2024-05-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

بناة الدولة.. محمد علي شقمان

بناة الدولة.. محمد علي شقمان
جو 24 : رجالات الدولة، بناة الوطن الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الأردن، وشيّدوا مجده بحبّات عرقهم، عملوا دون كلل في مختلف القطاعات والمؤسّسات. قد لا يكون منهم من شغل منصب رئيس للوزراء أو تنعّم بحرير الدوّار الرابع، بل هم البناة الحقيقيّون الذين جدّوا واجتهدوا لرفعة الأردن ومستقبل أبنائه.

كوكبة من الأسماء التي احتلّت سماء المجد، لا تغادر ذاكرة الوطن، فهم الخالدون في الوجدان الشعبي إلى نهاية التاريخ.

اللواء محمد علي شقمان

المرحوم اللواء "محمد علي" الامين شقمان رحمه الله، ولد في العام 1920 بقريه صويلح، وتعلّم القراءة والكتابة والقران الكريم على يد والده المرحوم الشيخ "محمد الأمين" رحمه الله، الذى كان يعمل اماما لمسجد القرية، وكذلك معلما لأطفالها. وفى صيف عام1927 وصل مع والده ووالدته واخو المرحوم "محمد والى" و"محمد سعيد" رحمهم الله جميعا، كان اول عمل قام به هو ادخاله أولاده كتّاب جامع الأزهر الشريف وكان عمر محمد علي 6 سنوات، حيث انضم الى حلقات قراءة القران والحديث واللغة العربية وبرع في دراسته براعة عظيمة مكنته من الانتهاء من المرحلة الابتدائية والإعدادية، حيث اصبح ملما باللغه العربية وامور الدين الإسلامي الحنيف. اشتهرا محمد علي بتواضعه حيث كان عفيف النفس لطيف المعشر مكتسبا هذه الصفات من والده
لم يتمكن من اتمام دراسته الثانوية، وذلك لإصابه والده بمرض عضال، حيث اضطرا عام1935 للعودة إلى الأردن، وكان عمره آنداك لم يتجاوز ال16عامآ، حيث كان لا بد من ايجاد مصدر رزق لإعالة العائلة بعد ان اشتد المرض بوالده، فقرر التوقف عن الدراسة والتحق بقوه حدود شرق الأردن في بدايه العام1937 وكانت هذه القوه المشكلة من مواطنين محليين وقياده انكليزيه تتمركز في مدينه الزرقاء، حيث تدرج محمد علي برتبته حتى أصبح ضابطا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ثم حلت قوة حدود شرق الأردن وتم تسريح منتسبيها، حيث التحق معظمهم بالحيش العربي، والذى كان في بدايه تأسيسه.
التحق المرحوم "محمد علي" بالجيش العربي الأردني سنه 1944 برتبه ملازم وعين قائدا لكتيبه المشاة الثالثة في منطقه نابلس، وبعدها قائدا لكتيبه المشاة الثانية في منطقه الخليل، واشترك بمعارك الجيش العربي في باب الواد والقدس و جنوب الخليل ما بين عام 1948 و 1951
اشترك بمعارك الجيش العربي المختلفة ومنها: معركة اللطرون ,وهي إحدى معارك القدس في الحرب العربية الإسرائيلية (حرب 1948) وكانت مقدمة لتحرير القدس وإخراج القوات اليهودية منها، حيث استطاع 1200 جندي أردني الدفاع عن القدس وتحريرها بمقابل 6500 إسرائيلي، ومعركة باب الواد التي وقعت بعد اقل من اسبوع من معركة اللطرون.
قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ومؤسسه ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست: "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
كان الجيش الأردني تحت السيطرة الإنجليزية بموجب أحكام المعاهدة الأردنية البريطانية. حيث حرص الإنجليز على الحد من فاعلية الجيش العربي بطريقتين رئيستين: عدم زيادة أعداد الجنود الأردنيين، وعدم تزويد الجيش بأسلحة حديثة، لهذا تأسس تنظيم حركة الضباط الأحرار, لقد اقتصر هدف التنظيم في هدفين رئيسين، هما: الغاء المعاهدة الأردنية البريطانية, تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال كلوب المعروف بـ كلوب باشا.
