نزيف واحتقان أنف الحامل: الأسباب والنصائح

تعتبر فترة الحمل من الفترات الحساسة التي تمر بها المرأة، حيث تزداد فيها احتمالية حدوث احتقان الأنف أو انسداده مقارنةً بالفترات الأخرى من حياتها. وغالبًا ما يرافق هذا الاحتقان نزيف الأنف، وهو أمر شائع أيضًا خلال هذه الفترة. عادةً ما يُلاحظ هذا العرض حوالي الأسبوع السادس عشر من الحمل، وقد يستمر حتى نهاية الحمل في معظم الحالات. في بعض الأحيان، قد تزداد شدة النزيف حتى نهاية الحمل، مما يتطلب من الحامل معرفة كيفية التعامل مع هذه الأعراض.

أسباب نزيف واحتقان أنف الحامل

يعود السبب وراء حدوث نزيف واحتقان أنف الحامل إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه الفترة. تحديدًا، يرتفع مستوى هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الدم. هذه الزيادة في تدفق الدم إلى الأغشية المخاطية قد تسبب احتقان الأنف، كما أن زيادة تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الصغيرة في الأنف قد تؤدي إلى نزيف الأنف، نظرًا لأن هذه الأوعية قد تنتفخ وتجف وتتمزق. قد يتدفق الدم من إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما، ويستمر تدفقه من بضع ثوانٍ إلى أكثر من عشر دقائق.

تعتبر هذه الأعراض طبيعية في معظم الحالات ولا تستدعي القلق، حيث يمكن علاجها والتعامل معها دون الحاجة إلى تدخل طبي. ومع ذلك، قد تسبب هذه الحالة شعورًا بالانزعاج والقلق للحامل، مما يستدعي تقديم بعض النصائح والإرشادات للتخفيف من هذه الأعراض.

نصائح وإرشادات لتخفيف الأعراض

هناك العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها لتخفيف الأعراض والتعامل بشكل صحيح مع نزيف واحتقان الأنف. إليك بعض هذه النصائح:

• اتباع تقنية نفث المخاط الصحيحة: يجب تنظيف الممرات التنفسية بطريقة صحيحة دون إلحاق ضرر بالأغشية المخاطية الحساسة داخل الأنف. يُفضل إغلاق إحدى فتحتي الأنف باستخدام الإبهام، ثم النفخ برفق من الفتحة الأخرى. يمكن تكرار هذه العملية لفتحة الأنف الأخرى حتى تسهل عملية التنفس. يُنصح باستخدام مناديل ناعمة لتجنب خدش أو تهيج المنطقة.
• ترطيب الهواء المحيط: يُمكن استخدام جهاز مرطب الهواء بالرذاذ الدافئ في الغرفة، مما يساعد على تهدئة الأعراض في منطقة الأنف. يجب مراعاة عدم تشغيل الجهاز طوال الوقت وتجنب استخدام مرطب الهواء بالرذاذ البارد.
• ترطيب الأنف: يُنصح بوضع القليل من الفازلين في فتحتي الأنف باستخدام قطعة من القطن لتجنب حدوث الجفاف في الأنف.
• الاستحمام بماء دافئ والتعرض للبخار: يُعتبر البخار ذا تأثير مهدئ ومخفف لاحتقان الأنف بشكلٍ مؤقت. يمكن وضع قطعة من القماش مبللة بالماء الساخن على الوجه والتنفس من خلالها.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية: تخفف ممارسة بعض التمارين الخفيفة والمعتدلة أحيانًا من انسداد الأنف. يجب تجنب ممارسة هذه التمارين خارج المنزل في حال تلوث الهواء لتفادي تهيج الممرات الأنفية وزيادة شدة الاحتقان.
• تجنب المهيجات: مثل دخان السجائر، الكحول، الطلاء، والأبخرة الكيمياوية. يجب الابتعاد عن أي شيءٍ آخر قد يحفز ظهور الأعراض.

نصائح لوقف نزيف الأنف

في حالة حدوث نزيف الأنف، هناك بعض الإجراءات والخطوات التي يمكن اتباعها لوقف النزيف بطريقة صحيحة:

• الجلوس والضغط مباشرةً على الجزء اللين من الأنف والذي يقع فوق فتحتي الأنف مباشرةً، وذلك لمدة عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة بشكلٍ مستمرٍ.
• الانحناء للأمام والتنفس عبر الفم؛ وذلك لتصريف الدم باتجاه الأنف بدلًا من مؤخرة الحلق.
• الجلوس أو الوقوف بشكل مستقيم بدلًا من الاستلقاء؛ إذ يقلل ذلك من ضغط الدم في الأوعية الدموية للأنف مما يمنع حدوث المزيد من النزيف.
• وضع كمادات ثلجٍ ملفوفةٍ بقطعة قماشٍ على الأنف.
• استخدام المزيد من الوسائد لرفع الرأس أثناء الاستلقاء للراحة أو النوم.
• شرب الكثير من السوائل المرطبة.

في حال استمرار النزيف أو تفاقم الأعراض، يُنصح باستشارة الطبيب حول إمكانية استخدام بعض الأدوية التي تصرف دون وصفةٍ طبيةٍ ومدى فعاليتها ومأمونيتها أثناء فترة الحمل.