2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

بعد هزليّة "تشارلي".. برلين تحاصر المسلمين وتنتهك حقوق الإنسان

بعد هزليّة تشارلي.. برلين تحاصر المسلمين وتنتهك حقوق الإنسان
جو 24 : مسرحيّة "أنا تشارلي" بلغت ذروتها عند حجّ زعماء وقادة العالم إلى باريس، تحت عنوان "دعم حرية الرأي والتعبير" والتنديد بـ "الإرهاب". المسرحيّة أتت أولى أكلها في العاصمة الألمانيّة برلين، عندما تبنّت الصحف الألمانيّة لغة التحريض وخطاب الكراهية الموجّه ضدّ المسلمين، وأعادت نشر رسومات "تشارلي" التي تعزّز "الاسلاموفوبيا"، وتمنح الغرب البارد المبرّر المطلوب لإتمام مخطّطاته العسكريّة الاستعماريّة في المنطقة العربيّة.

"الطبخة" خرجت من فرن ساسة الكولونياليّة، بعد أن نضجت عمليّة غسل الأدمغة، وتمّت شيطنة المسلمين وتصويرهم على أنّهم "إرهابيّين" وقتلة، بفضل وسائل الإعلام الموجّه. الآن يمكن إتمام تمزيق المنطقة وإعادة ترتيبها وفقا للمصالح الغربيّة. دقّت ساعة الصفر.

ولكن مهلا، بضعة خطوات ينبغي اتّخاذها قبل إرسال المزيد من القوّات العسكريّة إلى منطقتنا تحت ذريعة "الحرب على الإرهاب"، فالإعلام ينبغي أن يصدّق بإجراءات رسميّة وقانونيّة تقوم بها عواصم أوروبا، كالخطوة التي أقدمت عليها حكومة ألمانيا الاتّحاديّة مؤخرا، للإمعان في شيطنة المسلمين واستهدافهم.

برلين قرّرت تشديد حظر السفر إلى الخارج، على من وصفتهم بالـ "إسلاميين معروفين"، بحجّة منعهم من التوجه إلى "مناطق النزاع". ترى من هم هؤلاء "الاسلاميّين المعروفين".

قد يجادل البعض –وفقا لما تروّج له برلين- بأن 180 ألمانيا ذهبوا للقتال في العراق وسورية عادوا إلى بلادهم، وأن القرار يهدف لمنع هؤلاء من السفر عبر دول الاتّحاد الأوروبي، أو العودة إلى الشرق الأوسط. ولكن..

كان بإمكان السلطات الألمانيّة تحديد الحظر وحصر قرارها بهؤلاء العائدين، الذين يفترض أن قرارا بحظر سفرهم قد صدر أصلا. أمّا أن يصدر القرار معوّما على هذا النحو، فهذا ما يخوّل السلطات مصادرة حقّ أي مسلم ألماني، أو أيّ مهاجر، بالسفر والتنقّل، في انتهاك سافر لحقوق الإنسان، التي تزعم جماعة "أنا تشارلي" وأتباعها وأنصارها، بأنّهم حرّاس هذه الحقوق وحماتها.

في البدء رسومات تستهدف المسلمين وتعزّز الكراهية ضدّهم، ثمّ مسيرة زعماء دوليّة، والآن قوانين مجحفة يتم اتّخاذها بحق كلّ مسلم يقيم في القارّة العجوز. لم يبق إلاّ البدء عمليّاً بالمشروع الاستعماري الجديد في المنطقة، فقد أدّى الإعلام الغربي رسالته على أكمل وجه!!

"الحرب على الإرهاب"، مبرّر يعيد فرض نفسه على المنابر، لله درّ هذا "الإرهاب" الذي لا يطلق وصفه سوى على العرب والمسلمين!! أمّا مسلسل القتل الذي لا ينتهي في غزّة، وليبيا، ونيجيريا، ومالي، وتشاد، وفي كلّ أصقاع الأرض على يد "اسرائيل" أو اميركا أو "الناتو" أو الجيش الفرنسي... الخ، فهو "رحمة" للبشريّة يتفضّل بها "جيش الخلاص"!!


تابعو الأردن 24 على google news