في عام1959 ولأسباب سياسيه مختلفة ومن ابرزها الغيرة والحسد، حيث رفض رفضا قاطعا ان ينضم الى اي طرف من الأطراف المتصارعة على السلطة في ذلك لوقت، وعند فشل ما سمى بـ "محاوله الانقلاب"، تم وضع اسم محمد علي على قائمه الأشخاص المطلوبين على خلفية الانتساب لحركة الضباط الأحرار الأردنيين، وهو تنظيم مجموعة من الضباط الأردنيين الوطنيين في المملكة. تم اعتقاله وبقى في السجن بدون محاكمه لمده السنتين، وبعد المحاكمة صدر الحكم ببراءته، حيث أخلى سبيله بعد 24 شهرا من الاعتقال.
بعد سنه من خروجه من السجن عرض عليه العودة للخدمة المدنية، وعمل فى سلطه المصادر الطبيعية برتبه مدير دائرة حتى عام 1970، حيث طلب منه العودة الى السلك العسكري واختاره الأمن العام وأعيد تعيينه في الأمن العام برتبة مقدم، وتدرج في المناصب حتى رتبة لواء.
كان محمد علي شديد التعلق بأفراد عائلته، عاش حياه مديده تجاوزت التسعين عاما وبقى محافظا على قواه وذاكرته حتى آخر لحظه من حياته، ولم يتوقف حتى آخر سنه تقريبا من وفاته يومآ عن العمل اليومي في الحديقة، وخاصه يوم الثلاثاء وهو اليوم الذى يتم فيه ضخ الماء الى منطقته. كان رحمه الله يمضى الكثير من الوقت جالسا على الأرض ينسق الحديقة بيديه، حيث كان بين فتره واخرى يقوم بإعادة تنسيق وترتيب كامل للحديقة, كان جميع من في البيت يستغربون كيف باستطاعته نقل "قوارير الزريعة" الضخمة والثقيلة من مكان الى مكان.
كان رحمه الله في بداية فصل الصيف يمضى تقريبا طول النهار في ترتيب الحديقة، ويعد الأيام على وصول نجلته سهى وأولادها من دبي، او سوسن وأولادها من امريكا, كان كل همه قبل قدومهم كيف يجهز البيت لقدومهم. وكان يفكر في كافه التفاصيل حيث كان همه الأول ان تمضي البنات وأولادهم اجازتهم الصيفية في اريحيه.
حتى اخر يوم من حياته كانت الدماثة والعفة والصدق والترفع عن الصغائر والود الصادق صفه ملازمه له. لم يطلب او يشترى لنفسه شيئا. كان كل همه بيته والعائلة الصغرى زوجته وأولاده، والعائلة الكبرى اخوانه وعائلاتهم، وخاصه اخته الوحيدة عزيزه امد الله بعمرها وصالح "امد الله بعمره" وهادى "رحمه الله"، حيث كان يعتبرهم مثل أولاده تماما, لقد قالها لنجله مرار وتكرارا، وخاصه بعد وفاة العم المرحوم بأذن الله هادى كان يتساءل لماذا لم يكن هو مكان هادى ؟ لقد كان لموت هادى اثرآ كبيرا على حياته.
في السنوات الأخيرة من حياته كان نجله يغتنم كل فرصه خلال تواجده في عمان للجلوس معه والتحدث معه في امور الدين والدنيا، بالمواضيع السياسية والعلمية والثقافية، كانا يتشاركان في امور كثيره، ويختلفان فى القليل من الأمور. كان نجله يستمتع بالحديث معه رحمه الله, كانت تمضى الساعات في الحديث عن امور كثيره. يقول نجله: كنت ازداد تعلقا به في كل مره وكنت اتوق للعودة الى عمان لإتمام الحديث، حيث كان إعجابي في تزايد لما يحمله من فكر متجدد وصواب في الرأي والرؤيا لكل مستجدات الحياه. رحمك الله يا ابى رحمه واسعة".

