علاج مرض قشر السمك
يُعرف مرض قشر السمك، والذي يُطلق عليه أيضاً جلد السمكة، بأنه حالة وراثية تؤثر على الجلد منذ الولادة أو في مراحل مبكرة من العمر. يحدث هذا المرض نتيجة لوجود خلل في عملية التقرن في طبقة البشرة، مما يؤدي إلى ظهور قشور جافة تلتصق بالجلد، مما يمنح البشرة مظهراً يشبه جلد السمكة، ومن هنا جاء اسم المرض.
أنواع مرض قشر السمك
مرض قشر السمك الشائع يظهر هذا النوع عادةً بعد مرور ثلاثة أشهر من الولادة، حيث تكون القشور صغيرة وناعمة، وتؤثر على الأرجل والذراعين والبطن، بينما يبقى الجلد طبيعياً. يميل هذا النوع إلى التحسن التدريجي مع التقدم في العمر، ويكون أكثر اعتدالاً في فصل الصيف بسبب الرطوبة الناتجة عن العرق، بينما تزداد الحالة سوءاً في فصل الشتاء.
مرض قشر السمك المرتبط بالجنس يعتبر هذا النوع من الأمراض حيث تعتبر الإناث حاملات للمرض دون ظهور أعراض، وينتقل المرض إلى الذكور عند الولادة. قد يتأخر ظهور الأعراض في بعض الحالات إلى سنة. يتميز هذا النوع بقشور سميكة وعريضة ذات لون بني، وتكون نتيجة نقص في إنزيمات الجلد، مما يؤدي إلى اختلال في عملية التقرن. غالباً ما تزداد الحالة سوءاً مع مرور الوقت.
مرض قشر السمك الصفاحي يُورث هذا النوع عن طريق الجينات المتنحية، ويتميز بقشور مسطحة وعريضة ذات لون غامق تصيب الجذع والثنايا. تظهر الأعراض في الأيام الأولى بعد الولادة، وفي بعض الحالات، قد يولد الطفل محاطاً بغلاف شفاف يشبه الكولوديون، ويُعرف هذا الطفل باسم طفل الكولوديون.
مرض فرط التقرن الانحلالي تبدأ الأعراض في الظهور تدريجياً بعد الولادة بأيام، وتتميز بقشور صغيرة ذات لون فاتح تغطي الجلد، كما يكون لون الجلد أحمر. قد تظهر فقاعات قليلة على سطح الجلد، ويميل هذا النوع إلى التحسن التدريجي مع التقدم في العمر.
تشخيص مرض قشر السمك
يعتمد تشخيص مرض قشر السمك على المؤشرات السريرية والعوامل الوراثية. في بعض الحالات، يتم إجراء فحوصات مجهرية لتحديد أي تغيرات في الطبقات العلوية للبشرة. قد تشمل الفحوصات الأخرى فحص الدم واختبارات الأداء الوظيفي لفحص تعبير البروتينات المعنية.
علاج مرض قشر السمك
يركز علاج مرض قشر السمك على ترطيب الجلد للتخلص من القشرة السميكة. يمكن استخدام المراهم والكريمات التي تحتوي على حوالي 10% يوريا (البولينا) لترطيب الجلد وإخفاء القشور. كما يمكن استخدام أدوية فموية تحتوي على مواد ريتينالية كمادة فعالة. تشمل الأدوية الأخرى دهن الجسم بالجليسوليد المتوفر في الصيدليات، وشرب مغلي الحلبة بمعدل ثلاث مرات يومياً. يُنصح أيضاً بالاستحمام بالماء الساخن بعد ذلك بساعة.
يمكن مزج كميات متساوية من مسحوق الزعتر والميرمية وحب العرعر بشكل متجانس، ونقع ملعقة من المزيج في كوب من الماء المغلي لمدة عشر دقائق، وشرب المزيج كالشاي بمعدل ثلاث مرات يومياً بعد الأكل. كما يمكن مزج كميات مناسبة من الفازلين والعسل والجلسرين بشكل متجانس واستخدام المزيج كمرطب للبشرة. يُنصح بالإكثار من استخدام كريمات الترطيب، والاستحمام عدة مرات في اليوم، والاستحمام بماء فاتر يحتوي على ملح. السباحة في ماء البحر تعتبر أيضاً مفيدة لاحتوائها على العديد من العناصر التي تساهم في علاج العديد من الأمراض الجلدية، بما في ذلك مرض قشر السمك. الحرص على التعرض لأشعة الشمس بعد السباحة يساعد في تقشير الجلد. تناول المواد الغذائية الغنية بفيتامين A، مثل البيض، والسمك، والزبد الأصفر، والجبن، والجزر، يُعتبر أيضاً جزءاً من خطة العلاج.













