ميت رومني يسير على نفس الدرب
طاهر العدوان
جو 24 : تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ميت رومني في القدس المحتلة التي اظهر فيها سخاء كبيرا وانحيازا مطلقا للاحتلال الاسرائيلي للقدس الشريف لا تختلف عن تصريحات من سبقوه من مرشحي الرئاسة، من ديموقراطيين وجمهوريين، الذين يحجون الى تل أبيب عند كل معركة انتخابية لاستجداء أصوات اليهود، أنهم جميعا يسيرون على نفس الدرب. تقديم الدعم والولاء للصهيونية واحتلالها المقيم المزمن.
الجديد في تصريحات رومني حديثه عن ما اسماه ( بالفرق الحضاري ) وذلك في معرض إعجابه بالتطور الاقتصادي في اسرائيل وتدنيه عند الفلسطينيين !. وأقوال رومني هذه تثير العجب والسخرية المريرة بالاضافة الى السخط في نفس كل فلسطيني او عربي استمع اليها لأسباب عديدة منها: ١- ما تحمله من إشارات عنصرية والواقع ان نسبة التعليم بين الفلسطينيين هي اكبر منها بين الإسرائيليين وفق إحصاءات نشرت في أوقات سابقة. ٢- ان رومني يتجاهل الفرق بين اقتصاد دولة تلقت مئات المليارات من المساعدات المالية اضافة الى احدث المبتكرات العلمية من امريكا والغرب وبين اقتصاد شعب لم يقم بعد دولته الوطنية وهو منشغل منذ اكثر من ٦٠ عاما في معركة الدفاع عن وجوده ضد أحقر وابغض احتلال استيطانيً هدفه إحلال شعب مكان اخر. ٣- تصريحات رومني تثير السخرية من المستوى الأخلاقي الذي ينحدر اليه مرشح لتولي أقوى منصب في العالم باستخدامه إيحاءات عنصرية مقرونة بجهل او بتجاهل لتاريخ القضية الفلسطينية، التي تلخص مأساة شعب، لا يواجه اسرائيل وحدها، انما تاثيرات القوة الامريكية بكامل طاقتها، التي جعلت الاحتلال الاسرائيلي مقيما ومزمنا، بعد ان وضعته فوق القانون وفوق مجلس الأمن وجميع قرارات الشرعية الدولية.
تصريحات رومني تنكأ من جديد الجروح العميقة للواقع المر الذي يطبع العلاقات العربية الامريكية، فبينما يتمسك العرب بعلاقات الشراكة والتعاون والصداقة مع الولايات المتحدة، فان واشنطن تترجم هذا الكرم العربي بانحياز كامل لإسرائيل ودعم غير محدود لاحتلالها للضفة الغربية وتقدم الاموال بالسر والعلن لمخطط تهويد القدس !. والواقع ان تفسير حالة الحب من جانب واحد ( وهو الجانب العربي ) يحتاج الى محلل نفسي اكثر من حاجته الى قراءة موضوعية لحالة علاقات سياسية غير منطقية تتجاهل مصالح الجانب العربي بل تعاديها ومع ذلك يصر الطرف المتضرر على التمسك بهذه العلاقات والاحتفاء بها.
واني مثل غيري من أبناء هذه الامة استغرب ردود الفعل الغائبة او الهزيلة على هذه ( الهدايا الرمضانية ) المسمومة التي حرص البيت الابيض والمرشح الجمهوري المنافس على القذف بها في وجه الفلسطينيين والعرب، اولا بتوقيع أوباما على مد الاحتلال بدعم امني غير مسبوق والثاني تصريحات رومني عن ( القدس عاصمة لإسرائيل) التي أمدت العنصريين الصهاينة بقوة شر إضافية فدفعتهم للإعلان عن خطط غزو واستيطان جديدة في ساحة المسجد الأقصى.
