jo24_banner
jo24_banner

كيف تصبح خبيرا استراتيجيا في سبعة أيّام ؟!

كيف تصبح خبيرا استراتيجيا في سبعة أيّام ؟!
جو 24 :

تامر خرمه- بداية لا بدّ من الاعتراف بأن كاتب هذه السطور ليس متأكّداً من أنّه يعرف تماما معنى مصطلح "خبير استراتيجي"، لكن يبدو أنّه مصطلح "كبير" وفي غاية الأهميّة، لذا كان لا بدّ من التلصّص على بعض الآليّات التي اتّبعها "المحلّلون السياسيّون" سواء في ميدان التصريحات الإعلامية أوعلى شبكة "الفيسبوك" العملاقة، حتّى بات كلّ منهم "خبيراً" في التحوّلات الاجتماعيّة والعلاقات الدوليّة.

كثير من المسؤولين والنواب، وكذلك نشطاء العالم الافتراضي، يعشقون التحليل والتنبّؤ وقراءة المشهد السياسي -المحلّي والإقليمي والدولي- قراءة وافية كافية لبناء المواقف السياسيّة، والتعبير عن مختلف الآراء تجاه ما يجري في كلّ بقاع الأرض.. فمن مجريات الأمور في مصر، إلى سورية، وحتّى أزمة أوكرانيا، مطروحة على طاولة التحليل في الأردن.

نظريّات كثيرة -على غرابتها- ومعارك "فكريّة" وسياسيّة طاحنة -على عبثيّتها- شهدتها كلّ المنابر، والكلّ يصرّ على إعلان موقفه ومحاولة فرضه على الجميع تجاه ما يدور حولنا من أحداث، مدعّما روايته بأدلّة وبراهين "ما تخرّش الميّة" وفقا لتعبير أشقّائنا المصريّين.. ولكن..

أليس هنالك احتمال ضئيل جدّا جدّا ألاّ تكون على حقّ في كلّ ما تقول يا عزيزي المحلّل ؟ ألا يمكن أن يكون في وجهة النظر -التي تعارضها وتحاول إقصاء من يتبنّاها- شيء من الحقيقة ؟ وهل فرض وجهة نظر واحدة على الجميع، و"التجييش" لها، هو الخيار الأمثل في هذه المرحلة ؟!

المهم، يبدو أن الكلّ يريد أن يكون صاحب الحقيقة المطلقة، ويرفض -بوصفه "خبرا استراتيجيا"- إلا انطلاق الأردن (الرسمي والشعبي) من رؤيته في التعامل مع كلّ القضايا الداخليّة والخارجيّة .. لذا نوصي عنايتكم باتّباع الخطوات السبع التالية على مدار الأسبوع، ليصبح كلّ مواطن "خبيرا" في الشؤون "التكتيكيّة" و"الاستراتيجيّة"..

اليوم الأوّل: أنشئ حسابا على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن انتبه أن "التويتر" بات أكثر أهميّة من "الفيسبوك".. ثم تناول بعضا من "المقلوبة" وقدحا من الشاي، واستمع لكلّ نشرات الأخبار.

اليوم الثاني: اشتري بعض الملابس الجديدة، فالمظهر مهمّ من أجل "الهيبة".. ثم اذهب إلى مصوّر جيّد، ودعه يلتقط لك صورة مميّزة.. إحذر من صور "السيلفي" فهي تضعك في موقف ضعيف.. في نهاية اليوم قم بنشر الصورة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن اختر التوقيت المناسب لحصد أكبر عدد ممكن من "اللايكات".

اليوم الثالث: اكتب "بوست" على "الفيسبوك" وتغريدة على "التويتر" تنتقد فيهما أيّ شيء، أو أعلن معارضتك أو تأييدك لطرح ما.. هذا يكفي حتى نهاية اليوم.

اليوم الرابع: اقرأ التعليقات على ما نشرته في اليوم السابق، وقم بالردّ عليها، الردّ يجب أن يكون قاسيا و"لا يرحم"، واحذف من قائمة أصدقائك صاحب التعليق الأقلّ قدرة على الإقناع.

اليوم الخامس: انشر على شبكات التواصل الاجتماعي أنباء قيامك بحذف أحد "الخونة" أو "العملاء" من قائمة الأصدقاء، وحذّر كلّ من تسوّل له نفسه معارضة ما تقول.. لوّح بـ "البلوك" الفتّاك.

اليوم السادس: أكتب مقالا غاضبا تعبّر فيه عن موقفك "الوطنيّ".. وأرسله إلى كلّ وسائل الإعلام، ليس مهمّاً أن تجيد الكتابة، ففي نهاية الأمر قد تجد من ينشر "مقالك".

اليوم السابع: إجلس على مقعد وثير.. ابتسم.. أنت الآن "خبير استراتيجي".

تابعو الأردن 24 على google news