن لوالديها دورا كبيرا في بقائها معه وثباتها على موقفها، حتى في الأوقات التي كانت العائلة لا تزال في انتظار الحكم، وحتى بعد مرور سنين طوال بحكمه العالي.
يمضي العمر وهي منتظره
يمضي العمر وهي منتظره
اشتكت أمنة نظرة المجتمع لخطيبة الأسير، رغم أنه شرعاً هي زوجته بحكم كتب كتابها عليه كما أوضحت، فيما تشكو تعامل المجتمع معها، والضغوطات العائلية التي تعاني منها من أشقائها الخائفون عليها، والمجتمع الغير معترف بوجودها، والتهميش المجتمعي لخطيبات الأسرى بشكل عام
وأضافت: “ينسى المجتمع أننا موجودات، ويعاملنا وكأن ليس لنا وجود، الخطبة لأسير هي مرحلة تعليق، يتناسون إنسانيتنا ويضعونها على رفوفهم، فالخطيبة تنتظر كالأم، والشقيقة أكثر، وأنهم يتناسون أن الخطيبة توأم الروح، وأحد ملتصق بالأسير كارتباط الروح بالجسد”.
بالجوار، تقول والدتها: “غلاوة أحمد من غلاوة ولادي، حتى لما كان خيار إنها تترك أحمد مطروح كنت أحس بشيء من داخلي يقتلع من قلبي”.
ضياع الهوية
آمنة ابنة الخمس وثلاثين عاماً، ما عادت تعرف لنفسها هوية، فلا هي منضمة لعائلة خطيبها أحمد، وتعيش علاقة مستقرة في وسطهم، ولا عادة ابنة عائلتها الأصلية الحصري.
ونقلت حديثها مع حماتها عندما قالت لها: “ما عدت أعرف أنا من أي عائلة من، ضائعة بينكم وبين هويتي الأصلية في شهادة ميلادي الحصري، وفي هويتي الجيوسي”، موضحة “الأمر معقد، معقد بين كونك تنتمي فعلياً لشخص، لكنه غير موجود، بت أنسى نفسي وأنا أحادث أهلي وأقول لهم لما كنت خاطبة”.
باتت أمنة تعيش مرحلة نفسية غير مستقرة أضاعت شعورها بهويتها، وأضاعت معها راحتها النفسية، والجسدية تفاقمت الأمراض، وازدادت حياتها صعوبة بين بوابات السجن والزيارات.
الخوف والرجاء
لا تنكر آمنة اليوم تفكيرها جدياً في تجربة الحمل عن طريق النطف المهربة من الأسر، معتبرة أن لها حق شرعي في تجربة ذلك، موضحة: “هناك فرق لا يدركه الجميع، هناك فرق بين المخطوبة التي قرأت فاتحتها وحسب وبين من كتب كتابها شرعياً على زوجها، منذ قررت آمنة أن تنتظر أحمد وضعت المجتمع على الرف، ولم يعد يعنيها ما يفكرون به أو بأي قالب يضعونها، على حد تعبيرها.
والدة آمنة تنتظر الأمل بالفرج معها، لتفرح بها وبأحمد.
والدة آمنة تنتظر الأمل بالفرج معها، لتفرح بها وبأحمد.
مضيفة أن المجتمع حولها يرى أن خطوة تضحيتها بسنين عمرها لأجل أحمد ما هي إلا جنون، عدا قلة قليلة يتفهمون حبها له الذي نشأ قبل حتى أن يتمم كتب الكتاب،”حين سيخرج أحمد ربما يكون العمر قد فاتني، حتى وان أخافني المجتمع ، ما زلت أفكر جدياً بخوض غمار التجربة، وأهلي يؤيدون ذلك”
مضيفة أن المجتمع لو احترم على الأقل رغبتها بالانتظار، دون تقدير التضحية، سيصبح الأمر أسهل عليها انتظارًا ومشقة.
في ذات السياق قالت والدتها “لن أرتاح حتى تزف إلى أحمد، لن يكون هناك أحد قادر على احتمال أحد كما يحتمله أمه وأباه، ووالد أمينة توفي قبل عامين وهو يوصيها بأحمد”.
وأضافت: “يؤلمني أن أرى عمرها يذهب أمامي، وأراها تذبل كل يوم، داعية له أن تكون الحرية موعده قريبًا هو وجميع الأسرى”.
شبكة القدس