ارتفاع نسبة السكر في الدم: الأسباب والأعراض والمضاعفات والعلاج

ارتفاع نسبة السكر في الدم يُعتبر من القضايا الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص. يُعرف ارتفاع السكر في الدم بأنه زيادة مستوى الجلوكوز في الدم، ويعتمد تحديده على عدة عوامل، منها الفترة الزمنية بين آخر وجبة طعام للشخص وسحب عينة الدم. من المهم أن نلاحظ أنه لا توجد قيمة رقمية ثابتة تُعتبر حدًا فاصلاً بين الأفراد الأصحاء وأولئك الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم.

تعريف مرض السكري

تعريف مرض السكري، الذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة السكر في الدم، يعتمد أيضًا على عدة معايير رقمية تتعلق بالفترة الزمنية بين سحب العينة وآخر وجبة للمريض. على سبيل المثال، يُعتبر مستوى السكر في الدم 126 ملغ/ديسيلتر في حالة الصيام لمدة ثماني ساعات، و200 ملغ/ديسيلتر إذا كانت آخر وجبة قبل أقل من ست ساعات. هذه القيم تُستخدم لتشخيص مرض السكري وتحديد مدى خطورته.

تنظيم مستوى السكر في الجسم

عندما يتناول الشخص طعامًا يحتوي على السكريات، يقوم الجهاز الهضمي بتحليل هذه السكريات والنشويات إلى جلوكوز، الذي يدخل بدوره إلى مجرى الدم. هذا الارتفاع في مستويات السكر يحفز خلايا "ب" في البنكرياس لإفراز هرمون الإنسولين، الذي يساعد على نقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم. نتيجة لذلك، ينخفض مستوى السكر تدريجيًا في الدم، مما يقلل من إفراز الإنسولين. في الحالة الطبيعية، تُحافظ هذه العملية على توازن مستوى السكر في الجسم.

ومع ذلك، في حالة مرض السكري، يحدث اختلال في هذه العملية. هناك نوعان رئيسيان من السكري: النوع الأول، حيث ينخفض مستوى الإنسولين بسبب تدمير خلايا "ب" في البنكرياس، والنوع الثاني، حيث تكون استجابة الأنسجة للإنسولين ضعيفة. هذا الاختلال يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يتطلب تدخلًا طبيًا.

أعراض ارتفاع السكر في الدم

تتفاوت الأعراض المرتبطة بارتفاع السكر في الدم بناءً على مستوى السكر. كلما ارتفعت النسبة، زادت الأعراض، والتي تشمل:

• العطش الشديد.
• كثرة التبول.
• التعب والإرهاق العام.
• الجوع المفرط.
• الصداع.
• تغيرات بصرية تؤثر على وضوح الرؤية.

عندما تصل مستويات السكر إلى أرقام مرتفعة جدًا، تزداد شدة الأعراض، وقد تشمل: غثيان، ألم في البطن، جفاف، وضيق في التنفس. هذه الأعراض تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتقليل مستويات السكر في الدم.

مضاعفات ارتفاع سكر الدم على المدى البعيد

يُعتبر مرض السكري وارتفاع سكر الدم من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على مختلف أجهزة الجسم، مثل:

• أمراض القلب والشرايين.
• مشاكل الأعصاب، خاصة الأعصاب الطرفية، مما قد يؤدي إلى فقدان الإحساس في الأطراف.
• مشاكل الكلى، مثل ارتفاع زلال البول، الذي قد يتطور إلى حدوث فشل كلوي في حال فشل السيطرة عليه.
• مشاكل النظر، مثل مرض الساد وأمراض الشبكية المختلفة.
• ضعف المناعة وزيادة احتمال الإصابة بالالتهابات البكتيرية والفيروسية.
• مشاكل القدم نتيجة فقدان الإحساس وضعف التروية الدموية للقدم.

تتطلب هذه المضاعفات إدارة دقيقة ورعاية صحية مستمرة لتجنب تفاقم الحالة الصحية للمريض.

علاج ارتفاع سكر الدم

تحصل مُعظم حالات ارتفاع سكر الدم بسبب مرض السكري، خاصةً النوع الثاني. وهذا مرض لا يُمكن علاجه بشكل كامل، ولكن يمكن التحكم فيه. ينصبّ اهتمام الطبيب على مساعدة المريض على تجنّب مضاعفات السكري المزمنة والكشف المُبكّر من أجل التعامل معها بالشكل السليم قبل أن تتطوّر وتؤدي إلى ضرر شديد في حياة الشخص المريض.

يتمّ العلاج على أساس الوقاية والكشف المُبكّر، ويشمل ذلك تناول العلاجات المُناسبة بالجرع المناسبة، سواءً كانت هذه العلاجات عبارة عن حبوب وأقراص دوائية أم كانت على شكل حقن الإنسولين. يتمّ قياس نسبة السكر للمريض بشكل دوري، سواءً من قبل المريض نفسه في المنزل أو عند زيارة الطبيب من أجل مراجعة الحالة.

يتمّ الكشف المُبكّر بشكل دوري عن طريق فحوص للبول والكلى وضغط الدم، إضافةً إلى فحوص العيون والقدم والقلب، ومن ثمّ إعطاء التدخّل العلاجي المناسب للحد من تأثير هذه المضاعفات.