ميادين فضائية
منذ ظهور الفضائيات الاخبارية وجدنا ان الفضاء يضيق نحو اتجاه واحد بمقابلة فضائية الدولة ونقلها للاخبار المؤطره وذات الرأي الواحد وبأتجاه مساندة نظام الدولة، حيث اخذت تلك الفضائيات شبه المستقلة مكانها في مقابل قنوات الدولة وضربت فكرة الروايه الواحده الى الروايه المقابلة حتى اصبحت ذات المصداقية الاكبر عند متابعيها بمواجهة قناة الدولة والنظام حتى وان كانت تفبرك الخبر او تدس السم في الدسم واخذت دوما موقعها الى جانب المعارضة وضد النظام في اي تحرير للخبر عموما.
ولكن بعد مرور عشرون عاما ظهرت اتجاهات اخرى الى جانب تلفزيون الدولة والقنوات شبه المستقلة كالجزيرة والعربية واتوقع لها ان تستحوذ ابتداءا على الجانب الاخر من الصورة وتؤطر لفكر جديد يغسل ما شاب العقل من فكر مسموم باتجاه واحد ولا اقصد هنا تسمم الفكر بفكر معين ولكني اضع التسمم هنا بالانقياد نحو ارادة الاخر بما انه لا يمكن للعقل الاختيار بين العدم والوجود.
والسبب ان الانحياز الإعلامي المستند لحسابات سياسية، وأجندات المصالح وصراعات النفوذ الإقليمية والدولية شاب نوعي القنوات الفضائية قنوات الانظمة، و القنوات المستقلة وجميع المعلومات تؤكد عدم استقلال الاخيرة وبشكل قاطع كالاولى.
ويبدو واضحاً في نهج القنوات شبه المستقلة الانحياز وانعدام المهنية في تغطية الخبر للمشاهد اينما كان، من خلال تكريس اعتمادها على مراسلين ومحررين (منتمين إلى الجانب المدعوم من خلال سياسة تلك القنوات والانحياز الى جانب دون الاخر باعتبارقضيته هي العادلة والمشروعة و توجيه التغطيات الإخبارية، او اختيار شخصيات للحوار، او التحليل السياسي، لزيادة الانحياز غير النزيه ضد الجهة الاخرى ، اين كانت وكيفما كانت حقيقتها.
اذا نحن في حاجة ماسة لقنوات جديدة تحترم موضوعيتنا في الحكم على امكانية اتخاذها خط اخر غير الخط الممهور بعلامة المصالح والاصطفافات المسبقة، نحن بحاجة لقنوات تظهر في الميدان تبتعد عن رسم قراراتنا في الاصطفاف مع فريق وضد اخر.
واعتقد ان الوقت قد حان لظهور تلك القنوات في الميادين الفضائية التي سنطرق بعد ان تركنا متابعة قناة الدولة والنظام وتركنا متابعة القنوات شبه المستقلة الموجودة منذ عقدين وبقينا ندور في فلك الشبكة العنكبوتية واداوت الاعلام المجتمعي الحديث والتي لا تخلو من جذب هنا وتنافر هناك.
نريد اعلام يبتعد عن توجيه الكاميرا الى النيل وقت ثورة يناير ويبتعد عن رسم خلفية خراب بالفوتوشوب لصورة رجل وامرأه من سوريا فالميادين الفضائية ما زال فيها متسع .