اللعب بالدم !!
حالة من اللامبالاة والتراخي عبرت عن نفسها في تعاطي "الأمن العام" مع المشاجرات الواسعة التي نشبت مؤخرا في عدة مناطق في المملكة، لا سيما مشاجرتيّ "النظيف" و"النصر"، حيث تأخرت قوات الامن عن الوصول إلى مكان المشاجرتين، كما لم تقم الأجهزة المعنية بمحاسبة مثيري مثل هذه التجاوزات التي تهدد الأمن المجتمعي.
وعلى خلاف الطريقة التي تتعامل بها الاجهزة الأمنية مع الحراكات السلمية المطالبة بالإصلاح السياسي، عمدت هذه الاجهزة الى التعامل بشكل من عدم الاكتراث مع المشاجرات الواسعة التي نشبت إثر تمادي أرباب السوابق في اعتداءاتهم على المواطنين.
ترى.. هل يكون الهدف من وراء مثل هذا التجاهل المتعمد إقناع الناس بضرورة استخدام "الامن الخشن" تمهيدا لفرض "القبضة الامنية" على نشطاء الحراك السياسي ؟!
إذا كانت هذه هي العقلية التي تستند إليها السلطة التنفيذية في التعامل مع استحقاقات المرحلة، فإنه لا يمكن التنبؤ سوى بالأسوأ، حيث سيدفع الوطن ثمن مثل هذه التوجهات.
الخلط بين الحراك السلمي والمشاجرات ذات الأبعاد الجهوية والمناطقية يبدو واضحا في هذه السياسات التي عبر عنها التعاطي الأمني غير المدروس وغير الحرفي مع العديد من الحوادث، ناهيك عن التصريحات غير المبررة التي تضمنت مصطلحات غريبة مثل "عصابة الأشرار" وما إلى ذلك من مصطلحات ومفاهيم.
كما ان الإصرار على التغاضي عن مظاهر العنف المجتمعي لحمل الناس على الاستنجاد بـ "الأمن الخشن" يدلل على عدم اكتراث أصحاب هذه التوجهات للمصلحة الوطنية العليا.
المغامرة بمصلحة الوطن عبرت عن نفسها أيضا عبر لجوء بعض الاجهزة إلى تسليط مجموعات من "البلطجية" على نشطاء الحراك، حتى وصل الأمر إلى تمادي ارباب السوابق في تجاوزاتهم التي قد تطال الدولة نفسها في حال تم الاستمرار في إزكاء عدوانهم.
هذه المغامرة بمصلحة الوطن عبرت عنها حادثة الخميس حيث اوحت عقلية المغامرة لإدارة مصنع المناصير بجلب عدد من انصارها لتفريق المعتصمين على مدخل المصنع، حيث قام "بلطجية" المصنع بإطلاق النار على المعتصمين، قبل أن يرد الاهالي على إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل شخصين ووقوع خمسة إصابات خطرة.
وسائل الإعلام كانت قد حذرت مرارا من اللجوء إلى استخدام "البلطجية" في الاعتداء على نشطاء الحراك الشعبي، حيث أن من شان هذا السلوك ان يقود إلى تفاقم ظاهرة البلطجة، وتمكين شريحة تعمل مستقبلا على تهديد الدولة بعد أن تحالفت معها في وقت سابق.