jo24_banner
jo24_banner

حصاد الربيع الإسرائيلي مكاسب مؤقتة تنم عن الخوف

طاهر العدوان
جو 24 :

تتمتع اسرائيل بربيع من نوع آخر، انها تعيش حالة من الهرولة لجمع حصاد أمني وسياسي واستيطاني يتدفق عليها من كل جانب بفعل تداعيات الازمة السورية . ها هو جيش ( المقاومة والممانعة ) الذي صمت دهرا على جبهة الجولان المحتلة ينسحب منها لينظم الى كتائبه الاخرى لقتال ( عدو ) هو الشعب السوري، واذا بالمقاومة والممانعة قد تم ادخارها لقمع المظاهرات السلمية بالحديد والنار اما الممانعة فما هي الا ممنوعات ومحرمات على السوريين، لا حرية ولا كرامة انما عبودية واستعباد من الاب والابن والى الابد !! .
اما حكاية التدخل الخارجي التي تستر بها النظام ليبرر استخدام الوحشية اللامسبوقة ضد شعبه فهناك طرفان في المعادلة استفادا من هذا التدخل: الاول - النظام الذي فتح أبواب سوريا على مصراعيها للروس والإيرانيين ولاطراف طائفية اخرى من الجيران، والثاني - اسرائيل التي تلقت الهدايا الأمنية من امريكا والضمانات الاوروبية لمساعدتها في وضع اليد على سلاح الاسد الكيماوي . بالمقابل من ينظر الى أسلحة الجيش الحر يدرك حجم الكذب الذي تم ضخه في سماء الأزمة عن مساندة عسكرية أجنبية تتدفق على الثورة، كذب اريد منه تغطية وحشية النظام وخروجه عن كل القيم الأخلاقية والإنسانية .
وقطاف الربيع الاسرائيلي لم يقتصر على الفوائد الأمنية من الولايات المتحدة، بالمساعدة التكنولوجية التي وقع عليها أوباما و بالكشف عن التطوير المشترك لصاروخ ارو الاسرائيلي انما تعداها الى هذا الإحساس باغتنام الفرصة عند نتنياهو وطاقم حكومته، الذي يقف خلف هذا الكم من القرارات الاستيطانية في القدس الشريف المحتل وفي الضفة الغربية المحتلة وكان القيادة الاسرائيلية العنصرية المتطرفة تعتقد ان النتيجة التي يتم استخلاصها هي ان سوريا قد خرجت من ساحة الصراع .
غير ان هذه الهرولة الاسرائيلية لجني حصاد الوجه الآخر من ربيع الديكتاتور الدامي هي مكاسب مؤقتة تنم عن الخوف والفزع من المستقبل المغلف بالترقب لما سيكون عليه طابع الحكم بعد الاسد. ويدرك الإسرائيليون اكثر من غيرهم معنى ما يفعله الشعب السوري من تصميم واع وشجاع من اجل بناء حريته وكرامته التي لن تتحقق برحيل الطاغية فقط انما بعودة الجولان حرا. ان عدم استسلام السوريين للعبودية السياسية وبذل الدم انهارا من اجل الحرية والكرامة هو ما يجب ان يخيف الإسرائيليين لان الحرية لا تتجزأ وكذلك الكرامة.

قادة اسرائيل يعرفون ذلك لهذا دورهم كان واضحا في التدخل غير المباشر لصالح نظام الاسد، الشريك الموثوق على جبهة الجولان لمدة ٤٠ عاما من الهدوء، فهي التي تقف خلف حالة الشلل الدولية في عدم الحركة تجاه المجازر، لانها تفضل بقاء الاسد بجيشه الممزق والمحاط بعداء شعبه على نظام جديد تأتي به الثورة يستمد شرعيته وقوته من صناديق انتخابات حرة ونزيهة .
ينبغي ان لا يراود هؤلاء القادة اي شك بان ما يجري من يقظة شعبية في العالم العربي هي في نهاية المطاف ما سيضع حدا لاحتلالهم للأراضي السورية والفلسطينية، فينبوع الحرية والكرامة يضخ من العزم والتصميم في القلوب للدفاع عن الأوطان واسترداد الحقوق ما تعجز ان تفعله القوة التي ادخرها الطاغية لحماية نظامه واستبداده من غضب الشعب .


(الرأي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير