jo24_banner
jo24_banner

"الاعتراف" بالدولة الفلسطينيّة.. "شروال" أوروبي بلا "دكّة"

الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة.. شروال أوروبي بلا دكّة
جو 24 :

تامر خرمه- لا يمكنك الرهان على "شروال بلا دكّة" فـ "الدكّة" هي ما يحفظ لـ "الشروال" هيبته، وتجعله مثبّتا على خاصرتك، وتحول دون أن "يسحل".

"شروال بلا دكّة".. هو تماما ما يمكن أن نصف به الاتّحاد الأوروبي، الذي يراهن عليه البعض في ستر عورة الشرق الأوسط، عبر "الاعتراف" بالدولة الفلسطينيّة.

العورة الفاضحة التي تخدش الضمير هي وجود "اسرائيل".. تلك الظاهرة الغوغائيّة التي اقتحمت عالم الانطولوجيا دون منطق، وما مزاعم "الاعتراف" بدولة فلسطين سوى محاولة لستر هذه العورة، وتبرير وجودها، ولا يمكن اعتبار ذلك في مصلحة القضيّة الفلسطينية بأيّ شكل من الأشكال.

لقد افترض العالم أن وجود "اسرائيل" بات مسألة منتهية، والنقاش يدور الآن حول "الاعتراف" بفلسطين، قلب عجيب للمعادلة، بل ربّما هو نتيجة طبيعيّة لارتداء "شروال" الغرب عديم "الدكّة".

أوّلا ليست القضيّة مسألة دولة، بل هي قضيّة شعب يناضل من أجل تحرير.. تحرير الأرض الفلسطينيّة وكنس الاحتلال، وهذا يعني زوال الكيان الصهيونيّ قبل أيّ شيء آخر، وعودة كلّ لاجئ دون استثناء.

هذا ما عبّر عنه صراحة النائب البريطاني جورج غلاوي، ردّا على "اعتراف" برلمان بلاده بالدولة الفلسطينية، حيث قال آنذاك: " لن أعترف بـ 'اسرائيل' حتّى يحصل كلّ فلسطينيّ على حقّ العودة، ويصبح كلّ يهودي، ومسيحي، ومسلم، مواطنين سواسية في دولة واحدة". الأصل هو الطعن في "الاعتراف" بما يسمّى بـ "دولة اسرائيل" المغروسة بالمشرق العربي، وهي ما يمكن اللإشارة إليه باختصار بـ ISIL، وليس طرح حقّ الشعب العربي على طاولة نقاش القارّة العجوز.

"وبعدين" لحظة، أيّة "دولة" يتحدّث عنها اتّحاد الامبراطوريّة الألمانيّة التي حقّقت حلم أدولف هتلر، عبر استعمارها الاقتصادي؟! أهي تلك الأراضي المعزولة عن العالم بجدار "الابرتهايد" ؟! ألا يخجل هذا الغرب من الاستمرار بتكريس العنصريّة، بعد كلّ ما اقترفه من جرائم قبّحت وجه الإنسانيّة ؟!

جزر متناثرة لسلطة مشيّدة في ظلّ الاحتلال، وتعتمد في وجودها على مساعدات "اليورو"، التي تشترط موافقة المحتلّ قبل بلوغها خزائن رام الله، فهو الآمر الناهي والمانح المانع !! هل هذا ما تسمّونه دولة ؟!

مجرّد الحديث عن "دولة" في ظلّ بقاء الاحتلال، مسألة لا يمكن وصفها سوى بالخيانة، أمّا مهاترات الرهان على الغرب –الذي خلق ما يدعى بدولة "اسرائيل"- فهي السخف بعينه.

وفي النهاية فإن حمّى "الاعترافات" الأوروبيّة التي طفت على المشهد مؤخّراً، لا يمكن قراءتها بمعزل عن التطوّرات الإقليميّة، التي يتزامن معها الترويج لما يسمّى بـ "الحلَ النهائي" و"يهوديّة الدولة".. أبعاد هذه الحمّى تتجاوز في خطورتها محاولة تصفية القضيّة الفلسطينيّة، إلى سعار يستهدف الوجود العربي بأسره. "شروال" الرهان على الغرب "سحل" من زمان، والمقاومة أثبتت وجودها كطريق وحيد للعودة والتحرير.

تابعو الأردن 24 على google news