اهم مواقع الخدمة
1- قائدا لكتيبه المشاة الثالثة
2- قائدا لكتيبه المشاة الثامنة
3- مديرا شرطه مينا ومطارا لعقبه
4- مدير لشرطه محافظه اربد
5- مدير لشرطه محافظه الكرك
6- مدير لكليه الشرطة الملكية
7- مدير لأداره ترخيص السواقين ولمركبات في المملكة
8- مديرا لأداره التدريب والتخطيط والتطوير فى الأمن العام
9- مديرا عاما للشرطة المعاونة ومساعدا لمدير الأمن العام
10- مديرا لأداره المتابعة والتفتيش في وزاره الداخلية
11- محافظا لمحافظه اربد
12- محافظا لمحافظه العاصمة
وفى عام 1990 احيل الى التقاعد بعد خدمه 43 عاما في خدمه الوطن

اهم الإنجازات في مواقع الخدمة
للمرة الأولى في تاريخ محافظه إربد التي كانت تضم آنداك المفرق وجرش وعجلون تم تشكيل مجلس استشاري في المحافظة لمساعده الحاكم الإداري على اتخاذ القرارات الصائبة لخدمة المحافظة تنمويا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا والمساهمة في ايجاد الحلول العادلة للمشاكل العشائرية.
انشاء غرفة عمليات في ديوان محافظة اربد مزودة بالخرائط والمعلومات اللازمة تنمويا واحصائيا في جميع المجالات.
وضع خطة خمسية تنموية شاملة لمحافظة اربد ابتداء من عام 1984 م باشراك جميع القوى الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية الفاعلة في المحافظة، مع المجلس الاستشاري الذي يضم جميع النخب وجميع مدراء الادارات الحكومية، وبالاشتراك مع النواب وأعيان المحافظات وعمداء الكليات المتخصصة في الجامعات والخبراء في مجال الاقتصاد والاحصاء والتنظيم.
تطوير وتحديث الهيكل التنظيمي المعتمد في المحافظة ووضع وصف شامل للوظيفة وتحديد واجبات ومسؤوليات شاغر كل وظيفة في دوائر المحافظة.
إنشاء مصنع لتصنيع ارقام السيارات في دائرة ترخيص السواقين و المركبات.
إنشاء فروع لترخيص السواقين و المركبات في محافظات السلط ومعان وجرش وعجلون، وذلك تسهيلا لخدمة المواطنين.
تنظيم مدارس السواقة الخاصة في المملكة و وضع مواصفات المدارس و تحديد التجهيزات و الوسائل التعليمية الحديثة، و إيجاد فرع خاص في إدارة الترخيص والمركبات لمراقبة و توجيه هذه المدارس.
إعادة النظر في الهيكل التنظيمي لمحافظة العاصمة ووضع وصف شامل لكل وظيفة، كذلك لشغل كل وظيفة لما عليه من واجبات و مسؤوليات.
إنشاء غرفة عمليات تنموية جديدة في محافظة العاصمة مزودة بكافة التجهيزات والمعدات اللازمة لمتابعة المشاريع التنموية والاحصاءات اللازمة.
إدخال استعمال الحاسوب للمرة الاولى في محافظة العاصمة
تصميم درع محافظة العاصمة و إنشاء لوحة شرف بأسماء المحافظين الذين تولوا العمل في المحافظة

الزيارات و الدورات الخارجية
دورة مشاة في المملكة المتحدة لمدة سنة عام 1952 م
دورة مدفعية لمدة سنة في المملكة المتحدة عام 1954 م
دورة قوات خاصة (عرفت باسم الصاعقة في ذلك الوقت) في ولاية لويزيانا بالولايات الامريكية المتحدة لمدة سنتين.
