مسلسل عمر: حضرت البلاغة وغاب الأداء الفني
طاهر العدوان
جو 24 : يستقطب مسلسل عمر بن الخطاب أنظار المشاهدين في الأردن والعالم العربي واعتقد ان صفات الخليفة ( الفاروق ) المعروف عنه بالحزم والعدل والشجاعة تستقر في ذاكرة الانسان منذ ان يتعرف عليها وهو على مقاعد المدرسة الابتدائية . غير ان المسلسل الرمضاني الذي اريد منه تجسيد شخصية هذا الصحابي الجليل ، صاحب رسول الله ، يصدمنا بفشله في تحقيق هذا الهدف . والمسلسل يضعنا امام سيرة تاريخية لظهور الاسلام تعودنا على مشاهدتها في كل عمل سينمائي أوتليفزيوني في رمضان وغير رمضان بينما كنت أتوقع ان ارى عملا يحمل بصمة عمر الشخصية وان تكون احداث عصره ظلال خلفية وهو الرجل الذي تميز عن غيره من الصحابة بقدرته على الدفع نحو خيارات دينية وتاريخية اصبح بعضها جزءا من عقيدة الاسلام مثل إلحاحه على تحريم ديني قاطع للخمرة وكانت بعض تساؤلاته الملحة على الرسول صلى الله عليه وسلم محطات ، تقاطع فيها الوعي المستنير لعمر ، الانسان المؤمن المتواضع مع نهج الرسالة السماوية العظيمة من اجل اختيار ما هو نافع للامة .
كانت الفرصة مواتية للانتقال من بلاغية السرد التي كانت الاعمال الدينية تتمحور حولها الى ( بلاغية) الأداء الفني لشخصية عمر المشبعة بالجراءة والأفعال السامية خاصة وان المسلسل أتيح له ما لم يتح لأي عمل مماثل من قبل ، وهو تجسيد شخصية عمر فنيا بعد ان كان امرا محظورا . وكنا عندما نسال لماذا لا نرى صور الخلفاء الراشدين الثلاثة تباع على الأرصفة أسوة بصورة الخليفة علي بن ابي طالب ؟ يأتينا الجواب من المعلم او من الأهل بان هذا حرام .
كنت امل ان ارى بلاغة في الأداء الفني ( اذا جاز التعبير ) لشخصية الفاروق ترقى الى مستوى ما أكتنز في اذهان وقلوب الملايين من صور لعمر تضافرت فيها أفعاله الشجاعة والحكيمة مع خلقه النبيل خاصة وهو يجلس على راس هرم الامبراطورية الاسلامية ، اداء فني لا يقل روعة عن ما قام به أنتوني كوين في دور سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
لا توجد شخصية في التاريخ الاسلامي يمكن استحضارها الى العصر الحديث كعمر لاخذ العبرة والدروس من سلوكه وأخلاقه ونبله . استحضار هذه الشخصية الفذة هو محاكمة للسياسة في هذا الزمن ، الذي تتمزق فيه الشعوب العربية بين السقوط في وحل الاستبداد، او السقوط في مخيلة بناء( نموذج رباني )عن طريق التكفير والعنف . من اقوال عمر « لا جديد لمن لا خلق له « لقد كانت الحرب عنده أخلاقا كما كانت السلطة ومفهوم الحكم .
نموذج قيادة عمر للدولة والأمة لا يستوعبه عمل درامي واحد ، والمشاهد العربي أحوج ما يكون لمشاهدة قديم عمر الجديد وهو يتابع عذابات شعوب يستبيح فيها الحاكم الدم والمال والعرض باسم الشرعية ! لقد كان الفاروق نموذجا للقدوة الحسنة ، قال الامام علي مخاطبا الخليفة عمر « عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت» .
