فساد عادات أخرى في رمضان تستحق الحملات والملاحقة
الى جانب الحملة الرمضانية على الأغذية الفاسدة هناك حملات اخرى ضرورية ومطلوبة على بعض السلوكيات في الشوارع والأماكن العامة والتي تكشف التناقض الكبير بين الهدف الديني من الصوم وهو الرحمة والالفة وحسن المعاملة، وبين بعض من يحولونه الى فرصة لممارسة سلوكيات تظهر اللامبالاة بالاخرين وبمشاعرهم، بالتعدي على حقوق الناس واستغلالهم، فيما أراد الاسلام من الصيام نشر التعاطف والتشارك، والصدق مع النفس ومع الاخرين بما يسمو بالروح فوق شطط الأهواء ومفاسد السلوك.
يأتي رمضان هذا العام في ظل شعار « الشعب يريد..» والمقصود دائماً مطالب من الحكومات. فماذا عن ما يريده المواطن من المواطن ؟ او ما يريده المجتمع والقانون والعدالة من المواطنين في تعاملهم مع بعضهم، ثم ما يريده رمضان شهر الصيام من سلوكيات في المجتمع تعطي الانطباع بان الناس يحترمون معاني الصيام والعبادة ؟.
نريد حملة رمضانية تقوم بها إدارة السير مع أمانة عمان لإزالة التعديات على الشوارع بوضع البسطات عليها وتعطيل المرور ودفع المارة الى السير بين السيارات بعد ان اصبحت الأرصفة دكاكين. ونريد حملة مرورية يقوم بها رجال السير أمام المطاعم ومحلات الحلويات لمنع الوقوف المزدوج والثلاثي في وسط الشارع، لان مرتكب المخالفة صائم ومشتهي لا يريد ان يتعب أقدامه اذا اوقف سيارته على بعد عدة أمتار عن المكان، مخالفات هؤلاء لقوانين السير اكبر من مخالفة عدم وضع الحزام، ونريد حملة عند الإشارات المرورية لوقف ما يقوم به بعض السائقين من مخالفات استفزازية حيث ترى احدهم وفي ذروة الازدحام يتجاوز الصف الطويل للسيارات التي تقف على المسرب الصحيح فيضع بوز سيارته عند الاشارة ليقتحم الصف فيما جسد مركبته يسد المسرب المفتوح على اليمين حيث يضطر الاخرون الضغط بعصبية على أبواق مركباتهم، اي دفع الناس للخروج عن طورهم !.
ونريد حملة رمضانية تمتد آثارها الى ما بعد الشهر الفضيل يقوم بها رجال المرور امام المساجد ايام الجمعة والتراويح لمنع الاصطفاف في الشارع حيث تغلقه سيارات المصلين بالكامل او تترك منه ما هو اقل من مساحة مسرب واحد. (لان الأخوة المؤمنون) لا يريدون تحمل مشقة السير عشرات او حتى لو كانت عدة مئات الأمتار ليصلوا الى المسجد، خاصة المتأخر منه على الصلاة الذي من تصرفه يحسب ان من حقه ان يغلق الشارع ما دام انه يفعل ذلك لاجل ان يصلي وبان الاعتراض على تصرفه ذنب، وكانه يريد ان يحمّل الناس جميلة بصيامه وصلاته وقيامه. وكنت قبل عدة سنوات اصلي الجمعة في احد مساجد بيادر وادي السير واذا برجل يقف فوق رؤوسنا يقطع بصوته انتباهنا للخطيب يشتم المصلين بالجملة داعيا إياهم ان يفتحوا الطريق لسيارته التي يقل بها والدته المريضة ليتمكن من إيصالها الى المستشفى بحالة طارئة. اصدقكم القول لم أر أحدا يتحرك !.
ونريد فتوى صحية في عادة السهرات الرمضانية مع ( الاراجيل ) واين منها من الحكمة الرمضانية « صوموا تصحوا « فإذا كان التدخين اصبح محل إجماع عالمي بانه ضار بالإنسان، بالمدخن والمستنشق، حتى ان الدول والمجتمعات اصبحت تحظر التدخين في الشوارع وفي كل موقع اسمه مكان عام، ولم يعد مسموحا به الا في الاماكن الليلية او في غرف مغلقة معزولة ! فما هو التفسير المحير لحفلات الاراجيل باسم احياء ليالي رمضان ! وما هو سر البذل والتضحية عند هؤلاء وانت تراهم يدفعون ثمن طاولة أراجيل مع عصاير ما يعادل ثمن خروف يطعم ١٠ اسر عفيفة. اي رمضان هو في تصور هؤلاء !
(الرأي)