زيارة استطلاعية تدريبية للإدارات وعمليات الأمن الفرنسي في باريس
زيارة استطلاعية تدريبية للإدارات وعمليات الأمن العام الياباني طوكيو
زيارة استطلاعية تدريبية للأدوات والأجهزة المستعملة في الأمن العام الكوري
زيارة استطلاعية تدريبية لحضور الاجتماعات الدورية السنوية لمدراء الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن
الاشتراك في الاجتماعات الدولية الإنتربول بمدينة كان في فرنسا
الاشتراك بعدة دورات محلية داخل الأردن في القيادة و الإدارة و التعبئة
دورة قادة في المملكة المتحدة "بريطانيا"
دورة لغة إنجليزية في المملكة المتحدة بمدينة لندن
دورة قادة عليا في المملكة المتحدة- بريطانيا
دورة تدريبية للتعرف علي اجراءات المرور والنقل بشكل عام في المملكة المتحدة في مدينة بير كنهام
دورة ثقافة عسكرية متقدمة في مدينة جورجيا بالولايات الأمريكية المتحدة
دورة شهادة الماجستير في دراسات عليا في القوانين والإدارة والحكم المحلي والأمن العام في جمهورية مصر العربية- القاهرة

أهم الأوسمة
وسام النهضة من الدرجة الأولى
وسام الاستقلال من الدرجة الأولى
وسام الخدمة في فلسطين
وسام الخدمة المخلصة الطويلة
وسام خدمة الأراضي المقدسة
وسام الصداقة السويسري من الدرجة الأولى
وسام الصداقة الكوري من كوريا الجنوبية من الدرجة الأولى

كلمات تحمل أفكار وتطلعات المرحوم كتبت بخط يده، ينقلها نجله الكابتن أسامة شقمان حرفيا
إن لكل أمة أياما تعتز بها و ذكريات من تاريخها لا تنساها و لكنها تكون أكثر التصاقا بها حين تمر عليها بمناسباتها فتعيش معها بقلبها و وجدانها و تأخذ العبرة و الدروس و ها نحن في هذا البلد الصابر المرابط و في هذه الأيام المباركة الخالدة نعيش ذكرى مولد رسولنا الأعظم محمد عليه الصلاة و السلام و سيرة حياته و هجرته ليكون ماثلا باستمرار في أعماق عقولنا و قلوبنا و وجداننا و نستمد منه الدروس و العبر نستمد منه العزم و الصبر و التضحية و الفداء و الاستعداد للتصدي لمواجهة هذه المصائب الدنيوية على أمتنا العربية و الإسلامية من اعتداء و احتلال و مجازر و تشريد و إبادة تحت سمع و بصر شعوب الأرض و لكي نتمكن من مواجهة مطامع قوى الشر و الاستعمار و الصهيونية في منطقتنا لابد لنا من استخلاص العبر و الدروس من سيرة رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه و سلم
إن وطننا الأردن يواجه من التحديات و الصعوبات و المخاطر ما هو أكبر من حجمه و طاقاته و اقتداره و هو بحاجة ماسة الى كل ذرة محبة و وفاء و انتماء و اخلاص و عمل جاد من كل مواطن اردني نحن بحاجة إلى الصدق و الإخلاص و الإبداع و التنافس الشريف في اتقان الاداء في كل موقع من مواقع العمل نحن بحاجة الى الوفاء و الالتزام الفعلي قولا و عملا و تغيير كلي في مفاهيمنا و أسلوب قيامنا بواجباتنا و مسؤولياتنا و نحن بحاجة ماسة إلى إعادة النظر بأسلوب معيشتنا بالرجوع لقدراتنا الذاتية و التحول من مجتمع الاستهلاكي المفرط إلى مجتمع الإنتاج و الاستهلاك الرشيد
