العلاج الجراحي لإفراط التعرق: الإجراءات والتفاصيل
يمكن معالجة فرط التعرق (بالإنجليزية: Hyperhidrosis) من خلال إجراءات جراحية تشمل إزالة الغدد العرقية (بالإنجليزية: Sweat gland removal) أو قطع العصب الودي (بالإنجليزية: Sympathectomy). تُعتبر هذه الخيارات فعالة، خاصة عندما تفشل العلاجات الأخرى. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه العمليات.
العلاج الجراحي لإفراط التعرق بإزالة الغدد العرقية
تُعتبر عملية إزالة الغدد العرقية أو ما يُعرف بالكشط المصي (بالإنجليزية: Suction curettage) من الإجراءات الجراحية الموضعية. تُستخدم هذه العملية بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق في منطقة الإبطين، حيث يسهل الوصول إلى الغدد العرقية في هذا الموقع. تشير الدراسات إلى أن هذه الجراحة قد تقلل من التعرق بنسبة تتراوح بين 70-85% بشكل دائم لدى معظم المرضى.
إجراءات الجراحة
خلال عملية الكشط المصي، يقوم الجراح بإزالة الغدد العرقية عن طريق كشطها وشفطها تحت تأثير التخدير الموضعي. تُجرى هذه العملية في العيادات الخارجية وتستغرق عادةً بين 60-90 دقيقة. يمكن للمريض العودة إلى منزله في نفس اليوم، وبعضهم يمكنه العودة للعمل في اليوم التالي.
ما بعد الجراحة
بعد العملية، يزوّد الجراح المريض بضمادة طبية ضاغطة لتقليل التعرق في منطقة العملية. عادةً ما تستغرق فترة التعافي حوالي يومين، ولكن قد يشعر البعض بالألم لمدة تصل إلى أسبوع. يُنصح المرضى بتقليل حركة الذراعين، مثل رفعها أو ممارسة الأنشطة الرياضية، قدر الإمكان. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى إعادة الجراحة أو استخدام حقن البوتوكس (بالإنجليزية: Botox) أو مضادات التعرق للتحكم في التعرق الناتج عن الغدد المتبقية.
العلاج الجراحي لإفراط التعرق بقطع العصب الودي
يُعتبر علاج فرط التعرق بقطع العصب الودي من العمليات الجراحية الأقل توغلاً وأكثر فعالية في معالجة فرط تعرق اليدين والوجه والإبطين. يتم ذلك من خلال قطع جزء من العصب الودي (بالإنجليزية: Sympathetic nerve) المسؤول عن التحكم في الغدد العرقية في اليدين والذراعين والوجه. تُقسم هذه الجراحة إلى نوعين: قطع العصب الودي الصدري بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic thoracic sympathectomy) وقطع العصب الودي القطني بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic lumbar sympathectomy).
قبل إجراء الجراحة
هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتخاذها قبل العملية، ومنها: إبلاغ الطبيب عن الأدوية والفيتامينات والأعشاب والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض، حتى تلك التي لا تحتاج لوصفة طبية. يجب أيضًا إخبار الطبيب عن وجود حمل أو احتمالية ذلك. من المهم الاستفسار عن الأدوية المسموح تناولها يوم الجراحة، وإيقاف بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب، مثل مميعات الدم (الأسبرين، الوارفارين، الآيبوبروفين).
التوقف عن التدخين يُعتبر أمرًا ضروريًا، حيث يُسبب التدخين مشاكل مثل بطء الشفاء. يمكن طلب المساعدة الطبية في ذلك. كما يجب اتباع بعض التعليمات يوم العملية الجراحية، مثل تناول الأدوية المحددة من قِبل الطبيب مع رشفة صغيرة من الماء.
إجراءات قطع العصب الودي
تتم عملية قطع العصب الودي تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي، حيث يقوم الجراح بإجراء شق صغير في منطقة الصدر أو أسفل الظهر، اعتمادًا على نوع الجراحة. يتم إدخال أدوات جراحية دقيقة لقطع العصب الودي، مما يؤدي إلى تقليل إفراز العرق في المناطق المستهدفة. تُعتبر هذه العملية فعالة للغاية، حيث يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية في تقليل التعرق بشكل كبير.
بعد إجراء العملية، يُنصح المرضى بالراحة وتجنب الأنشطة الشاقة لفترة معينة. قد يشعر البعض بألم أو عدم ارتياح في المنطقة المعالجة، ولكن هذه الأعراض عادةً ما تكون مؤقتة. يُنصح المرضى بمتابعة تعليمات الطبيب بشأن العناية بالجرح والتقليل من الأنشطة البدنية.
المخاطر والآثار الجانبية
مثل أي إجراء جراحي، يحمل العلاج الجراحي لإفراط التعرق بعض المخاطر والآثار الجانبية. من الممكن أن تشمل هذه المخاطر العدوى، النزيف، أو ردود فعل غير متوقعة للتخدير. قد يعاني بعض المرضى من آثار جانبية مثل التعرق المفرط في مناطق أخرى من الجسم، وهي حالة تُعرف بالتعرق التعويضي.
من المهم أن يناقش المرضى جميع المخاطر المحتملة مع طبيبهم قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء الجراحة. يجب أن يكون المرضى على دراية تامة بجميع الخيارات المتاحة لهم، بما في ذلك العلاجات غير الجراحية، مثل الأدوية أو العلاجات الموضعية.













