انقلاب سوري على عمّان
ماهر أبو طير
جو 24 : في بحر اسبوع، انقلبت السياسة السورية تجاه الاردن، من التعزية بالطيار والحث على التنسيق المشترك بين البلدين لمحاربة الارهاب، الى قصف سوري ثقيل على الاردن وسياساته، عبر محطتين لافتتين للانتباه.
القصف السياسي، وان كان طاغيا خلال السنين الفائتة، الا انه توقف بعد حادثة الطيار، وعاد واشتد، واللغة الطرية، استردت خشونتها بطريقة واضحة.
تجلى ذلك في تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، اذ تغيرت اللغة في تصريحاتهما، من تلك المفردات الدافئة التي تحدثت عن مصاب الطيار، وضرورة التنسيق في وجه الارهاب، نحو اتهام الاردن بكونه يدعم الارهابيين، والبارحة حث على التنسيق، واليوم اتهام بالارهاب!.
هم يقصدون هنا، الجيش الحر والنصرة حصراً، وكأنهم يقول ان حرب الاردن هي ضد داعش فقط، وليس ضد كل الفصائل التي تحارب في سورية.
جاء هذا في سياقات محلية واقليمية، فالسوريون ايضا تنبهوا الى مايجري في العراق، من نية لحرب برية في العراق، بدعم دولي، لتطهير غرب العراق من داعش، وقياسا على هذه الحالة فالمخاوف لدى دمشق الرسمية من تكرار ذات السيناريو على الارض السورية، والسوريون يظنون ان داعش هي المقصد المعلن، فيما القصد النهائي، الدخول البري الى سورية لغايات اخرى.
هذا يفسر رفض السوريين للتدخل البري في اراضيهم، هذا على الرغم من معرفتهم، ان جنوب سورية تحديدا خارج سيطرة الجيش السوري، وامكانية التدخل برا تبدو عاليا لانشغال الجيش السوري في مواقع اخرى.
سبب تركيز السوريين على ايواء الارهابيين، واتهام عمان يعود الى اعتقادهم ان التدخل البري في سورية، لن يكون بقوات عربية او دولية او اردنية، في المراحل الاولى، اذ ان اي تطهير بري سيكون عبر عشرات الاف السوريين المدربين جيدا والذين سيتولون المهمة، اي تطهير جنوب سورية، ولااحد يعرف لمن ستكون نتيجة هذه العمليات، سياسيا، اذ قد تقود لاحقا الى مواجهة مع دمشق الرسمية، وقد تصب في توقيت ما، لصالح انفصال الجنوب السوري، في حال انشطار بنية الدولة السورية.
مهمة التطهير هنا، غامضة في مآلاتها السياسية، على عكس مهمة التطهير على الارض العراقية.
في كل الحالات، لم يكن هناك اي داع لهذا القصف السياسي في هذا التوقيت، لاعتبارات كثيرة، اقلها ان حادثة الطيار، كان ممكنا توظيفها اقليميا بشكل اعمق، لاقناع دول كثيرة، باعتماد دمشق الرسمية محطة اساس لمحاربة الارهاب، واعادة التموضع تجاهها، وانهاء العداء السياسي.
مثل هذا الكلام السوري، فيه اعتراف ضمني، ان دمشق اكتشفت ان ملف داعش من جهة، وقصة الطيار من جهة اخرى، لن يلعبا دورا حاسما، في رد الدور الاقليمي لدمشق، ولن يمنحاها توصيفا وظيفيا جديدا بحيث تكون وكيلة العالم في محاربة الارهاب، وهذا يقول في المحصلة، ان دمشق فقدت الامل، كليا، في استصلاح العلاقات العربية والدولية، تحت عنوان محاربة الارهاب، واضطرت هنا لاطلاق النيران عشوائيا على دول الجوار.MAHERABUTAIR@GMAIL.COM
القصف السياسي، وان كان طاغيا خلال السنين الفائتة، الا انه توقف بعد حادثة الطيار، وعاد واشتد، واللغة الطرية، استردت خشونتها بطريقة واضحة.
تجلى ذلك في تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، اذ تغيرت اللغة في تصريحاتهما، من تلك المفردات الدافئة التي تحدثت عن مصاب الطيار، وضرورة التنسيق في وجه الارهاب، نحو اتهام الاردن بكونه يدعم الارهابيين، والبارحة حث على التنسيق، واليوم اتهام بالارهاب!.
هم يقصدون هنا، الجيش الحر والنصرة حصراً، وكأنهم يقول ان حرب الاردن هي ضد داعش فقط، وليس ضد كل الفصائل التي تحارب في سورية.
جاء هذا في سياقات محلية واقليمية، فالسوريون ايضا تنبهوا الى مايجري في العراق، من نية لحرب برية في العراق، بدعم دولي، لتطهير غرب العراق من داعش، وقياسا على هذه الحالة فالمخاوف لدى دمشق الرسمية من تكرار ذات السيناريو على الارض السورية، والسوريون يظنون ان داعش هي المقصد المعلن، فيما القصد النهائي، الدخول البري الى سورية لغايات اخرى.
هذا يفسر رفض السوريين للتدخل البري في اراضيهم، هذا على الرغم من معرفتهم، ان جنوب سورية تحديدا خارج سيطرة الجيش السوري، وامكانية التدخل برا تبدو عاليا لانشغال الجيش السوري في مواقع اخرى.
سبب تركيز السوريين على ايواء الارهابيين، واتهام عمان يعود الى اعتقادهم ان التدخل البري في سورية، لن يكون بقوات عربية او دولية او اردنية، في المراحل الاولى، اذ ان اي تطهير بري سيكون عبر عشرات الاف السوريين المدربين جيدا والذين سيتولون المهمة، اي تطهير جنوب سورية، ولااحد يعرف لمن ستكون نتيجة هذه العمليات، سياسيا، اذ قد تقود لاحقا الى مواجهة مع دمشق الرسمية، وقد تصب في توقيت ما، لصالح انفصال الجنوب السوري، في حال انشطار بنية الدولة السورية.
مهمة التطهير هنا، غامضة في مآلاتها السياسية، على عكس مهمة التطهير على الارض العراقية.
في كل الحالات، لم يكن هناك اي داع لهذا القصف السياسي في هذا التوقيت، لاعتبارات كثيرة، اقلها ان حادثة الطيار، كان ممكنا توظيفها اقليميا بشكل اعمق، لاقناع دول كثيرة، باعتماد دمشق الرسمية محطة اساس لمحاربة الارهاب، واعادة التموضع تجاهها، وانهاء العداء السياسي.
مثل هذا الكلام السوري، فيه اعتراف ضمني، ان دمشق اكتشفت ان ملف داعش من جهة، وقصة الطيار من جهة اخرى، لن يلعبا دورا حاسما، في رد الدور الاقليمي لدمشق، ولن يمنحاها توصيفا وظيفيا جديدا بحيث تكون وكيلة العالم في محاربة الارهاب، وهذا يقول في المحصلة، ان دمشق فقدت الامل، كليا، في استصلاح العلاقات العربية والدولية، تحت عنوان محاربة الارهاب، واضطرت هنا لاطلاق النيران عشوائيا على دول الجوار.MAHERABUTAIR@GMAIL.COM