إلى الوزير الرزاز..
جو 24 :
في أول تصريح صحفي له عقب تسلمه مسؤولية وزارة التربية والتعليم، أكد الدكتور عمر الرزاز التزام الوزارة بنهج المؤسسية في العمل التربوي والتعليمي وتحسين نوعية التعليم وضبط جودته والبناء على ما تمّ انجازه خلال الفترة السابقة. وهو التصريح الذي لم نكن نتوقع غيره من الرزاز، لمعرفتنا بمدى حرفيته ومهنيته اداريا وفي كلّ المواقع التي تسلمها.
نعتقد أننا مع الرزاز سنشهد بعض التغييرات الادارية، ولن تكون تلك التغييرات تعسفية بل مهنية تكمل بناء ما بدأه سلفه الدكتور محمد ذنيبات، وهنا واجب علينا أن نقدّم النّصح للرجل الجديد على وزارة التربية والتعليم.
خلال فترة ولاية ذنيبات المتميزة كان التركيز منصبّا على ضبط وتنظيم العمل الاداري للوزارة، وقد نجح الوزير بذلك مستندا على خبرته الادارية الواسعة ومستفيدا أيضا من خبرة أمين عام الوزارة الدكتور سامي السلايطة والذي يعتبر مرجعا في الشؤون الادارية، ونعتقد أن وجود السلايطة إلى جانب الرزاز سيكون أمرا مطمئنا للغاية.
ولعلّ واحدا من أكثر الأمور التي تميّز بها الوزير ذنيبات كانت اطلاعه الدائم على جميع التفاصيل المتعلقة بقطاع التربية والتعليم، وشكاوى الميدان، ومطالب المعلمين، واحتياجات المدارس، ومشكلات الطلبة، وهذا بفضل دائرة اعلامية نشيطة يقودها واحد من أفضل وأكثر الناطقين الاعلاميين كفاءة في الوزارات والمؤسسات الرسمية، والحديث هنا عن الزميل وليد الجلاد والذي أثبت خلال السنوات الأربع الماضية قدرات خارقة في العمل الاعلامي، فلم يكن يتردد باستقبال اسئلة وملاحظات الاعلاميين في كلّ الأيام وفي ساعات متأخرة من الليل أحيانا إن لزم الأمر، ولم يكن يفرّق إن كان اليوم "دوام أو اجازة".
وبالرغم من حفاظ ذنيبات على تلك الكفاءات، غير أنه اتخذ قرارات ادارية كانت مثيرة للجدل، والحديث هنا عن موظفين ومدراء جرى انهاء خدماتهم واحالة بعضهم على الاستيداع لاعتبارات قد لا تكون مهنية، وهذا الملف بحاجة للمراجعة من الوزير الرزاز.
في الحقيقة إننا نتوسّم بالرزاز خيرا، ولا نشكّ في حرصه وقدرته على الارتقاء بواقع التعليم في الأردن، ونعتقد أنه لن يتردد في زيارة كافة مديريات التربية في أنحاء المملكة والاطلاع على واقع العملية التعليمية في مناطق "المحافظات المهمشة" النائية، وبخاصة أطراف "معان، الطفيلة، المفرق، والبوادي"..