2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أزمة "عرسان" .. في غزة

أزمة عرسان .. في غزة
جو 24 : ضمن تسلسل وتتالي الأزمات على قطاع غزة ، بدأت مشكلة حقيقة وأزمة جديدة تطفو على الوجه ، ألا وهي انخفاض نسبة الزواج وارتفاع نسبة الطلاق بشكل ملحوظ ، فإذا ما دَرستَ هذه الأزمة بشكل تحليلي ستكتشف أنها نتاج طبيعي لكل الأزمات التي يمر بها القطاع .

فما إن ينتهي الشاب الغزي من دراسته، يبدأ بمعركة الحصول على وظيفة أو حتى فرصة عمل مؤقتة .

|تمر السنوات دون أن يُفلح بذلك ليصبح بالعمر المناسب ليبدأ بمعركة أخرى ألا وهي " معركة لم الشمل "أي الزواج ، فيجد نفسه مطالب بوظيفة ، بيت مستقل، أثاث منزلي ، راتب منتظم ، تكاليف خطوبة زواج ، مهر، وذهبٍ ، و في غالب الأحيان لا يملك من ذلك شيء كأعزل يقف في مهب الريح .. فيبدأ بالإدمان على الترامادول ! .

أما بالنسبة للفتاة الغزية ففي حال كانت تمتلك عائلة متفهمة تسمح لها بإكمال دراستها وخوض غمار العمل ، ستمر بها السنوات في انتظار فارس الأحلام، ذلك الرجل الذي سيحقق لها كل أمنياتها فيصنع لها ذلك الزفاف الأسطوري والفستان الأبيض المرصع باللآلئ ، والبيت الجميل الدافئ الذي ستسكنه وحدها وتكون الآمر والناهي فيه ، هذا عدا عن راتبه الذي سيبقيها ملكة مدللة مدا العمر . ووسط تلك الأحلام يمر بها العمر سريعاً ويزداد الضغط العائلي عليها وتسوء الاوضاع الأقتصادية أكثرلتجبرها على التنازل عن تلك الاحلام شيئاً فشيئاً .

التقت " دنيا الوطن " بسماحة الشيخ الدكتور حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي للوقوف على الموضوع ، ليظهر لنا أن نسبة الطلاق في عام 2014 هي الأعلى مقارنة مع الخمس سنوات الماضية حيث وصلت عدد حالات الطلاق إلى 2627 حالة ، وبنسبة 16.3% مقارنة بالزواج .

أما بالنسبة للزواج فأوضح سماحة الشيخ الجوجو أنه في عام 2014 كان هناك 16128 حالة زواج ، مقارنة بالعام الذي يسبقه عام 2013 الذي كان فيه 17359 حالة زواج ، ويتضح من تلك الأعداد أن هناك 1231 حالة زواج نقصت عن العام السابق .
وأضاف الجوجو "من المقلق تراجع أعداد الزواج وهو بمعنى آخر عزوف الشباب الفلسطيني عن الزواج " .

أماني هي إحدى أولئك اللواتي لم يَحلُمن بأكثر من زوج يحمل أدنى مقومات الحياة ، ليس لأنها لا تمتلك تلك المواصفات التي يحلم بها أي شاب ، فهي فتاة جامعيةٌ ، متفوقةٌ ، جميلةٌ ، ومن عائلة محترمةٍ

لكن كل تلك المواصفات في غزة لم تؤهلها لأن تحظى بعريس مناسب لها ، فارتبطت بشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعمر عقلي لا يتجاوز الخمس سنوات فهو متخلفٌ عقليٌ .

وعند سؤال " دنيا الوطن " لها عن الأسباب التي دفعتها لقبول هذا الزواج غير متوازن الأطراف تجيب" أنا من منطقة متخلفة في التفكير ، ف وصولي لعمر الثلاثين بالنسبة لهم يعني أنني " عانس " حسب قولهم ، ويجب أن أرضى بأي شخص المهم السترة ، كما أن عائلتي فقيرة جداً وعائلة زوجي يمكنها أن تسد حاجتي من كافة أمور الحياة المادية " .

ويختلف الأمر قليلاً عند دكتورة مها التي لم تحظَ بعد بزوجٍ مناسب لها وقد بلغت من العمر 26 عاماً ، فهي على أمل أن تكون السنين القادمة قادرة على حمل الزوج المناسب لها كدكتورة مميزة تملك من الجمال ما لا تمتلكه الكثيرات ، ومستواها لا يسمح لها بأن تتنازل عن تلك الأحلام التي لطالما تراءت لها . والحالات التي تتقدم لها كفيلة بأن تطمس صفحة أحلامها ويزداد الحال سوءاً بعد الحرب الأخيرة على غزة .

وأضافت مها " سأنتظر الزوج المناسب لي برغم الضغط المجتمعي والعائلي الهائل الذي يقع على كاهلي حتى إن طال الانتظار " .

أما بالنسبة للأسباب التي تقف وراء عزوف الشباب الغزي عن الزواج وتأخر سن الزواج لدى الفتيات ، فمن وجهة نظر سماحة الشيخ حسن الجوجو فقد أجملها في الحالة الاقتصادية المتدهورة والعدوان الأخير على قطاع غزة والذي كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير ، فهناك آلاف المساكن المهدومة ، ومصادر الرزق المختلفة المدمرة وذلك كله أثر على الوضع الاقتصادي الغزي وغير نمطت الحياة .

وأضاف الجوجو " حتى إن كان المال موجود ، فان القدرة على وجود مسكن ومواد للبناء هي غير موجودة، الأمر الذي يجبرهم على قبول العيش في عائلة ممتدة مع أهل الزوج وهذا بدوره يسلب الفتاة حق من حقوقها في الإستقرار والاستقلالية " .

ويبقى لسان حال الغزية هل أرضخ لتلك الضغوطات المجتمعية والأفكار الرجعية وأقبل بالوضع القائم والزوج غير المناسب الذي قد يرضى الجميع إلا أنا ، أم أبقى أسيرة لأحلامي التي قد تسلبني الحق بالزواج والإستقرار والأمومة .
دنيا الوطن

تابعو الأردن 24 على google news