المفروض اننا في هذه المرحلة من تاريخ اردننا الغالي قد تجاوزنا ردأت الفعل الحماسية و العاطفية في مواجهة المستجدات و الصعوبات و المخاطر المحيطة ببلدنا و علينا أن نعود إلى الثوابت و نأخذ باعتبار كافة الاحتمالات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و العسكرية التي يمكن أن تنتج من تصرفاتنا و انفعالاتنا العاطفية فرغم أهمية المهرجانات و المسيرات و الخطب الرنانة و الأنشطة الشعبية و الجماهيرية المختلفة في تعبئة الرأي العام إلا أنها لا تعيد الأرض إلى أصحابها ولا تطرد العدو الغاصب عن أرضنا كما و لا ترد الغزو العسكري و الاقتصادي عن منطقتنا إذ أننا بدون عمل تنظيمي جدي و بدون إعداد و استعداد فعلي ميداني أخشى أن يأتي يوم نكون قد أفرغنا الحماس الشعبي بالظاهرات و الهتافات و نلحق الضرر بأنفسنا من حيث لا ندري حيث تترسخ لدى المواطن ان هذا العمل الوطني هو أقسى ما هو مطلوب منه تجاه وطنه و أرى من الضروري النظر بجدية إلى تنظيم الأمور التالية :-
أولا :- السرعة والجدية في تنظيم عملية تعبئة وتنظيم وتدريب المواطنين بالانخراط في الجيش الشعبي
ثانيا :- الجدية و الاهتمام الفعلي بت...... خطة الدفاع المدني بحيث يكون لكل مواطن دوره في المجهود الحربي بما يتناسب مع قدراته إذ إن الوطن لجميع و على الجميع أن يشارك بحماية وطنه
ثالثا :- ضرورة إعادة النظر في أسلوب و مفاهيم المعيشة في مجتمعنا و وضع الخطط اللازمة المؤدية على المدى المنظور الى مجتمع انتاج منظم متعاون متفاعل متماسك
رابعا :- السعي إلى تغيير النظرة الاجتماعية إلى الوظيفة العامة بأنها منتها الآمال و الطموحات لشبابنا للتحول إلى المجالات الأخرى في الزراعة و الصناعة و المجالات الحرفية الأخرى
خامسا :- ترسيخ الوحدة الوطنية و الاستقرار الداخلي و تماسك الجبهة الداخلية
سادسا :- التصدي الدائم للإشاعات الهدامة و المخربين و العملاء و الجواسيس و عناصر الشغب
سابعا :- العمل الدائم للمحافظة على أعلى درجات الروح المعنوية للشعب و تنمية روح الانتماء و الاعتزاز بالوطن و القيادة
إن صراعنا مع أعداء أمتنا العربية و الإسلامية صراع حضارات و صراع إيرادات و خسائرنا في أوطاننا جاءت نتيجة الإيرادات الخاسرة و الإيمان المفقود بقدرة أمتنا العربية و الإسلامية على انتزاع النصر فلنرجع إلى توابيتنا و عقيدتنا نستمد منها القوة و الإرادة و الثقة و نحن في الأردن سنواجه التحدي كشعب منظم تحت قيادة مظفرة و سننتصر بإذن الله
يقول الكابتن أسامه الشقمان: والكلمات التالية أفكار والدي المرحوم عن التطوير الإداري أقوم بنقلها حرفيا:
التطوير الإداري بنظري يعني القدرة على مواجهة متطلبات التغيير الاجتماعي و الاقتصادي في المجتمع و لا بد من إيجاد توافق و انسجام بين الحاكم الإداري المحلي و المجتمع بشكل عام إذ إن هدف الإدارة كان دوما تحقيق الأهداف التي يسعى إليها المجتمع لذا كان عملية التطوير الإداري عملية ديناميكية متحركة متغيرة متجددة تتغير أبعادها بتغير أهداف المجتمع فحاجة أهداف المجتمع اليوم ستكون حتما غير حاجات أهدافه بعد عشر سنوات مثلا إذ إن كل ذلك يستوجب تهيئة إدارات الحكم المحلي باستمرار لتكون قادرة على تحقيق ما يطلب منها من أهداف متحركة مع تقدم المجتمع المحلي و هذا يوجب أن تكون خطط التطوير الإداري ملازمة لخطط التنمية الشاملة إن لم تكن سابقة لها ومن خلال هذا المفهوم الذي يعترف بأن المجتمع بتغيير مستمر فعليه يجب التغيير دائما في أساليب أدوات الحكم الإداري المحلي بما ينسجم و يتوافق مع حاجات المجتمع بشكل عام و هذا يتطلب بالضرورة الأمور التالية :-
أولا :- إعادة النظر بالهيكل التنظيمي للإدارات المحافظة
