الأردن وسوريا الخيارات متعددة.. أسوأها الوقوف متفرجين
طاهر العدوان
جو 24 : تزداد دقة وحساسية الموقع الجغرافي والسياسي للأردن نتيجة التطورات الراهنة والمتوقعة في سوريا، ما يفرض على صانعي القرار في عمان البحث في الخطوات الواجب اتباعها لحماية مصالح الأردن الاستراتيجية في الحاضر وفي المستقبل القريب والبعيد. التطورات المقبلة في دمشق ايا كانت وجهة الرياح فيها ستكون ذات تأثير كبير علينا وان نظرة واحدة الى موقع الأردن الجغرافي تؤكد باننا امام احتمالين: الاول-سقوط النظام وهذا يعني وجود نظام جديد في سوريا لا احد قادرعلى تحديد ملامحه بسبب طبيعة الثورة التي تضم أطيافا واسعة من التيارات والاتجاهات السياسية والعقائدية. الاحتمال الثاني-انتصار الاسد، وحتى ان كان ذلك مستبعدا، فان ( المثلث الشيعي بالمعني الجغرافي والسياسي ) الممتد من طهران الى الضاحية الجنوبية من بيروت، سيشكل طوقا على الأردن يزداد خطورة بوجود الخطر الصهيوني المتربص.
الاحتمال الاول يستدعي البحث في تطوير علاقات ( سياسية ) مع التيارات الرئيسية في الثورة مثل المجلس الوطني وجماعة الاخوان والقوى المنشقة عن النظام، واذا كانت اسطنبول قد قطعت شوطا بعيدا في حضانة وتطوير هذه العلاقات من اجل الحفاظ على مستقبل مصالحها مع من سيحكم جارها الجنوبي، فان دوافع ومصالح الاردن في تامين المستقبل مع الحكم المقبل في الجار الشمالي هي اكثر اهمية وإلحاحا. وهذا يتأتى في تطوير وتعزيز الموقف الأخوي والإنساني تجاه اللاجئين السوريين وإشعار الشعب الشقيق وممثليه بان الأردن يقف الى جانب محنته التي تحيط بها العذابات من كل جهة نتيجة الحملة الوحشية التي يتعرض لها.
اما الاحتمال الثاني ورغم استبعاده مع زيادة الثقة كل يوم بانتصار الثورة فلا يكفي مواجهته في ترديد المقولة بان الأردن لن يكون ساحة لتدخل عسكري اجنبي. انما يتطلب الامر تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية لمواجهة اية ردود فعل شيطانية من قبل النظام خاصة وان العالم لن يقبل تحت جميع الظروف التعامل مع نظام الاسد الذي تقطر أياديه بدماء شعبه، هذا النظام، وفي ( حالة بقائه ) سيكون قلب محور حلف معاد تقوده طهران هدفه تصدير العنف والعمل على تقسيم الأوطان مستعيدا دوره وأساليبه الطائفية في العراق قبل وخلال وبعد الاحتلال، وفي لبنان منذ عام ١٩٨٩.
من مصلحة الأردن ان تنتصر الثورة وان يعود اللاجئون الى ديارهم في اسرع وقت وان يعود الأمن والاستقرار الى سوريا حتى تفتح المنافذ البرية وتبدأ عجلة إعمار ما دمرته آلة حرب الطاغية. والطريق الى تأمين هذه المصالح هو المبادرة في اقامة افضل الجسور والروابط ( واكرر ) السياسية والإنسانية مع التيارات السورية بمختلف مشاربها واتجاهاتها في الخارج وفي الداخل، فهؤلاء إخوة واشقاء من حقهم علينا ان نقف معهم في معاناتهم وصمودهم امام وحشية النظام.
لقد كان الأردن منذ ثورة دمشق وسلطان الأطرش ضد الفرنسيين وخلال جميع الاحداث التاريخية التي شهدتها سوريا الحديثة بما في ذلك حقبة استبداد آل الاسد، مكانا وملاذا آمنا يلجأ اليه الثوار والأحرار والمواطنون العاديون، ما ترك اكبر الاثر في نفوس السوريين على مر العهود من محبة واحترام للأردنيين وملوكهم الهاشميين وهو ما كنا نسمعه في مناسبات كثيرة.
