فطريات الفم: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
فطريات الفم، والمعروفة علمياً باسم (Oral Candidiasis)، تُعتبر من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب الأفراد، ولكنها عادةً ما تكون غير خطيرة. تُعتبر هذه العدوى أكثر شيوعاً بين الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث تتيح لهم الظروف المناسبة لتكاثر الفطريات. الفطر الأكثر شيوعاً الذي يسبب هذه العدوى هو فطر المبيضة البيضاء (Candida albicans)، ولكن هناك أنواع أخرى مثل المبيضة الجرداء (Candida glabrata) والمبيضة الاستوائية (Candida tropicalis) التي يمكن أن تسبب أيضاً هذه الحالة.
تعيش هذه الفطريات بشكل طبيعي في الفم، حيث توجد في حوالي 75% من سكان العالم دون أن تسبب أي ضرر. يلعب جهاز المناعة دوراً حيوياً في حماية الجسم من الأمراض والميكروبات، كما أنه يحافظ على التوازن بين الميكروبات النافعة والضارة. عندما يضعف جهاز المناعة لأسباب متعددة، يمكن أن تتكاثر فطريات الفم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المرتبطة بهذه العدوى.
علامات وأعراض فطريات الفم
قد لا تظهر أي أعراض في البداية نتيجة فطريات الفم، وهذا يعتمد على الحالة المناعية للفرد. ومع ذلك، هناك مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تظهر، ومن أبرزها:
- ظهور طبقة بيضاء: تُعتبر هذه الطبقة العلامة الرئيسية لفطريات الفم، ويمكن أن تظهر على اللسان أو على الجانب الداخلي من الخد أو على الحلق.
- الشعور بالألم أو الحرقة: قد يعاني المريض من ألم أو حرقة في الفم، مما قد يؤدي إلى صعوبة في البلع أو الأكل.
- احمرار وتشقق الأنسجة: يمكن أن يحدث احمرار وتشقق في الأنسجة الموجودة تحت الطبقة البيضاء.
- نزيف طفيف: قد يحدث نزيف بسيط من الفم في حال تقشر الطبقات البيضاء.
- تشقق الزوايا الخارجية للفم: يمكن أن تتعرض الزوايا الخارجية للفم للتشقق.
- جفاف الفم: يعاني المريض من جفاف الفم مع إحساس بطعم غريب.
- رائحة كريهة: قد تنبعث رائحة كريهة من فم المريض.
- ألم في الأسنان: قد يشعر المريض بألم في الأسنان.
- التهاب المريء الفطري: يُعتبر من المضاعفات الخطيرة لفطريات الفم، وغالباً ما يحدث لدى مرضى السرطان أو الإيدز، حيث يعاني المريض من صعوبة في البلع أو ألم في الحلق، وقد يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.
عوامل تزيد فرصة الإصابة بفطريات الفم
توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بفطريات الفم، مما يجعلها أكثر خطورة مقارنة بالأشخاص الأصحاء. إليك بعض هذه العوامل:
- ضعف جهاز المناعة: يحدث ذلك في حالات مثل الإيدز (AIDS) أو بعد زراعة الأعضاء، حيث يتناول المريض أدوية تثبط المناعة. كما تزداد الإصابات بفطريات الفم لدى الأطفال الرضع وكبار السن بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
- استخدام جهاز تقويم الأسنان: يجب على مستخدمي التقويم الحفاظ على نظافته وملاءمته، وخلعه قبل النوم لتجنب تراكم الفطريات.
- مرض السكري: في حال عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم، يمكن أن تُفرز كميات أكبر من السكر في اللعاب، مما يخلق بيئةً ملائمة لنمو فطريات الفم.
- تناول بعض الأدوية: مثل المضادات الحيوية، التي تعمل على القضاء على البكتيريا المقاومة لفطريات الفم، بالإضافة إلى مركبات الستيرويد مثل البريدنيزون، وكذلك استخدام مستحضرات غسول الفم، خصوصاً تلك التي تحتوي على مضادات للبكتيريا.
- جفاف الفم: المعاناة من الحالات المرضية التي تسبب جفاف الفم قد تزيد من نمو الفطريات في الفم.
- سوء التغذية: قد تزداد فرصة الإصابة بفطريات الفم في حال نقص بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم، مثل فيتامين ب12 والحديد وحمض الفوليك.
- التدخين المفرط: يزيد من خطر الإصابة بفطريات الفم.
علاج فطريات الفم
يهدف علاج فطريات الفم إلى منع انتشارها بشكل أكبر، ومن الضروري علاج الحالات المرضية المسببة لها والتخلص من العوامل التي أدت إلى زيادة انتشارها. يعتمد علاج فطريات الفم على عمر الشخص المصاب وصحته العامة. تشمل طرق العلاج:
- استخدام الأدوية المضادة للفطريات، التي يمكن أن تكون على شكل أقراص أو غسولات فموية.
- تعديل النظام الغذائي لتحسين الحالة المناعية، مثل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- الحفاظ على نظافة الفم والأسنان، خاصةً لدى الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة تقويم الأسنان.
- متابعة الحالة الصحية العامة مع الطبيب لتجنب أي مضاعفات مستقبلية.













