أسباب حدوث الحمل خارج الرحم
الحمل خارج الرحم يُعرف بأنه حالة عدم انزراع البويضة المُخصَّبة في المكان الصحيح داخل الرحم، ويُطلق عليه أيضاً اسم الحمل المُنتبذ (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy). في الحمل الطبيعي، تلتصق البويضة وتنمو داخل تجويف الرحم، بينما في حالات الحمل خارج الرحم، يمكن أن تنمو البويضة في المبيضين أو البطن أو عنق الرحم أو في قناة فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube) كما هو الحال في معظم الحالات.
تعتبر أهمية الكشف المبكر عن الحمل خارج الرحم كبيرة، نظراً لمدى خطورته على صحة المرأة. حيث يمكن أن يتعرض العضو الذي انزرعت فيه البويضة للتمزق، مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي قد يهدد حياة المرأة. يُذكر أن النسبة المُقدَّرة لحدوث الحمل خارج الرحم هي مرة واحدة لكل 50 حالة حمل، مما يبرز أهمية الوعي بهذه الحالة.
تترافق هذه الحالة مع مجموعة من الأعراض التي تعاني منها المرأة، مثل التشنجات في أحد جانبي الحوض، وانقطاع دورة الطمث، وحدوث نزيف مهبلي (بالإنجليزية: Vaginal bleeding) بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى شعور المرأة بآلام في أسفل منطقة البطن.
أسباب حدوث الحمل خارج الرحم
توجد العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي تم إثبات ارتباطها بحدوث الحمل خارج الرحم. وفيما يلي توضيح لمجمل هذه الأسباب:
اختلالات قناة فالوب
تُعتبر الاختلالات التشريحية لقناة فالوب من العوامل التي تزيد من خطر التصاق الجنين في القناة. يُعتبر استخدام عقار ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (بالإنجليزية: Diethylstilbestrol) من الأسباب التي تؤدي إلى اختلالات تكوينية في قناة فالوب لدى الأنثى. وقد توقَّف الأطباء عن استخدام هذا العقار للحوامل منذ فترة طويلة، ولكن تأثيره لا يزال يُعتبر عاملاً مؤثراً في حالات الحمل خارج الرحم.
الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي
قد تؤدي الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) إلى تكوّن الأنسجة الندبية والالتصاقات التي تعيق وصول البويضة المُخصَّبة إلى الرحم، مما يزيد من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم. هذه الحالة تُعتبر شائعة بين النساء، وقد تتطلب علاجاً خاصاً لتجنب المضاعفات.
ربط قناة فالوب
تلجأ بعض النساء إلى إجراء عملية ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal ligation) كوسيلة لمنع الحمل. يُذكر أن ثلث النساء اللواتي حمِلن بعد هذه العملية تعرضن للحمل خارج الرحم، مما يشير إلى أن هذه العملية ليست مضمونة بشكل كامل في منع الحمل.
عوامل أخرى مرتبطة بالحمل خارج الرحم
هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم، ومنها:
- الشراكة الجنسية: يرتبط تعدد العلاقات الجنسية بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الجنسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الحمل المُنتبذ.
- التقدم في العمر: تزداد فرصة التعرض للحمل خارج الرحم مع التقدم بالعمر، حيث تُعتبر النساء فوق الأربعين أكثر عرضة لذلك.
- اتباع أساليب تنظيم الحمل: يُعتبر الحمل أثناء استخدام اللولب الرحمي (بالإنجليزية: Intrauterine Device) نادراً، ولكن في حال حدوث الحمل أثناء استخدامه، فإن فرصة حدوث الحمل المُنتبذ تُصبح أكبر.
- العقم واستخدام علاجاته: يُمكن أن تتسبَّب الإصابة بالعقم (بالإنجليزية: Infertility) في زيادة احتمالية الحمل خارج الرحم. كما أن بعض العلاجات والتقنيات المُتَّبعة في علاج العقم، كالتلقيح الصناعي، قد تزيد من خطر حدوث الحمل المُنتبذ.
- التدخين: يُعتبر تدخين الأم قبل فترة حملها مباشرة من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الحمل خارج الرحم.
- التعرض السابق للحمل المُنتبذ: تُعتبر النساء اللواتي سبق وأن حدث لديهن الحمل خارج الرحم أكثر عرضة لتكرار حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة تُقارب 10%.
- إجراء العمليات الجراحية: من أبرز العمليات الجراحية التي تزيد من خطر حدوث الحمل المُنتبذ هي عملية إزالة الورم الليفي وعمليات الولادة القيصرية.
- الإصابة بالالتهابات والعدوى: تُعتبر بعض أنواع الالتهابات والعدوى من العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، مثل التهاب البوق (بالإنجليزية: Salpingitis) ومرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease) والأمراض المنقولة جنسياً، مثل مرض السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea) وداء الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia).
تشخيص الحمل خارج الرحم
يَصعُب تشخيص وجود الحمل خارج الرحم بمُجرَّد الاطلاع على الأعراض، إذ أنَّ هناك عِدَّة فحوصات وإجراءات طبِّية تُساهم في تأكيد التشخيص. من الضروري استشارة الطبيب عند الشك في وجود حمل خارج الرحم، حيث يمكن أن يتطلب الأمر إجراء فحوصات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو فحوصات الدم لتحديد مستويات هرمون الحمل.