لم يعد الحياد ممكنا في ظل تداعيات ازمة تتوسع حلقاتها وقد جرت الى المنطقة وضعا من الاستقطاب الإقليمي والدولي لم تشهد مثله الا في الفترات الساخنة من حقبة الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، الأردن يقف على حافة البؤرة الملتهبة وخياراته متعددة لكن أسوأها ان يقف متفرجا."الراي"
الاحتمال الاول يستدعي البحث في تطوير علاقات ( سياسية ) مع التيارات الرئيسية في الثورة مثل المجلس الوطني وجماعة الاخوان والقوى المنشقة عن النظام، واذا كانت اسطنبول قد قطعت شوطا بعيدا في حضانة وتطوير هذه العلاقات من اجل الحفاظ على مستقبل مصالحها مع من سيحكم جارها الجنوبي، فان دوافع ومصالح الاردن في تامين المستقبل مع الحكم المقبل في الجار الشمالي هي اكثر اهمية وإلحاحا. وهذا يتأتى في تطوير وتعزيز الموقف الأخوي والإنساني تجاه اللاجئين السوريين وإشعار الشعب الشقيق وممثليه بان الأردن يقف الى جانب محنته التي تحيط بها العذابات من كل جهة نتيجة الحملة الوحشية التي يتعرض لها.
اما الاحتمال الثاني ورغم استبعاده مع زيادة الثقة كل يوم بانتصار الثورة فلا يكفي مواجهته في ترديد المقولة بان الأردن لن يكون ساحة لتدخل عسكري اجنبي. انما يتطلب الامر تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية لمواجهة اية ردود فعل شيطانية من قبل النظام خاصة وان العالم لن يقبل تحت جميع الظروف التعامل مع نظام الاسد الذي تقطر أياديه بدماء شعبه، هذا النظام، وفي ( حالة بقائه ) سيكون قلب محور حلف معاد تقوده طهران هدفه تصدير العنف والعمل على تقسيم الأوطان مستعيدا دوره وأساليبه الطائفية في العراق قبل وخلال وبعد الاحتلال، وفي لبنان منذ عام ١٩٨٩.
من مصلحة الأردن ان تنتصر الثورة وان يعود اللاجئون الى ديارهم في اسرع وقت وان يعود الأمن والاستقرار الى سوريا حتى تفتح المنافذ البرية وتبدأ عجلة إعمار ما دمرته آلة حرب الطاغية. والطريق الى تأمين هذه المصالح هو المبادرة في اقامة افضل الجسور والروابط ( واكرر ) السياسية والإنسانية مع التيارات السورية بمختلف مشاربها واتجاهاتها في الخارج وفي الداخل، فهؤلاء إخوة واشقاء من حقهم علينا ان نقف معهم في معاناتهم وصمودهم امام وحشية النظام.
لقد كان الأردن منذ ثورة دمشق وسلطان الأطرش ضد الفرنسيين وخلال جميع الاحداث التاريخية التي شهدتها سوريا الحديثة بما في ذلك حقبة استبداد آل الاسد، مكانا وملاذا آمنا يلجأ اليه الثوار والأحرار والمواطنون العاديون، ما ترك اكبر الاثر في نفوس السوريين على مر العهود من محبة واحترام للأردنيين وملوكهم الهاشميين وهو ما كنا نسمعه في مناسبات كثيرة.
لم يعد الحياد ممكنا في ظل تداعيات ازمة تتوسع حلقاتها وقد جرت الى المنطقة وضعا من الاستقطاب الإقليمي والدولي لم تشهد مثله الا في الفترات الساخنة من حقبة الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، الأردن يقف على حافة البؤرة الملتهبة وخياراته متعددة لكن أسوأها ان يقف متفرجا."الراي"