ثانيا :- وصف الوظائف و تحديد المسؤوليات و تطبيقها بشكل جيد بحيث يضع الرجل المناسب في المكان المناسب لمؤهلاته و قدراته
ثالثا :- إعادة النظر في الروتين المعتمد لتوفير الوقت و الجهد للمواطن و الموظف في أن واحد
رابعا :- إعادة النظر بالنماذج المستعملة و الغير مناسبة و الحرص على وقت المواطن
خامسا :- اعتماد الأسلوب العلمي الحديث في كل إجراءات التغيير بإجراء الدراسات العلمية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة و الجامعات الرسمية في المحافظة عن المشاكل التي تواجه الأجهزة الإدارية و وضع الحلول العلمية المناسبة لها
الواقع إن مهمة التطوير الإداري لا تنتهي بمجرد وضع الخطط و توزيعها على الإدارات المختلفة إذ إن الخطط لا تعني شيئا دون تنفيذها و هذا أمر مهم جدا و من واجبات الإدارة المحلية التأكد من تنفيذ برامج التغيير و اكتشاف نقاط الضعف في العملية التنفيذية مع تصويب البرنامج الزمني التنفيذي بما يتناسب مع المستجدات بكل دقة و اهتمام لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطط التنموية الموضوعة .
باعتقادي إن جميع الجهود المبذولة للتطوير الإداري في المملكة الأردنية الهاشمية لن تثمر تأتي بالنتيجة المرجوة إذ لم نأخذ الأمور بجدية أكثر و وفاءا لأمانة المسؤولية و انتماءاه للوطن الغالي , يجب إعادة ترتيب بعض دوائرنا و تنظيمها و تمكين الشمس و الهواء من الدخول إليها و في غياب قاعدة العقاب و الثواب و المحاسبة الجادة تركز عدد كبير من العناصر الغير منتجة و الغير محبة للبناء و التطوير و الإبداع ولا تحترم أخلاقيات العمل الوطني العام و لا تحمي إلا مصالحها الخاصة نحن بحاجة ماسة إلى ترسيخ مفاهيم الصدق و الإخلاص و الإبداع و التنافس الشريف في أداء و اتقان الواجب و في هذه الظروف الدقيقة و تمشيا مع التغيرات السريعة في عالمنا المعاصر عالميا و إقليميا و عربيا و محليا .
كما إن وطننا الذي يواجه من التحديات و الصعوبات ما هو أكبر من حجمه و طاقاته بحاجة ماسة إلى كل ذرة محبة و وفاء و انتماء و إخلاص و عمل جاد من أجل اللحاق بركب التطور العالمي و يجب أن لا تكون دوائر و مؤسسات الدولة عبارة عن تكايا و مواقع للارتزاق ليس ألا يتساوى الخامل بالنشيط و المجتهد بالكسلان و الصالح بالطالح .
يجب اعتماد مفاهيم و فلسفة فكرية علمية وطنية بالخدمة العامة تعتمد الإنجاز و الإبداع معيارا للبقاء بالخدمة العامة و يجب أن لا يكون الموظف متعاليا على مواطنينا بل يجب أن يكون متفانيا في وظيفته ولا جديد في القول بأن أقوى عامل في صنع التقدم و البناء في المجتمع البشري يعود إلى عزم الإنسان الفرد على العطاء و الإنجاز بتقديري بدون أن أكون مغليا هو الدافع الأساسي لنشوء الحضارات و نموها و هو قدرة المجتمع الذاتية الدافعة للنمو و التقدم و الرقي و المجتمع الذي لا يكتسب هذه القدرة يظل متأخرا و المجتمع الذي يخسر هذه القدرة بعد امتلاكها ينحدر إلى الجمود و التأخر
في هذا البلد الطيب بأهله الشامخ بقيادته هو الكفيل بتأمين حياة حرة كريمة لكل مواطن بحيث لا يطالب المواطنون الحكومة بأكثر من قدرة و استطاعتها على تقديمه في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الأردن و من الضروري بمكان مشاركة الجميع في تحمل مسؤولياتهم إزاء النهوض للمجتمع و تدعيم أسس البناء و التقدم للوطن .