( للبيت رب يحميه ) بغير هذا لا اجد من فعل على الارض او تحرك في مجال الدبلوماسية العربية يبعث الأمل بان تعهدات الرئيس المصري الجديد بالدفاع عن الأمن العربي ستنفذ ألان او في المستقبل القريب. فواقع الحال العربي، قبل الربيع العربي وبعده، ان واشنطن صديقة وشريكة تل أبيب الصدوقة لا تزال على ما هي عليه (مربط خيول العرب وفي مقدمتها خيول سلطة رام الله).. فأين وكيف سيزول الاحتلال ؟
(الرأي)
الجديد في تصريحات رومني حديثه عن ما اسماه ( بالفرق الحضاري ) وذلك في معرض إعجابه بالتطور الاقتصادي في اسرائيل وتدنيه عند الفلسطينيين !. وأقوال رومني هذه تثير العجب والسخرية المريرة بالاضافة الى السخط في نفس كل فلسطيني او عربي استمع اليها لأسباب عديدة منها: ١- ما تحمله من إشارات عنصرية والواقع ان نسبة التعليم بين الفلسطينيين هي اكبر منها بين الإسرائيليين وفق إحصاءات نشرت في أوقات سابقة. ٢- ان رومني يتجاهل الفرق بين اقتصاد دولة تلقت مئات المليارات من المساعدات المالية اضافة الى احدث المبتكرات العلمية من امريكا والغرب وبين اقتصاد شعب لم يقم بعد دولته الوطنية وهو منشغل منذ اكثر من ٦٠ عاما في معركة الدفاع عن وجوده ضد أحقر وابغض احتلال استيطانيً هدفه إحلال شعب مكان اخر. ٣- تصريحات رومني تثير السخرية من المستوى الأخلاقي الذي ينحدر اليه مرشح لتولي أقوى منصب في العالم باستخدامه إيحاءات عنصرية مقرونة بجهل او بتجاهل لتاريخ القضية الفلسطينية، التي تلخص مأساة شعب، لا يواجه اسرائيل وحدها، انما تاثيرات القوة الامريكية بكامل طاقتها، التي جعلت الاحتلال الاسرائيلي مقيما ومزمنا، بعد ان وضعته فوق القانون وفوق مجلس الأمن وجميع قرارات الشرعية الدولية.
تصريحات رومني تنكأ من جديد الجروح العميقة للواقع المر الذي يطبع العلاقات العربية الامريكية، فبينما يتمسك العرب بعلاقات الشراكة والتعاون والصداقة مع الولايات المتحدة، فان واشنطن تترجم هذا الكرم العربي بانحياز كامل لإسرائيل ودعم غير محدود لاحتلالها للضفة الغربية وتقدم الاموال بالسر والعلن لمخطط تهويد القدس !. والواقع ان تفسير حالة الحب من جانب واحد ( وهو الجانب العربي ) يحتاج الى محلل نفسي اكثر من حاجته الى قراءة موضوعية لحالة علاقات سياسية غير منطقية تتجاهل مصالح الجانب العربي بل تعاديها ومع ذلك يصر الطرف المتضرر على التمسك بهذه العلاقات والاحتفاء بها.
واني مثل غيري من أبناء هذه الامة استغرب ردود الفعل الغائبة او الهزيلة على هذه ( الهدايا الرمضانية ) المسمومة التي حرص البيت الابيض والمرشح الجمهوري المنافس على القذف بها في وجه الفلسطينيين والعرب، اولا بتوقيع أوباما على مد الاحتلال بدعم امني غير مسبوق والثاني تصريحات رومني عن ( القدس عاصمة لإسرائيل) التي أمدت العنصريين الصهاينة بقوة شر إضافية فدفعتهم للإعلان عن خطط غزو واستيطان جديدة في ساحة المسجد الأقصى.
( للبيت رب يحميه ) بغير هذا لا اجد من فعل على الارض او تحرك في مجال الدبلوماسية العربية يبعث الأمل بان تعهدات الرئيس المصري الجديد بالدفاع عن الأمن العربي ستنفذ ألان او في المستقبل القريب. فواقع الحال العربي، قبل الربيع العربي وبعده، ان واشنطن صديقة وشريكة تل أبيب الصدوقة لا تزال على ما هي عليه (مربط خيول العرب وفي مقدمتها خيول سلطة رام الله).. فأين وكيف سيزول الاحتلال ؟
(الرأي)