ارتباك حكومي حول حجاب!
جو 24 : د. حسن البراري - انشقاق رئيس الوزراء السوري السيد رياض حجاب ومغادرته إلى عمان قاصدا قطر ، أثار العديد من الاسئلة حول الطريقة الاعلامية المرتبكة التي عالجت بها الحكومة الاردنية موضوع رياض حجاب. فبعد ان اكد مصدر رسمي مأذون للوكالات الاخبارية العالمية (الفرنسية، رويترز، سي ان ان ، ...) أن رياض حجاب قد وصل للأردن، بقيت الحكومة تنفي الموضوع وكأنها غايبة فيله . ففي الوقت الذي استمر به الناطق الرسمي باسم الحكومة بنفي الانباء انصرف الصحفيون لمتابعة الجزئية المتعلقة بتوقيت مغادرته الى قطر واين يقيم في عمان .
على أن الأمر لا يمكن مقاربته على قاعدة غياب المعلومة من حضورها، فالراهن أن الحكومة كانت تعرف تفاصيل دخول رياض حجاب قبل كل الوكالات لكنها ارتبكت في التعامل مع هروبه لغياب الرؤية الاستراتيجية والسياسية للتعامل مع حادث بهذا الحجم. وقد فضلت الحكومة التريث وعدم تأكيد الخبر حتى يتسنى التنسيق مع الخارجية الأميركية والبنتاغون لمعرفة ما هو الدور الذي سيلعبة رياض حجاب في قادم الايام وكيف للاردن أن يتصرف مع مسألة لجوئه المفاجئة.
يتضح أن الحكومة غير قادرة على التعامل مع ملفات قادمة وبخاصة في حال اندلاع نزاع اقليمي، وهذا الموقف يذكرنا بموقف احد الحكومات الاردنية ابان حرب العراق ٢٠٠٣ عندما قام وزير الاعلام باغلاق حينها هاتفه ونزلت الحكومة تحت الارض لأنها غير قادرة على التصريح بشيء. حدث هذا عندما كانت عمان تعج بالصحفيين الاجانب والعرب الذين قدموا لتغطية الحرب من عمان.
نقترح أن يتم تدريب الحكومة على اطلاق تصريحات في اوقات الازمة حتى لا يغشانا السيل ونحن ننتظر ماذا يريد العم سام. الى جانب مسألة مهمة متعلقة بتوحيد الموقف الرسمي فلا يجوز ان يؤكد مصدر حكومي او امني للوكالات العالمية خبر وصوله للاردن ويأتي الناطق الرسمي باسم الحكومة لينفيه ، هذا النهج خطير يضعف الثقة اكثر واكثر بالتصريحات الحكومية ويكشف حالة من التشرذم بين صناع القرار فلا نستبعد ان يسرب وزير خارجيتنا معلومات معينة للاعلام العالمي ويضطر الناطق الرسمي للنفي حماية للنهج الذي تم اختياره في التعامل مع الازمة السورية . غياب التنسيق وقت الازمات عواقبه وخيمة جدا ،ففي الوقت الذي تضرب به مصداقية المصدر الرسمي تبحث كل وسيلة اعلام على مصادر بديلة اكثر دقة وعندها نفقد القدرة على الدفاع عن انفسنا ومواقفنا وثوابتنا - عندما كان هناك ثوابت - .
على أن الأمر لا يمكن مقاربته على قاعدة غياب المعلومة من حضورها، فالراهن أن الحكومة كانت تعرف تفاصيل دخول رياض حجاب قبل كل الوكالات لكنها ارتبكت في التعامل مع هروبه لغياب الرؤية الاستراتيجية والسياسية للتعامل مع حادث بهذا الحجم. وقد فضلت الحكومة التريث وعدم تأكيد الخبر حتى يتسنى التنسيق مع الخارجية الأميركية والبنتاغون لمعرفة ما هو الدور الذي سيلعبة رياض حجاب في قادم الايام وكيف للاردن أن يتصرف مع مسألة لجوئه المفاجئة.
يتضح أن الحكومة غير قادرة على التعامل مع ملفات قادمة وبخاصة في حال اندلاع نزاع اقليمي، وهذا الموقف يذكرنا بموقف احد الحكومات الاردنية ابان حرب العراق ٢٠٠٣ عندما قام وزير الاعلام باغلاق حينها هاتفه ونزلت الحكومة تحت الارض لأنها غير قادرة على التصريح بشيء. حدث هذا عندما كانت عمان تعج بالصحفيين الاجانب والعرب الذين قدموا لتغطية الحرب من عمان.
نقترح أن يتم تدريب الحكومة على اطلاق تصريحات في اوقات الازمة حتى لا يغشانا السيل ونحن ننتظر ماذا يريد العم سام. الى جانب مسألة مهمة متعلقة بتوحيد الموقف الرسمي فلا يجوز ان يؤكد مصدر حكومي او امني للوكالات العالمية خبر وصوله للاردن ويأتي الناطق الرسمي باسم الحكومة لينفيه ، هذا النهج خطير يضعف الثقة اكثر واكثر بالتصريحات الحكومية ويكشف حالة من التشرذم بين صناع القرار فلا نستبعد ان يسرب وزير خارجيتنا معلومات معينة للاعلام العالمي ويضطر الناطق الرسمي للنفي حماية للنهج الذي تم اختياره في التعامل مع الازمة السورية . غياب التنسيق وقت الازمات عواقبه وخيمة جدا ،ففي الوقت الذي تضرب به مصداقية المصدر الرسمي تبحث كل وسيلة اعلام على مصادر بديلة اكثر دقة وعندها نفقد القدرة على الدفاع عن انفسنا ومواقفنا وثوابتنا - عندما كان هناك ثوابت - .