تغيرات الجهاز المناعي خلال الحمل وتأثيرها على صحة الحامل

تغيرات الجهاز المناعي خلال الحمل وتأثيرها على صحة الحامل
جو 24 :

تحدث تغيراتٌ جذريةٌ في جسم المرأة خلال فترة الحمل، حيث يتم تعديل الجهاز المناعي لتوفير بيئة مناسبة لاحتضان الجنين. هذه التغيرات قد تؤثر بشكل كبير على صحة الحامل، وقد وُجد مؤخرًا أن الجهاز المناعي لا يُثبط كما كان يُعتقد سابقًا، بل يبقى نشطًا ولكن بطريقة مختلفة.

تغيرات الجهاز المناعي أثناء الحمل

تستمر التغيرات التي تحدث للجهاز المناعي طوال فترة الحمل، وتحدث بطريقة منسقة للغاية. يمكن التنبؤ بهذه التغيرات في الحمل الطبيعي، حيث قد تصبح الحامل أقل أو أكثر عرضة للإصابة بأمراض محددة في أوقات معينة من الحمل. على سبيل المثال، قد تكون الحامل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض خلال الثلث الأول من الحمل، بينما تقل هذه الاحتمالية في الثلث الثاني.

كما أن التغيرات التي تحدث لبعض الخلايا المناعية قد تؤدي إلى غياب أو اختفاء الأعراض المرافقة لأمراض المناعية الذاتية لدى بعض النساء الحوامل. ومع ذلك، قد تُسبب هذه التغيرات زيادة فرصة الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا وأنواع أخرى من العدوى.

الاعتقادات القديمة حول الجهاز المناعي والحمل

كان يُعتقد سابقًا أنه لضمان نجاح الحمل وانغراس الجنين في الرحم، يجب تثبيط الجهاز المناعي طوال فترة الحمل. استندت هذه النظرية إلى وجود خلايا مناعية للأم في مكان انغراس الجنين، حيث اعتُقد أن هذه الخلايا المناعية تهاجم الخلايا الجنينية. في المقابل، كانت الخلايا الجنينية تحاول تثبيط عمل الخلايا المناعية.

وبالتالي، كان يُعتقد أن عملية الانغراس قد تحدث فقط في حال تفوق الخلايا الجنينية ونجاحها في تثبيط الخلايا المناعية. كما كان يُعتقد أن هذا التثبيط يجب أن يستمر طوال فترة الحمل، وأن عدم نجاح الخلايا الجنينية في ذلك قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة.

الاعتقاد الحالي حول الجهاز المناعي والحمل

تبين مؤخرًا أن وجود الخلايا المناعية للأم في مكان انغراس الجنين يعتبر ضروريًا لنجاح عملية الانغراس. لا يحدث ذلك كرد فعلٍ من الجسم لظهور أجسامٍ غريبةٍ، بل إن التفاعل بين الخلايا المناعية للأم وخلايا الجنين له دورٌ مهمٌ طوال فترة الحمل.

تتبع توقيت التغيرات التي يخضع لها الجهاز المناعي لدى الحامل نمطًا دقيقًا. على سبيل المثال، حدوث سلسلة من التفاعلات الالتهابية بفعل وصول خلايا الجنين إلى بطانة الرحم يعد ضروريًا لحدوث عملية الانغراس. تشبه هذه التفاعلات تلك التي تحدث عند التئام الجروح، وإذا تم منع هذه التفاعلات الالتهابية، فإن ذلك يمنع حدوث عملية الانغراس.

تستمر سيطرة هذه الخلايا الالتهابية خلال أول 12 أسبوعًا من الحمل، بينما تسود الخلايا والجزيئات المضادة للالتهابات خلال الأسابيع الـ15 اللاحقة. في هذه المرحلة، يكون الجنين في حالة نموٍ وتطورٍ سريعين، وتظهر بعض الخلايا الجنينية مولدات الضد (Antigen) على أسطحها، والتي تكون مصدرها من الأب.

في الأوضاع الطبيعية، فإن خلايا الأم المناعية سوف تتعرف على هذه الخلايا كأجسام غريبة وتهاجمها؛ إلا أن الخلايا التائية المنظمة (Regulatory T cell) - وهي خلايا دم بيضاء متخصصة - تحفز وجود بيئةٍ مضادةٍ للالتهاب، مما يحمي خلايا الجنين. يعود نشاط الخلايا والمركبات الالتهابية بفعل عودة نشاط الجهاز المناعي بشكلٍ كبيرٍ عند اقتراب موعد الولادة، حيث تساعد التفاعلات الالتهابية على حدوث استجابة المخاض.

تأثير نقص المناعة على الحامل

قد يؤدي نقص المناعة خلال الحمل إلى العديد من المشكلات الصحية. على سبيل المثال، قد يتسبب نقص المناعة في تأخر أو بطء نمو الجنين، حيث إن صحة الجنين تعتمد بشكل كبير على قوة جهاز المناعة لدى الأم. وبالتالي، فإن نقص المناعة قد يؤدي إلى نمو متأخر للجنين أو تطوره بشكل بطيء أو غير مكتمل.

كما يمكن أن يؤدي نقص المناعة إلى زيادة شدة التعب والإعياء، وهي أعراض شائعة خلال الحمل، ولكن في حال نقص المناعة، تزداد شدة حدوث التعب والإعياء بشكلٍ ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، قد تتعرض الحامل للإصابة بالإنفلونزا بشكلٍ متكررٍ وأكثر من المعتاد.

أيضًا، قد يؤدي نقص المناعة إلى ارتفاع عدد مرات حدوث غثيان الحمل، وهو أيضًا من الأعراض الشائعة خلال الحمل، ولكن نقص المناعة يرفع عدد مرات حدوث غثيان الصباح. كما أن جسم الحامل يصبح عرضةً لحدوث الالتهابات والجراثيم والسموم، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

الأسئلة الشائعة

ما هي التغيرات الرئيسية في الجهاز المناعي خلال الحمل؟
تتغير استجابة الجهاز المناعي لتوفير بيئة آمنة للجنين، حيث يتم تعديل التفاعلات المناعية.
كيف يؤثر الحمل على صحة الحامل؟
يمكن أن تؤدي التغيرات المناعية إلى زيادة القابلية للإصابة ببعض الأمراض، لكن في الوقت نفسه تحمي الأم من بعض الحالات.
هل تتأثر اللقاحات خلال الحمل؟
بعض اللقاحات آمنة خلال الحمل ويمكن أن تكون مفيدة لحماية الأم والطفل.
ما هي النصائح للحفاظ على صحة الجهاز المناعي أثناء الحمل؟
ينصح بتناول غذاء متوازن، ممارسة الرياضة المعتدلة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
تابعو الأردن 24 على google news