"الاستثمار في معان بين الواقع والطموح " ..ندوة اقتصادية في معان
وأكد الدكتور العناني على اهمية دور الاقتصاد في تسير عجلة الاستثمار واستغلال الثروات الطبيعية المتوافرة في السماء الجغرافي في محافظة معان وباديتها .
وتطرق الدكتور العناني مشكلة البطالة وسبل مواجهتها بالتعاون مع القطاع الخاص وكذلك مشكلة زيادة العبء المالي على الدولة بسبب الظروف السياسية المحيطة بالأردن مثل الازمة السورية وتبعاتها .
وتحدث الدكتور العناني عن مشكلة الطاقة في المملكة والتي وصلت فاتورتها (4) مليار دينار في العام الماضي والتي زادت اعباء الدولة والعجز المالي على الموازنة ، مبديا تفاؤله فيما يخص مشروعات الطاقة البديلة كالغاز الطبيعي والصخر الزيتي في المملكة .
واشاد الدكتور العناني بنعمة الامن والأمان التي يتمتع بها الاردن بفضل حكمة وفطنة قيادته الهاشمية التي ترتبط بعلاقات حميمة مع دول العالم نتيجة المصداقية والتزامها بالمواثيق والقوانين الدولية مما جعلنا منطقة جاذبة للاستثمار ومزار لرجال الاعمال والمستثمرين .
ووضح الدكتور العناني ان الاردن انفق وخلال العام الماضي( 2.5) مليار دينار على المواد الغذائية الاساسية التي يستهلكها المواطن في الاردن ،مشيرا الى ما جرى في المملكة من اصلاحات دستورية وسياسية تتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة في مسيرة الاصلاح في الاردن .
وركز الدكتور العناني على ان معان تعتبر من اهم المناطق للاستثمار في صناعة الزجاج لأنها تمتلك المتطلبات الرئيسة لهذه الصناعة" الرمل الزجاجي ( السلكا ) "والذي يعتبر من اهم وانقى الرمال الزجاجية في العالم .
ولفت الدكتور العناني الى ان معان مقبلة على تنفيذ مشاريع كبرى خلال الاعوام الثلاثة القادمة من شأنها ان تساهم في تعزيز الوضع الاقتصادي في المحافظة والوطن بشكل عام ، متطرقا الى قطاع الطاقة ومستقبل الصخر الزيتي ومشروعات الطاقة البديلة في الاردن ،مطالبا ابناء معان بضرورة توفير البيئة الامنة التي تعتبر من اهم العوامل الرئيسية لجذب الاستثمار الذي يساهم في حل كثير من القضايا وخاصة مشكلتي الفقر والبطالة لان الامن مطلب للجميع .
وقال وزير الثقافة الاسبق الدكتور بركات عوجان ان محافظة معان تشكل بمساحتها( 34 % )من مساحة الوطن، وتمتلك في باطنها خيرات وثروات كبيرة .
وأضاف عوجان ان ظاهرة الفقر في محافظة معان ترجع في اسبابها كما في باقي المحافظات الى اختلالات سوق العمل التي اوجدت البطالة وبالتالي الفقر ،مشيرا الى ان محافظة معان تعبر الاختلالات التنموية عن نفسها بشكل واضح في الفقر والبطالة وقد اثبتت سلسلة من الدراسات التي اجريت في المحافظة تدني ارتباط هذه الظواهر بأسباب ثقافية وتراكم الاختلالات التنموية التي اوجدت تغيرات ثقافية ذات صلة بالفقر والبطالة والتي تعود اسبابها الى عدم العدالة في توزيع الموارد ومكتسبات التنمية وعدم الكفاءة في التخطيط التنموي الذي يتم عادة عن بعد وضعف الادارة التنموية الامر الذي ادى الى الفشل المستمر في المشاريع التنموية وخلق فجوة واضحة في الكثير من المؤشرات .
واكدعوجان ان الاختلال في الاحوال الاقتصادية يعد احد المرتكزات الاساسية التي تنعكس بشكل سلبي على باقي احوال التنمية وقد دلت مؤشرات الخصائص الاقتصادية للإفراد والأسر في المحافظة على وجود فجوة واضحة وكبيرة بين الاوضاع الاقتصادية في المحافظة مقارنة مع مثيلاتها على المستوى الوطني وبالتحديد في مؤشرات البطالة والفقر والتشغيل .
واعتبر عوجان ان انتمائنا لبلدنا وحبنا له والتفافنا حول قيادتنا يفرض علينا ان نكون صرحين ومتفائلين في قدرتنا على تجاوز المعيقات سواء الداخلية منها او الخارجية .
ووصف عوجان الاردن بالدولة الاكثر استقرارا على مستوى العالم والأكثر رغبة في تحقيق السلام العالمي ،داعيا الى استحضار الضمير عند اتخاذ القرارات ووضع الخطط الاستراتيجية وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة وإنصاف وتشجيع الاستثمار وتوظيف الميزات المتاحة لمزيد من الخطوات نحو الانفتاح الاقتصادي والسياسي المدروس الذي ينعكس على الاردن وشعبه وقيادته بالخير والمنفعة .
