تسمم الماء: الأسباب والأعراض والعلاج
تسمم الماء، المعروف أيضاً باسم Water intoxication، يحدث نتيجة لانخفاض مستوى الصوديوم في الدم، وهي حالة تُعرف بـ Hyponatremia، وذلك بسبب استهلاك كميات كبيرة من الماء دون تعويض مناسب للصوديوم. تُعتبر هذه الحالة الصحية خطيرة، حيث تؤدي إلى اضطراب في توازن الكهارل داخل الجسم، مما يجعلها تهدد الحياة. من الضروري تشخيصها وعلاجها بسرعة لتفادي مضاعفات خطيرة.
أسباب الإصابة بتسمم الماء
تحدث حالة تسمم الماء عندما تتجاوز كمية الماء المتراكمة في الجسم قدرة الكليتين على التخلص منها عبر البول. الرياضيون هم الأكثر عرضة لهذه الحالة، حيث يميلون إلى شرب كميات كبيرة من الماء قبل وأثناء وبعد التمارين. يُوصي معهد الطب البالغين بشرب ما بين 9 إلى 13 كوباً من السوائل يومياً، مع مراعاة أن احتياجات الجسم تختلف حسب العمر والجنس والنشاط البدني والصحة العامة.
بعض الحالات الصحية والأدوية قد تؤدي إلى احتباس السوائل، مما يزيد من خطر الإصابة بتسمم الماء، مثل فشل القلب الاحتقاني وأمراض الكبد ومشاكل الكلى. كما أن بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، قد تسهم في هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأمراض والأدوية التي تزيد من عطش المريض، مما يجعله يشرب كميات إضافية من السوائل، مثل مرضى الفصام والأدوية المضادة للذهان ومدرات البول.
أعراض ومضاعفات تسمم الماء
تسبب حالة تسمم الماء دخول الماء إلى الخلايا، مما يؤدي إلى انتفاخها. تبدأ الأعراض بالظهور عندما تتأثر خلايا الدماغ، مما يزيد الضغط داخل الجمجمة. تشمل الأعراض الأولية لتسمم الماء: الصداع، الغثيان، والتقيؤ. أما الأعراض المتقدمة فتشمل: ارتفاع ضغط الدم، التشوش والارتباك، الدوار، صعوبة في التنفس، ضعف وتشنج العضلات، وفقدان القدرة على التعرف على المعلومات الحسية. كما يمكن أن يحدث تراكم السوائل في الدماغ، المعروف بالوذمة الدماغية، مما يؤدي إلى الإصابة بالنوبات وتضرر الدماغ، وقد تصل الحالة إلى فقدان الوعي والموت في الحالات الشديدة.
علاج تسمم الماء
يعتمد علاج تسمم الماء على شدة الأعراض. تشمل العلاجات: التوقف عن شرب الماء أو أي سوائل أخرى، استخدام مدرات البول لزيادة طرح البول، ومعالجة السبب الرئيسي لتسمم الماء، سواء كان دواءً أو سبباً آخر. في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري تعويض الجسم بالصوديوم.













