اكتب اسمك فقط
رعد عيسى الحمران
جو 24 : مر علينا فيما مضى بضع سنوات عجاف, وعجافها لم يكن من المطر فقط, بل كان من العلم والثقافة, تلك السنوات كانت ضربة لتعليمنا لا زلنا نعاني منها, وستبقى اثارها وتبعاتها لفترة طويلة. (وقد استغلها من استغلها).
تلك السنين اصبح فيها التوجيهي مهزلة بحق, حتى امتلأت جامعاتنا بكل فئات الطلبة, ومن جميع المستويات والامكانيات, حتى من ليس لديهم اي امكانيات!!. وعندما يجتاز احد الطلبة الذين لا يستحقون النجاح مرحلة التوجيهي, وبمعدل عالي ايضا, اذكر اننا كنا نسلي انفسنا بالقول:(اجتازوا التوجيهي بهذه الطريقة... ولكن هنالك الجامعات ستوقفهم ولن يجتازوها... ) ولكن للاسف لا زالوا مستمرين, وحصلوا على ما يتمنون من وظائف, ولا اعرف كيف يحصل ذلك!! ولا اعرف متى سيقال لهم: توقفوا ؟؟ اصبحنا نخرج (شهادات) فقط.
وبعد المحل... بدأ تساقط الغيث... ومنَّ الله علينا برجال مخلصين, لم يرضهم ما يحصل, غيورين على بلدهم, يستوعبون فكرة: "بالعلم ترقى الامم وبالاخلاق تسود", وحاولوا ماستطاعوا لاعادة الهيبة لمنظومة التعليم. تعرضوا للهجوم والانتقاد كثيرا, وكل ذنبهم انهم حاولوا تحسين وتنظيم السبب الاول لرقينا. وكل ما فعلوه هو مجرد بداية, والتحسين والتطوير لا يزال مستمرا, فهذا امر يحتاج لوقت طويل لاصلاحه ومعالجته؛ من شدة الضرر الذي لحق به من قبل. وقد يكونون بالغوا في بعض الامر حسب (وجه نظر الشارع), ولكن "من جرب الكي لا ينسى مواجعه", ومن رأى تلك المهزلة على حقيقتها, وادرك خطورتها لا يمكنه لومهم.
وذلك اليوم تقدم نوابنا الافاضل بمذكرة تطالب بتخفيف عقوبات الغش؛ بدعوى انها مبالغ فيها, ولكن يا سعادة النواب: لا تكونوا كمن (سكت دهرا...). وهل كل القضايا انتهت ومشاكل المواطنين قد حلت, فلم يبق الا هذه!!؟ واين كنتم في السنوات الماضية, عندما كادت المنظومة التعليمية ان تنهار!!؟ وماذا حاولتم لتحسين التعليم في الاردن!!؟ لا نريدكم ان تحاربوا الفساد الان, بل حسنوا التعليم على الاقل, ووعوا اجيالنا, وبعدها سينقرض الفساد تلقائيا عندما تزرعوا الخير في ابنائنا, وتعلموهم الاخلاق منذ الصغر.
ولا ارى اين المبالغة في هذا الامر!!؟ أليس فيها ردع وترهيب لمن ينوي الغش!!؟ ومن غش ولو حرف واحد فما الفائدة منه!!؟ وهل يستحق ان يكمل التوجيهي اساسا!!؟ وهل العنف الجامعي من نتائج تلك المهزلة- ولا المح الى ان هذا هو السبب فقط- !!؟
ادعموا وزارة التربية, ساندوها, وتعاونوا معها في اصدار القرارت الايجابية للتعليم, بدلا من ان تهاجموها, وتقفوا ضدها. لا اقول ان تتركوهم وشأنهم تماما, بل كونوا لهم ناصحين ومرشدين, نعم, حاسبوهم وانتقدوهم ولكن بشكل حيادي, موضوعي, وبناء. ولا تعترضوا حتى على نقل قاعة من مكان لاخر؛ لاسباب تتعلق بالانضباط والامن!!
في النهاية يا اصحاب السعادة: ادعوكم انتم, ومن يعارض اجراءات وزراة التربية, للذهاب الى الجامعات الاردنية, وطرح سؤال واحد على طلابها, وليس كلهم.. بل الذين هم في سنوات التخرج, وهذا السؤال هو: (اكتب اسمك باللغة العربية من اربع مقاطع فقط؟) وستذهلكم النتائج. - وكلكم تعرفون -. وهذا كله من اثار سنوات المهزلة تلك. ومع احترامنا لطلابنا المجتهدين, فهذا حال بعض الطلاب فقط... ولكن هذا "البعض" قد يكون, وسيكون في مواقع قيادية, وادارية, ووظائف حرجة, وصاحب قرار ذات يوم..!!! ولك الله يا وطني من قادتك واصحاب قرارك هؤلاء....