أساليب النجاح :- من تجاربي في مواقع العمل أثناء خدمتي الطويلة أصبحت أعتقد بأنك لا تستطيع أن تنجح نجاحا فعليا لفائدة الوطن إذا لم تكن محاطا بأشخاص ناجحين ترقيهم كفاءاتهم و فعالياتهم في سلم النجاح و يجعلهم إخلاصهم الحقيقي بالعمل المبدع المنتج للمصلحة العامة لمستحقون هذا النجاح و يحتفظون به مع ما في ذلك من حب و تفان و إخلاص.
لا تستطيع أن تنجح فعلا إذا كنت الشمعة الوحيدة المضيئة و كل ما حولك ظلام أو شموع مطفأة , وبنفس الوقت ترى من يصفق نفاقا ولمجرد التصفيق ولكن بلا نتيجة ولأعمل مثمر للوطن إرضاء لشخص او لجهة ما.
أرى أنه لا نستطيع أن ننجح فعلا النجاح الذي يستمر و يثمر و يدوم إذا كنت وحدك فقط أقصد إذا لم تبن شبكة من العاصر الفاعلة التي تتعامل مع بعضها البعض بثقة متبادلة و ايمان و حب أكيد بالوطن و الموقف و حوار قائم على المحبة و الاحترام و الثقة بالنفس و الإرادة القوية لبلوغ النجاح و التقدم ولا تستطيع أن تبني مثل هذه الشبكة الفاعلة إلا على أساس زرع الثقة و المحبة و التفاني في العمل و الإخلاص و الإيمان بالوطن الغالي فأنت تحصد ما تزرع و زارع الشوك و الكراهية يولد في النهاية المزيد من الشوك و الكراهية مما يؤدي إلى التفسخ و التفكك و لا تستطيع بالطبع أن ترفع أي بناء على أساس التفسخ و التفكك فمثل هذا البناء ينهار عند أول هزة بسيطة .
ثم لا تستطيع أن تنجح إذا أغلقت باب المحبة و العطاء على الآخرين و إذا نظرت حولك لم تر أمامك سوى نفسك و مصالحك الشخصية الخاصة , و ما أصعب أن يحيط الإنسان نفسه بأشخاص ناجحين و أن يعرف كيف يتعامل النجاح و الناجحين معا حيث يصعب أن يميز بين النفاق و المنافقين و ما أكثرهم
والصدمة فلذا يجب على من يحمل راية النجاح أن يكون قادرا على التفريق و أن يفصل العمل الذي يصفق لنفسه على الأيدي التي تصفق لترضي سامعها أو تغطي فشلها في أغلب الأحيان و أكرر إنه من الصعوبة بمكان التعامل مع النجاح و الناجحين إذ إن كثير منا يريد النجاح لنفسه و يرغب بأن يشار إليه بأنه هو الناجح فقط بين مجموعة أخرى من الفاشلين و لذا على مريدي النجاح الفعلي أن يتجرد عن أنانيته و يزرع الثقة و المحبة بين زملائه ليكونوا ناجحين بدلا من الشكوك و الريبة و أحيانا كثيرة ترى النجاح الحقيقي يتعايش مع النجاح الزائف فهذه هي الحياة و لكن هذا التعايش يعطي الزيف صفة الحقيقة فالأقنعة ستسقط في النهاية و الستار سيسدل و لو طال الأمر

ذكريات الطفولة منقولة عنه كما كتب الكابتن أسامه شقمان
عندما أعود بذاكرتي إلا ما قبل حوالي ثمانين عاما تتجسد أمامي مسقط رأسي قرية صويلح اسم مصغر لرجل كان اسمه صالح ربما كان يتردد أو يقيم في هذه المنطقة في قديم الزمان و اعتبر قبره تحت شجرة كبيرة معمرة بجانب الطريق العام المؤدي إلى مدينة السلط مزارا يذهبون إليه للتبرك و الدعاء و يعلقون على أغصان الشجرة الكبيرة الهدايا و المسابح و الشرائط . ففي هذه القرية الصغيرة ولدت و ترعرعت و كان أهل القرية يعرفون بعضهم بعضا و يتعايشون مع بعضهم بالسراء و الضراء و إذا كان لدى أحدهم فرحا و الجميع يشاركونه برفحته و بالعكس إذا كان لدى أحدهم مأتما الجميع يشعرون بالحزن معه و يمتنعون عن إظهار مظاهر الفرح خلال مدة أربعين يوما .
