حديث العرب عن حلّ الدولتين.. مع من؟!
طاهر العدوان
جو 24 :
تتعجب وانت تستمع للمسؤولين العرب وهم لا يجدون شيئا يواجهون به حرب الابادة والتطهير العرقي المستمرة منذ ٧ اشهر في غزة والضفة سوى الحديث عن حل الدولتين!
حلّ الدولتين مع من؟! مع هذا الكيان الذي قتل ١٤ الف طفلا و٢٠ الف مدني واقام المقابر الجماعية في كل مكان ،واباد الأخضر واليابس في غزة حتى ان الإنسانية كلها تنتفض اليوم من هول جرائمه ..من محكمة العدل الدولية إلى طلاب الجامعات الأمريكية والاوروبية الخ..
يا سادة، طالبوا بدل هذا الشعار البائس بسحب اعترافكم واعتراف العالم بهذا الكيان الاستعماري الوحشي العنصري .طالبوا بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بحق تقرير المصير للفلسطينيين وتطبيق عشرات القرارات الدولية بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية .طالبوا بالاعتراف الدولي بشرعية المقاومة لشعب يرزح تحت ابشع تطهير وفصل عنصري منذ ٧٥ عاما ..انهوا لعبة "الراعي الامريكي للسلام " لانه منذ ان تمسكتم بها لم ير العرب الخيرولا الامن ولا السلام. اعيدوا قضية فلسطين الى مظلة الشرعية والقانون الدولي ممثلة بالجمعية العامة وليس ابدا بمجلس الامن ..مجلس الطغاة ..افعلوا ذلك من باب الانسانية تكريما لشلال الدم المراق في غزة. اصغوا إلى أصوات ومطالب أكثر من ٢مليون بني آدم هُدمت منازلهم فوق رؤوسهم ،يلاحقون بالقتل بأحدث الأسلحة الأمريكية والالمانية والبريطانية والفرنسية.. اصغوا إلى أنين الامهات التي فقدت اطفالها وابناءها و أسرهاكاملة . اصغوا الى ابناء غزة الذين يهرولون هربا من مكان الى اخر ،من البر الى البحر، ومن ركام الى ركام ،بحثا عن سقف آمن ..
اصغوا إلى أبناء غزة وفلسطين الذين يعيشون تحت المذبحة بدل ان تصغوا الى أمثال توماس فريدمان ،الذين يسعون للترويج الى صفقات التطبيع لإنقاذ نتنياهو وعصابته الصهيونية من الدماء الملطخة على ايديهم ووجوههم القذرة في غزة وفلسطين .
كفى .. فأنظار وأسماع الشعوب ترى المجازر والكذب والتضليل على الهواء وترى كم انهارت القيم وتكشفت خديعة رعاة الحرية والديموقراطية في امريكا واوروبا عن اكوام من الكذب وتزوير الحقائق والعنصرية ومساندة الوحشية الصهيونية بأبشع صورها.
* الكاتب وزير إعلام سابق..