نواب يطالبون بالانتقام للرسول ومقاضاة تشارلي ايبدو
طالب نواب في مستهل جلسة الأحد باتّخاذ موقف نيابي قوي إزاء الرسوم التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، بما تضمنتها من إساءة للنبي الكريم.
وقال النائب خميس عطية: "لم يعد مقبولاً قيام هذه الصحيفة وغيرها بتوجيه إساءة لرسولنا وللإسلام من خلال نشر رسوم، ولم يعد مقبولا الصمت، ويجب أن تتوقف المجلة الفرنسية وغيرها من المجلات والصحف الأوربية عن الإساءة لرسولنا".
وأضاف: "اقترح اصدار بيان من مجلسنا لاستنكار هذه الرسوم والعمل على رفع قضية لدى القضاء الأردني على صحيفة شارلي والعاملين بها بتهمة الإساءة للنبي، وأن يتبنى مجلس النواب قراراً برفع القضية بحق هذه الصحيفة، لمنعهم حضورهم إلى البلدان العربية والإسلامية".
وقال النائب أحمد الهميسات في كلمه باسمه وباسم النائب قصي الدميسي: "إن ما قامت به الصحف الفرنسية تعد جريمة نكراء هزت مشاعر المسلمين، ونطالب بموقف موحد تجاهها، كغيره وانتقام للمصطفى صلى الله عليه وسلم".
بدوره قال النائب مصطفى الشنيكات: "إننا نستنكر الرسوم المسيئة للرسول، ومجلسنا يمثل الشعوب العربية، لذا يجب نبذ العنف في المنطقة العربية كلها، وعلى المجلس أن يصدر بيان لدعوة الشعوب العربية لنبذ العنف والإرهاب، وأن الحل السياسي هو الحل في المنطقة".
وقال النائب محمود مهيدات: "إن من يهن يسهل الهوان عليه"، واصفا المجلة الفرنسية بأن "أقلامها عادت لتنفث سمومها". وأضاف: "نحن كمسلمين نغضب للإساءة لأي رسول، ونحن تجمعنا "وا معتصماه"، و"لبيك يا رسول الله".
وصوت مجلس النواب على بيان تلاه النائب زكريا الشيخ صادر عن لجنة التوجيه الوطني النيابية ونصه كالآتي:
بيان صادر عن لجنة التوجيه الوطني والإعلام حول الإساءات لرسولنا الكريم بحجة حرية التعبير عن الرأي
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين}
رصدت لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية، بقلق بالغ، تكرار نشر صحف غربية رسوما كاريكاتورية إستفزت وأهانت الشعور الديني لما يزيد عن مليار ونصف المليار من أمة الإسلام، كان أخرها ما نشرته صحيفة (تشارلي إبيدو) الفرنسية إستهدفت فيه رمز الإسلام وقائده رسول الرحمة للبشرية جمعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وما بعثناك إلا رحمة للعالمين)، وذلك بحجة حرية الراي والتعبير المزعومة.
إننا نرى إن هذه الأفعال الشيطانية تأتي في سياق حملة ممنهجة تعمل وفق مخطط خبيث ومدروس، لقوى ظلامية إرهابية، مليئة بالكراهية والتطرف، استخدمت الوسائل الإعلامية التحريضية بهدف توظيفها في الحشد والتعبئة لتأجيج الفتن والصراعات وصولا إلى الصدام بين الأمم والشعوب وأتباع الديانات السماوية.
ونحذر بأن إستمرار هذه المخططات الخبيثة سيساهم في إيجاد بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب ونعتبر أي دولة أو جماعة أو جهة مهما كانت تدعم هذه الأفعال الإجرامية أو تتعاطف وتسهل وتبرر دوافعها فهي شريك مباشر في دعم الإرهاب والتطرف.
ومع إيماننا بقدسية الحريات الصحفية وحرية التعبير عن الرأي، إلا أننا نرى أن ما أقدمت عليه الصحيفة الفرنسية وأخواتها يشكل جريمة وإنتهاك صارخ لضوابط ممارسة مفهوم الحريات وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان و معاهدة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، بالإضافة إلى أن القوانين الأردنية كذلك تجرم إهانة الشعور الديني مثل (قانون العقوبات 278 و 189/4 و 273، المطبوعات والنشر 38/ب/ج ، المعاملات الإلكترونية 38) وتبين جميعها بجلاء أن هذه الحقوق ليست حقوقا مطلقة وإنما تخضع لاعتبارات محددة مفادها "خلق حالة من التوازن ما بين الحقوق"، فحرية الرأي والتعبير وحرية الفكر لا تعني بأي حال من الأحوال ازدراء الأديان والتعدي على كرامة أرباب الديانات السماوية و نثر بذور الكراهية والعنصرية والتمييز بين الشعوب أو إثارة النعرات الدينية و الطائفية والعرقية.
وتوصي لجنة التوجيه الوطني والإعلام بضرورة العمل على إيجاد جبهة نيابية عربية إسلامية وأممية واسعة للعمل على سن تشريع دولي يجرم الإساءة إلى أرباب الديانات السماوية من الأنبياء والرسل، وتدعو المسلمين إلى عدم الانجرار إلى أفعال عنف ودموية يوظفها دعاة الفتن لتشويه صورة ديننا الإسلامي الحنيف وأن الرد الأمثل هو التمسك بديننا وسنة نبينا، ونؤكد بأن الكراهية والجهل بخصال وصفات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم دفع هذه الفئة الضالة إلى اقتراف جريمتهم، فلو عرفوك يا حبيبي يا رسول الله لما آذوك ولكن الجاهل عدو صاحبه (وإنك لعلى خلق عظيم).