اكبر إنجازات عمر ادخال اهمية النظام في بناء الدولة وفي اداء الواجبات الدينية ، فهو من امر بتسوية صفوف المؤمنين في الصلاة عند أقامتها ، ومن جمع المسلمين على صلاة التراويح والقيام في رمضان بعد ان رآهم يصلون فرادى ، وكان يسير في الاسواق يكسر بعصاه ما برز من بضاعة ، ولم يكن عمر مجرد خليفة انما كان صانع دولة ومؤسس حضارة وصاحب فلسفة في الحكم لم يتعرف عليها من كتب أرسطو ولا من كونغرس روما او إيوان كسرى انما من إيمانه وقلبه وملكة القيادة التي وهبه إياها الله . في كتاب (القيادة فن ) يقول ماكس دوبري «القيادة ليست علما ولا مهنة انما هي فن يجب ان تستشعر وتجرب وتوجد «.الراي
كانت الفرصة مواتية للانتقال من بلاغية السرد التي كانت الاعمال الدينية تتمحور حولها الى ( بلاغية) الأداء الفني لشخصية عمر المشبعة بالجراءة والأفعال السامية خاصة وان المسلسل أتيح له ما لم يتح لأي عمل مماثل من قبل ، وهو تجسيد شخصية عمر فنيا بعد ان كان امرا محظورا . وكنا عندما نسال لماذا لا نرى صور الخلفاء الراشدين الثلاثة تباع على الأرصفة أسوة بصورة الخليفة علي بن ابي طالب ؟ يأتينا الجواب من المعلم او من الأهل بان هذا حرام .
كنت امل ان ارى بلاغة في الأداء الفني ( اذا جاز التعبير ) لشخصية الفاروق ترقى الى مستوى ما أكتنز في اذهان وقلوب الملايين من صور لعمر تضافرت فيها أفعاله الشجاعة والحكيمة مع خلقه النبيل خاصة وهو يجلس على راس هرم الامبراطورية الاسلامية ، اداء فني لا يقل روعة عن ما قام به أنتوني كوين في دور سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
لا توجد شخصية في التاريخ الاسلامي يمكن استحضارها الى العصر الحديث كعمر لاخذ العبرة والدروس من سلوكه وأخلاقه ونبله . استحضار هذه الشخصية الفذة هو محاكمة للسياسة في هذا الزمن ، الذي تتمزق فيه الشعوب العربية بين السقوط في وحل الاستبداد، او السقوط في مخيلة بناء( نموذج رباني )عن طريق التكفير والعنف . من اقوال عمر « لا جديد لمن لا خلق له « لقد كانت الحرب عنده أخلاقا كما كانت السلطة ومفهوم الحكم .
نموذج قيادة عمر للدولة والأمة لا يستوعبه عمل درامي واحد ، والمشاهد العربي أحوج ما يكون لمشاهدة قديم عمر الجديد وهو يتابع عذابات شعوب يستبيح فيها الحاكم الدم والمال والعرض باسم الشرعية ! لقد كان الفاروق نموذجا للقدوة الحسنة ، قال الامام علي مخاطبا الخليفة عمر « عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت» .
اكبر إنجازات عمر ادخال اهمية النظام في بناء الدولة وفي اداء الواجبات الدينية ، فهو من امر بتسوية صفوف المؤمنين في الصلاة عند أقامتها ، ومن جمع المسلمين على صلاة التراويح والقيام في رمضان بعد ان رآهم يصلون فرادى ، وكان يسير في الاسواق يكسر بعصاه ما برز من بضاعة ، ولم يكن عمر مجرد خليفة انما كان صانع دولة ومؤسس حضارة وصاحب فلسفة في الحكم لم يتعرف عليها من كتب أرسطو ولا من كونغرس روما او إيوان كسرى انما من إيمانه وقلبه وملكة القيادة التي وهبه إياها الله . في كتاب (القيادة فن ) يقول ماكس دوبري «القيادة ليست علما ولا مهنة انما هي فن يجب ان تستشعر وتجرب وتوجد «.الراي