النسور يستحقّ ثناء أسمهان الأطرش بتطنيش السلطة التشريعيّة
تامر خرمه- مما قاله الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات قبل اغتياله: أنا ديمقراطي، بإمكانك أن تقول ما تريد، وأنا أفعل ما أريد. أو كما قال حرفيّاً: "إنت تقول اللي انت عاوزة، وانا أعمل اللي أنا عاوزة".
هذه هي ديمقراطيّة السادات التي يبدو أن رئيس الوزراء د. عبدالله النسور يتبنّاها بكامل حيلها، فالسلطة التشريعيّة يمكنها الاحتجاج و"الزعل"، أو الجلوس على شرفات البرلمان وإعلان مقاطعة الجلسات.. "إغضب كما تشاء". ولكن في النهاية النائب يريد والشعب يريد والنسور يفعل ما يريد !
عندما يقرّر مجلس النواب -المشرّع المفترض- تجميد قرار رفع فاتورة الكهرباء، ويصرّ رئيس الوزراء على عدم التزامه بقرار البرلمان، متباهيا بقوّته العجيبة على اتّخاذ ما وصفه بـ "القرارات الصعبة".. عندها تجد ديمقراطيّة السادات الردّ المناسب في عبارة "مين قدّك" للراحلة العظيمة أسمهان الأطرش.
أمّا فيما يتعلق بتلويح المجلس النيابي بحجب الثقة عن الحكومة -قبل هروبه من هذا الموقف إلى التصويت على قرار التجميد الذي يرفض النسور الالتزام به- فمن الواضح أن الرئيس "القوي" لا يكترث حتّى لوجود المجلس، وليس فقط لتلويحاته واحتجاجاته.
هذه الإهانة التي وجّهها الرئيس للبرلمان الأردني، عبر تجاهل قراره، أوصلت الأمور إلى نقطة حرجة، وقد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لـ "ممثلي الشعب" قبل إراقة آخر قطرة من ماء الوجه، فمسألة حجب الثقة باتت ضرورة ملحّة لإقناع أبسط الناس بوجود ما يمكن وصفه بمجلس نواب المملكة الأردنيّة.
ربّما تعتقد يا رئيس الوزراء بأنّك تحلّق عاليا فوق القانون، هل يعني ذلك أن السلطة التنفيذيّة -لاحظ الاسم- يعني رفض تنفيذ قرارات المشرّع ؟
طيّب ماذا لو قرّر الشعب الكفر بنوّابه وعمد إلى تبنّي منطق رئيس وزرائه ؟ فالرئيس يمكنه إقرار ما يريد من قوانين وأنظمة، والشعب له أن يتّخذ "القرارات الصعبة"، كأن يرفض الالتزام ويمتنع عن تسديد فواتير الكهرباء. أليست هذه سنّتك يا زعيم الدوّار الرابع ؟!