وبقي ان نطرح السؤال الاقوى على (نوائبنا): هل لديكم ابناء متقدمين لامتحان التوجيهي !!؟ ام اقتربت الانتخابات !!؟
وقد ذكرتموني سعادة النواب بقول الامام القيرواني:
وقالوا قد سعينا كل سعيٍ *** لقد صدقوا.. ولكن في فسادي
تلك السنين اصبح فيها التوجيهي مهزلة بحق, حتى امتلأت جامعاتنا بكل فئات الطلبة, ومن جميع المستويات والامكانيات, حتى من ليس لديهم اي امكانيات!!. وعندما يجتاز احد الطلبة الذين لا يستحقون النجاح مرحلة التوجيهي, وبمعدل عالي ايضا, اذكر اننا كنا نسلي انفسنا بالقول:(اجتازوا التوجيهي بهذه الطريقة... ولكن هنالك الجامعات ستوقفهم ولن يجتازوها... ) ولكن للاسف لا زالوا مستمرين, وحصلوا على ما يتمنون من وظائف, ولا اعرف كيف يحصل ذلك!! ولا اعرف متى سيقال لهم: توقفوا ؟؟ اصبحنا نخرج (شهادات) فقط.
وبعد المحل... بدأ تساقط الغيث... ومنَّ الله علينا برجال مخلصين, لم يرضهم ما يحصل, غيورين على بلدهم, يستوعبون فكرة: "بالعلم ترقى الامم وبالاخلاق تسود", وحاولوا ماستطاعوا لاعادة الهيبة لمنظومة التعليم. تعرضوا للهجوم والانتقاد كثيرا, وكل ذنبهم انهم حاولوا تحسين وتنظيم السبب الاول لرقينا. وكل ما فعلوه هو مجرد بداية, والتحسين والتطوير لا يزال مستمرا, فهذا امر يحتاج لوقت طويل لاصلاحه ومعالجته؛ من شدة الضرر الذي لحق به من قبل. وقد يكونون بالغوا في بعض الامر حسب (وجه نظر الشارع), ولكن "من جرب الكي لا ينسى مواجعه", ومن رأى تلك المهزلة على حقيقتها, وادرك خطورتها لا يمكنه لومهم.
وذلك اليوم تقدم نوابنا الافاضل بمذكرة تطالب بتخفيف عقوبات الغش؛ بدعوى انها مبالغ فيها, ولكن يا سعادة النواب: لا تكونوا كمن (سكت دهرا...). وهل كل القضايا انتهت ومشاكل المواطنين قد حلت, فلم يبق الا هذه!!؟ واين كنتم في السنوات الماضية, عندما كادت المنظومة التعليمية ان تنهار!!؟ وماذا حاولتم لتحسين التعليم في الاردن!!؟ لا نريدكم ان تحاربوا الفساد الان, بل حسنوا التعليم على الاقل, ووعوا اجيالنا, وبعدها سينقرض الفساد تلقائيا عندما تزرعوا الخير في ابنائنا, وتعلموهم الاخلاق منذ الصغر.
ولا ارى اين المبالغة في هذا الامر!!؟ أليس فيها ردع وترهيب لمن ينوي الغش!!؟ ومن غش ولو حرف واحد فما الفائدة منه!!؟ وهل يستحق ان يكمل التوجيهي اساسا!!؟ وهل العنف الجامعي من نتائج تلك المهزلة- ولا المح الى ان هذا هو السبب فقط- !!؟
ادعموا وزارة التربية, ساندوها, وتعاونوا معها في اصدار القرارت الايجابية للتعليم, بدلا من ان تهاجموها, وتقفوا ضدها. لا اقول ان تتركوهم وشأنهم تماما, بل كونوا لهم ناصحين ومرشدين, نعم, حاسبوهم وانتقدوهم ولكن بشكل حيادي, موضوعي, وبناء. ولا تعترضوا حتى على نقل قاعة من مكان لاخر؛ لاسباب تتعلق بالانضباط والامن!!
في النهاية يا اصحاب السعادة: ادعوكم انتم, ومن يعارض اجراءات وزراة التربية, للذهاب الى الجامعات الاردنية, وطرح سؤال واحد على طلابها, وليس كلهم.. بل الذين هم في سنوات التخرج, وهذا السؤال هو: (اكتب اسمك باللغة العربية من اربع مقاطع فقط؟) وستذهلكم النتائج. - وكلكم تعرفون -. وهذا كله من اثار سنوات المهزلة تلك. ومع احترامنا لطلابنا المجتهدين, فهذا حال بعض الطلاب فقط... ولكن هذا "البعض" قد يكون, وسيكون في مواقع قيادية, وادارية, ووظائف حرجة, وصاحب قرار ذات يوم..!!! ولك الله يا وطني من قادتك واصحاب قرارك هؤلاء....
وبقي ان نطرح السؤال الاقوى على (نوائبنا): هل لديكم ابناء متقدمين لامتحان التوجيهي !!؟ ام اقتربت الانتخابات !!؟
وقد ذكرتموني سعادة النواب بقول الامام القيرواني:
وقالوا قد سعينا كل سعيٍ *** لقد صدقوا.. ولكن في فسادي