عام جديد.. من اجتراح الحياة!
حلمي الأسمر
جو 24 : ضيق مفاجىء –كما في كل نهاية وبداية عام- يهبط، تبحث في ملفاتك السرية فتجد ألف سبب وسبب، ولكنك تقاوم، وتقاوم، فأنت لم تختر أن تظل على هذه الأرض، كما لم تختر أن تأتي أصلا، وتقلب النظر فيما بين يديك من سطور، فلا تجد بأسا من تأملها، ومشاركة قرائك بها، لعل بها بعض سلوى مما تعاني، ويعانون، وقد فعلت هذا من قبل، ولا جديد في فعله من جديد، كما هو العام الجديد، الذي سبق واستقبلته بما تستقبله اليوم!
في روايتها «فوضى الحواس» تقول الكاتبة أحلام مستغانمي: الحب ليس سوى حالة ارتياب... فكيف لك أن تكون على يقين من إحساس مبني أصلا على فوضى الحواس.. وعلى حالة متبادلة من سوء الفهم.. يتوقع فيها كل واحد أنه يعرف عن الآخر ما يكفي ليحبه.... في الواقع .. هو لا يعرف عنه أكثر مما أراد له الحب أن يعرف.. ولا يرى منه أكثر مما حدث أن أحب ، في حب سابق... و لذا نكتشف في نهاية كل حب، أننا في البدء.. كنا نحب شخصا آخر..!
أما غسان كنفاني، فيقول في «أرض البرتقال الحزين»: قال لي مرة فيما هو يقلب جريدة في يده : «اسمع يا فيلسوفي الصغير , الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب أليس كذلك ؟ يقضي نصفها في النوم . بقي ثلاثون سنة . اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ . بقي عشرون؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء, ومدارس ابتدائية . لقد بقيت عشر سنوات . عشر سنوات فقط، أليست جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة؟ بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه . كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز التسامح يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يفلسفها!
ومنهما، كنفاني ومستغانمي، تقفز إلى ذهنك مقولة الحسن البصري: يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك!
وها قد ذهب كثير منا لا بعضه، مع شروق آخر يوم في هذا العام وبزوغ فجر العام الجديد، ونحن أكثر تشبثا بالحرية والانعتاق والحب، رغم كل ما يُبذل لقهرنا واسترقاقنا وسحقنا، ومنعنا من أن نحب الحياة، فثمة مليون طريقة يبتدعها أعداء الحياة والفرح لإبقاء منسوب التحمل في دمنا عند حده الأدنى، كي نمشي على غير هدى، ونمتثل لمشيئتهم السوداء، في جميع مظاهر الحياة!
لا نملك بين يدي عام جديد، إلا أن نكون أكثر إصرارا على اجتراح الحياة، وصناعتها إن لم تتح لنا، فقدرنا في هذا الشرق أن نكابدها منذ الدقائق الأولى التي نرى فيها الضوء، لحظة الولادة، ونستخلصها ممن يحاول أن يسرقها منا عنوة، قدرنا أن نعيد بناء منظومتها أحيانا من الصفر، في كل مرة نتعرض فيها لهجوم، من قوى خارجية وداخلية، وأحيانا ذاتية، لأننا نحب أن نعيش كراما!
أتمنى لكم عاما أقل فوضى وكراهية، وأكثر حبا، وخيرا!!
مقولة خارج النص:
شكسبير»المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز..الدستور
في روايتها «فوضى الحواس» تقول الكاتبة أحلام مستغانمي: الحب ليس سوى حالة ارتياب... فكيف لك أن تكون على يقين من إحساس مبني أصلا على فوضى الحواس.. وعلى حالة متبادلة من سوء الفهم.. يتوقع فيها كل واحد أنه يعرف عن الآخر ما يكفي ليحبه.... في الواقع .. هو لا يعرف عنه أكثر مما أراد له الحب أن يعرف.. ولا يرى منه أكثر مما حدث أن أحب ، في حب سابق... و لذا نكتشف في نهاية كل حب، أننا في البدء.. كنا نحب شخصا آخر..!
أما غسان كنفاني، فيقول في «أرض البرتقال الحزين»: قال لي مرة فيما هو يقلب جريدة في يده : «اسمع يا فيلسوفي الصغير , الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب أليس كذلك ؟ يقضي نصفها في النوم . بقي ثلاثون سنة . اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ . بقي عشرون؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء, ومدارس ابتدائية . لقد بقيت عشر سنوات . عشر سنوات فقط، أليست جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة؟ بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه . كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز التسامح يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يفلسفها!
ومنهما، كنفاني ومستغانمي، تقفز إلى ذهنك مقولة الحسن البصري: يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك!
وها قد ذهب كثير منا لا بعضه، مع شروق آخر يوم في هذا العام وبزوغ فجر العام الجديد، ونحن أكثر تشبثا بالحرية والانعتاق والحب، رغم كل ما يُبذل لقهرنا واسترقاقنا وسحقنا، ومنعنا من أن نحب الحياة، فثمة مليون طريقة يبتدعها أعداء الحياة والفرح لإبقاء منسوب التحمل في دمنا عند حده الأدنى، كي نمشي على غير هدى، ونمتثل لمشيئتهم السوداء، في جميع مظاهر الحياة!
لا نملك بين يدي عام جديد، إلا أن نكون أكثر إصرارا على اجتراح الحياة، وصناعتها إن لم تتح لنا، فقدرنا في هذا الشرق أن نكابدها منذ الدقائق الأولى التي نرى فيها الضوء، لحظة الولادة، ونستخلصها ممن يحاول أن يسرقها منا عنوة، قدرنا أن نعيد بناء منظومتها أحيانا من الصفر، في كل مرة نتعرض فيها لهجوم، من قوى خارجية وداخلية، وأحيانا ذاتية، لأننا نحب أن نعيش كراما!
أتمنى لكم عاما أقل فوضى وكراهية، وأكثر حبا، وخيرا!!
مقولة خارج النص:
شكسبير»المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز..الدستور