jo24_banner
jo24_banner

ملك شعب يتحدث عن زعيم طائفة

ماهر أبو طير
جو 24 : لا تقرأ منذ ان دبت الفوضى في سورية، رؤية عميقة جدا، لما يجري في الشام، مثل تلك الرؤية التحليلية القائمة على الاستبصار السياسي في مقابلة الملك الاخيرة، وهي رؤية تقرأ المشهد من عدة زوايا، وتتسم ايضا بالجرأة.

بصراحة شديدة، دون تبريرات لمنسوب الصراحة، يقول ان بشار الاسد رهينة للنظام الحاكم، ولمليوني علوي، وانه من معرفته بشخصية الاسد، فلا مانع عنده من مواصلة هذه الحرب في سورية لاعوام اضافية.

يُحذر الملك بشدة من اربعة سيناريوهات في سورية، الاول التقسيم، واقامة دولة علوية مصغرة، والثاني انفلات مخزون السلاح الكيماوي ووقوعه في يد آخرين، والثالث استمرار الاسد في هذه الحرب، والرابع اخذ سورية الى حرب اهلية شاملة.

الملك كان صريحاً جداً، اذ لم يتأثر بالانطباعات، فقد اقر ان النظام السوري اقوى بكثير من المعارضة، وهذا يعني ان المعركة متواصلة، خصوصاً، ان الاسد لا مشكلة لديه في استمرار القتل والقصف.

اذ تسمع هذا الكلام، تتذكر من زاوية ثانية، إرث الدولة الاردنية في التعامل مع الناس هنا، فالدولة الاردنية ليست دموية، ولم يُسجَّل في تاريخها مذابح قتلت عشرات الالاف، ولا هتك لحرمات البيوت ولا تشريد مئات الاف البشر.

قد لا تصح المطابقة، ولا المقارنة، لكننا نتطلع ايضا الى كل تجارب الربيع العربي في ليبيا ومصر واليمن وتونس وسورية وغيرها من دول، ونرى ان مئات الالاف من العرب قتلوا من انظمتهم الحاكمة، فتتمنى لهذا البلد الاستقرار امام رؤية ما يحدث عند الاخرين.

الذي يقوله الملك عن نظام الاسد المستعد لقتل عشرات الالاف من شعبه، لان القرار ليس قراره، والامر ليس امره، لانه رهينة للنظام العلوي الحاكم، تشخيص دقيق جداً، وكل السيناريوهات التي يطرحها الملك حول سورية اخطر من بعضها البعض.

يسأل الملك في مقابلته عمَّا اذا كان بشار الاسد يشعر انه رئيس فقط لطائفة، اي مليونين ونصف مليون علوي ويقاتل لاجل طائفته، التي قد تضطر للتحوصل في جيب جغرافي.

ما وراء الكلام، يقول ان زعماء الدول حين يصبحون زعماء لطائفة واحدة، او يدافعون عن مصالح مذهب او فئة او عرق، يخسرون مواقعهم ضمنيا، ومقابل هذه الصيغة التي تأخذ سورية نحو الانهيار، فان التماسك يكون بتمثيل الاسد لكل السوريين، لا لطائفة محددة.

كل السيناريوهات التي يطرحها الملك، مرعبة، ولا تجد الا اقل الشرور، وهكذا فإن ذات الملك لا يرى في فكرة «جرائم الحرب» المطروحة ضد الاسد عنواناً حالياً ملائماً، بقدر مغادرته ووقف هذه المذبحة، ومنع تفكك سورية وتقسيمها."الدستور"
تابعو الأردن 24 على google news