من جانبه قال رئيس بلدية معان الكبرى ماجد الشراري آل خطاب ان محافظة معان تمتلك الكثير من المقومات والثروات الطبيعية التي تشكل اساسا لنجاح المشاريع الاستثمارية الجادة .
واعتبر ان الفساد الذي لف بعض المشاريع الاستثمارية تسبب في فشلها وتصفيتها امام اعين المسؤولين وأحلام الالاف من العاطلين والباحثين عن العمل .
وطالب ال خطاب الحكومة الكشف عن مصير مشروع شمس معان الذي اعلن عنه في وقت سابق وأحيط بهالة اعلامية كبيرة معربا عن مخاوفه في ان يلقى هذا المشروع مصير غيره من المشاريع التي اعلن عن فشلها .
وتساءل عن تأخر الجانب الرسمي في الاعلان عن سبب فشل هذه المشاريع والاستثمارات في وقت حملت فيه بعض الجهات ابناء معان مسئولية فشل هذه المشاريع وهم الاكثر حرصا على نجاحها واستمراريتها .
وقال ال خطاب ان حالة من الغموض احاطت ايضا مسالة تفكيك مصنع الزجاج في معان وبيعه وأرضه بمبلغ قيل انه بلغ( 2.3) مليون دولار على شركة المشروعات الكبرى العقارية والذي أكد ممثلها الشيخ مطلق العتيبي ان الشركة ستقوم بإعادة دراسة استغلال هذا الموقع بناء على الحوافز والدعم الذي قدمته بلدية معان وغرفة تجارتها لهذه الشركة اذا ارادت ان تستثمر استثمارا حقيقيا .
واعتبر ان ما نشهده في معان من قصص للفساد والاحتيال تحت غطاء الاستثمار وتوفير فرص العمل يسهم في زعزعة ثقة المواطن بالجهات الرسمية المختلفة وجديتها في التعامل مع احتياجاته ومقومات عيشه .
وطالب باستغلال المباني المتبقية في مشروع اللاندروفر مستهجنا الطريقة التي تم التعامل من خلالها مع مباني المشروع المتعثر والتي كلف انشاؤها (10)ملايين دينار وتعرضت مؤخرا للهدم من احد المقاولين وتجار الخردة .
وشدد على ضرورة محاسبة كل من تثبت ادانته في عمليات النهب والفساد التي أوصلت هذه المشاريع الى نفق مظلم وحالت دون انشائها او استمرارها مؤكدا حق ابناء معان في تمثيلهم في مجالس الادارات للشركات الموجودة في المحافظة او تلك الراغبة في الاستثمار فيها .
وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة معان عبد الله صلاح ان معان ما زالت تعاني واقعا اقتصاديا مريرا لم تفلح في تغييره الوعود الحكومية المتكرر بجعل معان نقطة جاذبة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية .
وأكد صلاح ان الواقع الاقتصادي لمعان ما زال يراوح مكانه في ظل الضبابية وعدم الوضوح التي احاطت ومازالت الكثير من المشاريع والخطط الاستثمارية التي شهدتها المدينة او تلك التي أعلن عن نية تنفيذها ما عزز مخاوف ابناء المدينة من سياسة اعتبروها ما زالت تمارس ضد مدينتهم تقوم على التهميش والنسيان .
واعتبر صلاح خلال الندوة ان عدم مصداقية الحكومة وجديتها في التعامل مع الواقع الاقتصادي والمقومات الاستثمارية لمعان المحافظة والمدينة ظهر بشكل واضح في فشل وتعثر الكثير من المشاريع في المدينة كمصنع الزجاج ومصنع اللاندروفر وشركة المقالع والمحاجر وشمس معان في ظل عدم تعاون الشركات الموجودة في المحافظة مع مؤسسات المجتمع المختلفة فيها .
وقال ان الفساد وانعدام المحاسبة والمساءلة تسبب في فشل العديد من المشاريع الاستثمارية وبخاصة مشروع مصنع سيارات اللاندروفر والذي ذهب ادراج الرياح بعد مرور عشر سنوات على الاعلان عن انشاءه ومباشرة الشركة المنفذة للمشروع اعمالها بإنشاء بعض مرافق البنية التحية له .
وتساءل صلاح عن الجدية والمصداقية وراء الاعلان عن هذا المشروع الضخم بحجم استثمار بلغ (70 )مليون دولار في حينه وآلاف فرص العمل التي سيوفرها للعاطلين عن العمل .
ولم يخف صلاح وجود شبهة فساد وراء هذا الوهمي والقائمين عليه والذين ارادوا من خلاله الحصول على مزيد من الامتيازات والتسهيلات البنكية في ظل غياب المساءلة والمحاسبة .
وشارك في الندوة التي اقيمت في مركز سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في معان رئيس بلدية معان الكبرى ماجد الشراري ال خطاب ورئيس غرفة تجارة وصناعة معان عبدالله صلاح وسط اجواء تحاوريه سادتها الشفافية والمصداقية والصراحة والطموحات والتطلعات المستقبلية التي من شأنها ان تنعش الاقتصاد الاردني .
تابعو الأردن 24 على 
