فوائد زيت الجرجير وأهميته الصحية
يُعتبر الجرجير (بالإنجليزية: Watercress) من أقدم الخضار الورقية في العالم، حيث تشير السجلات التاريخية إلى أنّ الإغريق والفينيقيين والفرس والرومان والبرتغاليين استخدموا الجرجير البري منذ حوالي 3000 عام. تُعدّ أوروبا وآسيا المواطن الأصلية لنبات الجرجير، وعلى الرغم من أنّ الجرجير يمكن زراعته في التربة الرطبة، إلا أنّه يُزرع عادةً في المياه الضحلة الجارية. ينمو الجرجير بشكل أفضل في المناطق المُظللة، خاصةً خلال فصل الصيف، ويصل طوله إلى حوالي نصف متر. تنبت الأوراق من السيقان المجوفة التي تطفو على الماء، ويكون النبات جاهزاً للحصاد بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الزراعة.
عند شراء الجرجير، يُنصح باختيار الباقات ذات الأوراق والسيقان الخضراء الطازجة، وتجنُب الجرجير الذي يحتوي على أوراق ذابلة أو بقع بنية اللون أو أي أضرار أخرى. يمكن تخزين الجرجير في الثلاجة، ويُفضل استخدامه في غضون يوم أو اثنين من وقت الشراء. يُعتبر الجرجير الطازج منخفضاً جداً بالسعرات الحرارية، كما أنه يوفر نسبة عالية من احتياجات الجسم من الكالسيوم وحمض الفوليك. بالإضافة إلى ذلك، فقد أُثبت له العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك علاج الإكزيما وفقر الدم وغيرها من الحالات الطبية.
فوائد زيت الجرجير
بحثت إحدى الدراسات في فائدة استخدام زيت الجرجير في علاج الحروق الناتجة عن المواد الكيميائية والتعرض للحرارة المختلفة في الأرانب. وقد خَلُصت إلى أنّ زيت الجرجير ساعد على منع نمو البكتيريا والحدّ من الالتهابات في مكان الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر زيت الجرجير تأثيراً مماثلاً للمضادات الحيوية في انقباض مكان الجروح وزمن انغلاقها، مما يؤكد إمكانية استخدام زيت الجرجير في علاج الحروق.
الفوائد الصحية للجرجير
يحتوي الجرجير على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية الخلايا من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تُسبب الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. في إحدى الدراسات، تفوّق الجرجير على جميع الخضروات الأخرى من حيث كمية الفينولات، وهي نوع من المواد الكيميائية النباتية، بالإضافة إلى قدرته على إبطال تأثير الجذور الحرة.
كما يُعتبر الجرجير مفيداً في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، حيث يحتوي على الغلوكوسينولات، التي تنشط مركبات تُسمى الآيزوثيوسيانات عند مضغها أو تقطيعها بالسكين. وقد وُجد أنّ هذه المركبات تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق حماية الخلايا السليمة من التلف وتعطيل المواد الكيميائية المسببة للسرطان ومنع نمو الأورام وانتشارها. وقد تبين أنّ الأيزوثيوسيانات الموجودة في الجرجير تقلّل خطر الإصابة بسرطانات القولون والرئة والبروستاتا والجلد، وتحدّ من نمو خلايا سرطان الثدي.
يساهم الجرجير أيضاً في الحفاظ على صحة القلب، حيث تلعب مضادات الأكسدة الموجودة فيه دوراً مهماً في تعزيز صحة القلب. كما تعزّز النترات الغذائية الموجودة في الجرجير من صحة الأوعية الدموية من خلال التقليل من الالتهاب ومن صلابة وسُمك الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الجرجير على خفض مستويات الكوليسترول مما يحسّن من صحة القلب.
علاوة على ذلك، يُساهم الجرجير في تعزيز المناعة الجسدية، إذ إنّ احتواء الجرجير على نسبةٍ عالية من فيتامين ج يعزز صحّة الجهاز المناعي عن طريق زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تكافح العدوى. وبالرغم من أنّ الدراسات التي أجريت على عامة السكان لم تثبت بشكلٍ قاطعٍ أنّ فيتامين ج يقلّل من خطر الإصابة بالزكام، إلا أنّه تبين تأثيره في التقليل من مدّة الأعراض بنسبة 8%.
كما يُعتبر الجرجير مفيداً للحفاظ على صحة العظام، حيث يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من فيتامين ك، الذي يرتبط بخفض خطر تعرّض العظام للكسور. فهو يساعد على تحسين امتصاص الكالسيوم وتقليل إفراز الكالسيوم في البول. ويساعد تناول كوبٍ واحدٍ فقط من الجرجير على تلبية الاحتياجات اليومية من فيتامين ك.
القيمة الغذائية للجرجير
يوضح الجدول الآتي مجموعة العناصر الغذائية المتوفرة في 100 غرامٍ من أوراق الجرجير الطازجة:
- الماء: 91.71 مليليتراً
- السعرات الحرارية: 25 سعرةً حرارية
- البروتين: 2.6 غرام
- الدهون: 0.4 غرام
- الكربوهيدرات: 3.4 غرام
- الألياف: 0.8 غرام
- الكالسيوم: 81 ملغ
- حمض الفوليك: 140 ميكروغرام













