نقص الخلايا اللمفاوية وتأثيراته

تعتبر الخلايا اللمفاوية، المعروفة أيضًا بخلايا الدم البيضاء، جزءًا حيويًا من الجهاز المناعي في أجسام الفقاريات. تلعب هذه الخلايا دورًا رئيسيًا في محاربة الالتهابات سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، مما يساعد في حماية الجسم من الأمراض. المعدل الطبيعي لعدد الخلايا اللمفاوية في دم الإنسان البالغ يتراوح بين 1000 إلى 4800 خلية لكل ميكروليتر. عندما ينخفض عدد هذه الخلايا إلى أقل من 1000 خلية لكل ميكروليتر، يُعرف ذلك بنقص الخلايا اللمفاوية.

أنواع نقص الخلايا اللمفاوية

هناك عدة أنواع من نقص الخلايا اللمفاوية، والتي يمكن تصنيفها بناءً على نوع الخلايا المتأثرة:

• قلة اللمفاويات التائية: في هذه الحالة، يكون عدد الخلايا اللمفاوية التائية منخفضًا بشكل ملحوظ، بينما تبقى أعداد الخلايا اللمفاوية الأخرى ضمن المعدل الطبيعي.
• قلة اللمفاويات البائية: يُلاحظ وجود عدد قليل جدًا من الخلايا اللمفاوية البائية، بينما تبقى الخلايا الأخرى في مستوياتها الطبيعية.
• قلة اللمفاويات الفاتكة الطبيعية: هذه الحالة نادرة، حيث يكون عدد الخلايا الفاتكة الطبيعية منخفضًا جدًا، بينما تظل الخلايا اللمفاوية الأخرى في وضعها الطبيعي.

أسباب نقص الخلايا اللمفاوية

تتعدد أسباب نقص الخلايا اللمفاوية، ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

• أسباب عامة: تشمل عدم قدرة الجسم على إنتاج عدد كافٍ من الخلايا اللمفاوية، أو إنتاجها مع تدميرها، بالإضافة إلى احتباس الخلايا اللمفاوية في الطحال أو الغدد اللمفاوية.
• أسباب مكتسبة: تشمل ردود فعل على علاجات طبية أو ظروف صحية معينة، مثل نقص الخلايا اللمفاوية المؤقت نتيجة إصابة حديثة مثل الزكام، الأمراض المعدية، العلاج الكيميائي، وبعض الأمراض الخبيثة التي تؤثر على نخاع العظام.
• أسباب موروثة: تتعلق هذه الأسباب بمشاكل جينية تؤثر على نمو الخلايا اللمفاوية، مثل متلازمة نقص المناعة الشديدة المجتمعة والشذوذ الجيني.

أعراض وعلاج نقص الخلايا اللمفاوية

غالبًا ما لا تظهر أعراض واضحة لنقص الخلايا اللمفاوية، وغالبًا ما يتم اكتشافها بالصدفة خلال اختبارات طبية أخرى. ومع ذلك، قد تشمل الأعراض المحتملة زيادة حدوث الالتهابات النادرة، وتكرار الالتهابات بشكل متزايد، وبطء التئام الجروح وتأخر الشفاء من الإصابات. يعتمد علاج نقص الخلايا اللمفاوية على السبب الكامن وراءه. في بعض الحالات، إذا كان السبب وراثيًا، قد يتم زراعة خلايا جذعية في نخاع العظم. وفي حالات أخرى، قد يتحسن الوضع تلقائيًا. كما توجد أبحاث جارية تهدف إلى تطوير أدوية واستراتيجيات علاجية تساعد الجسم على زيادة عدد الخلايا اللمفاوية.