بيوت القرية مبنية بالطين و إذا أراد أحدهم أن يبني بيتا يعلن الخبر على أها القرية و في اليوم المحدد يجتمع أهل القرية لبناء البيت متطوعين لمساعدته و بعد انتهاء البناء من الرجال تتجمع النسوة في اليوم التالي لأعمال القصارة بالطين , أيضا طبعا لم يكن لدينا ماء أو كهرباء أو تلفونات أو سيارات أو مطاعم أو مقاهي إذ يعجب المرء الان كيف كان هؤلاء يعيشون بدون هذه الأشياء , و لكن مع هذا كان الناس سعداء في حياتهم فكنت ترى الأمهات يذهبن في الصباح الباكر أو بعد العصر لجلب الماء من عين الماء الذي يبعد عن ومنازلهم حوالي 2 الى 3 كلم إذ إن وقت الظهيرة مخصصة لسقاية المواشي و الحيوانات .
كانت الحياة بالقرية هادئة و بسيطة , الرجال يشتغلون بأعمال الزراعة و النساء بالبيوت و في المساء بعد الغروب يتنادون أولاد القرية إلى خارج بيوتهم ينتشرون في الأزقة و الحارات ليلعبوا لعبة الإستخباية يتصايحون و تملأ أصواتهم سماء القرية و جرت العادة في أيام الصيف أن أغلب الناس ينامون فوق أسطح منازلهم أو في حوش البيوت و كنت تجد في كل بيت من بيوت القرية طابون للخبز لعدم وجود مخابز في القرية كما أنه لا يوجد في القرية إلا جهاز تلفون واحد ومن يريد أن يتكلم مع أحد عليه أن يحجز دوره لعدة أيام و كذلك لم يكن في القرية إلا سيارة عمومي واحدة و عليه أن يحجز دوره كذلك و طبعا لم يكن هناك سيارات خاصة و جرت العادة أنه في أيام الأعياد يزورون بعضهم بعضا و كنا نحن الأولاد نتسابق لجمع الملبس ولم نترك بيتا إلا نزوره مرة أو أكثر.
في عيد الأضحى كانوا يتشاركون في الضحية اما أن يكون عجلا أو بقرة أو ثورا و كان من المنتقد أن يتجول الشخص في القرية مكشوف الرأس أي بدون حطة شماغ و عقال و كان الأصغر سنا يحترم و يوجب الأكبر سنا و كان إذا أراد أحدهم أن يذهب إلى مدينة عمان لغرض ما يعلن ذلك قبل أسبوع تقريبا حيث يتوافد عليه جيرانه و معارفه و أصدقائه لتوديعه لأنهم سمعوا بأنه سيذهب إلى عمان و كذلك عندما يعود من عمان يأتون لزيارته ليستطلعو منه عن الأخبار و هكذا كانوا بسطاء يعيشون عيشة راضية قانعة بما لديها و صدف أكثر من مرة أنهم عندما يدعون الله سبحان و تعالى أن ينزل الغيث عليهم فتمطر السماء استجابة لدعاتهم الصافية الصادقة .
و بما انني كنت الابن الأكبر في العائلة و بمرض والدي ابتعدت عن مباهج الطفولة و شعرت بالمسؤولية مبكرا .
تابعو الأردن 24 على google news