استكشاف جزيرة قوريا: وجهة سياحية فريدة في تونس
جزيرة قوريا
تقع جزيرة قوريا على بعد 18 كم شرق الشريط الساحلي لولاية المنستير في تونس. تتكون من جزيرة قوريا الكبرى التي تمتد لحوالي 5.3 كم، وعرضها 2 كم، مما يجعلها تغطي مساحة تقارب 270 هكتاراً. بالإضافة إلى ذلك، توجد جزيرة قوريا الصغرى، المعروفة أيضاً بجزيرة الأرانب، بسبب كثرة الأرانب البرية فيها. تشكل هذه الجزر معاً وجهة سياحية مميزة للباحثين عن أجواء الراحة والاسترخاء، بعيداً عن ضوضاء الحياة اليومية، في أحضان الطبيعة الخلابة. كما أنها مثالية لعشاق الغوص والسباحة والاستكشاف في عرض البحر، حيث الرمال الذهبية والمياه الفضيّة المنعشة.
تمثل جزر قوريا مصدراً تاريخياً مهماً للموارد الطبيعية والثقافية، مثل الجزر التونسية الأخرى كزمبرة وجالطة. تشير الدلائل التاريخية إلى أن جزر قوريا شهدت أقدم وجود إنساني خلال الفترتين القرطاجنية والإسلامية، حيث كان هناك طريق يربط بين طبلبة في ساحل المنستير وحدود جزيرة قوريا. في العهد القرطاجي والروماني، كانت تحتوي على برج للمراقبة، مما جعلها منطقة دفاعية وملاذاً للسفن التجارية. وما زالت هذه الجزر تحتفظ بجمالها الطبيعي البكر، حيث لم تُجرَ فيها أي حفريات حتى الآن.
التنوع الجيولوجي والبيولوجي
تتميز جزر قوريا بتنوعها الجيولوجي، حيث تحتوي على العديد من السباخ، وارتفاعها المنخفض، حيث لا تتجاوز أعلى نقطة فيها 5 أمتار عن مستوى سطح البحر. تُعتبر هذه الجزر عنصراً مهماً للتنوع البيولوجي البري والبحري في تونس، حيث تمثل محطة رئيسية للطيور المهاجرة النادرة، ومكاناً لتعشيش بعضها. كما تُعتبر موطناً لأصناف متعددة من الطحالب والنباتات النادرة، مثل نبتة البوزيدونيا التي تحمي الجزر من الانجراف، ونبتة الأكوسيجين التي تدعم تنوع الأسماك. بالإضافة إلى ذلك، تعيش فيها السلاحف البحرية النادرة، التي تُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تتراوح فترة تعشيشها من بداية شهر حزيران حتى أواخر شهر أيلول، تحت إشراف وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار.
مخططات سياحية في الجزيرة
تنطلق العديد من الرحلات البحرية الدورية من مارينا مونستر نحو جزر قوريا، مما يجعلها نقطة جذب للزوار المحليين والأجانب. تسعى وزارة السياحة ووزارة البيئة والتنمية المستدامة في تونس إلى تنفيذ مخططات تهدف لاستغلال الجزيرة سياحياً، وتطويرها وحمايتها، وتحويلها إلى محمية طبيعية بحرية. يتضمن ذلك القيام بنشاطات اقتصادية واجتماعية صديقة للبيئة، وترشيد الاستهلاك، والمحافظة على الموارد الطبيعية. كما يتم نشر الوعي بين الزوار لاكتشاف الموارد الطبيعية والتعرف على ميزاتها، مما يساعد على المحافظة عليها ومنع الانتصاب العشوائي في مناطق تعشيش النباتات والزواحف البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تنوي الوزارتان وضع نقطة حماية وحرس بحري للحفاظ على سلامة السياح، مما سيوفر فرص عمل جديدة للمواطنين، ويجعل الجزيرة وجهة مميزة للسياح الأجانب والمحليين.













