الشوبكي يكتب: الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها

جو 24 : الامن الوطني والسلم الأهلي الذي ننعم به في الاردن هو هبة من هبات الله عز وجل ويستند في بعض اسبابه الى وحدتنا الشعبية والى وعي المواطن الاردني بضرورته واستدامته والحفاظ عليه في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي يمر بها وطننا وما يجري في محيطنا الملتهب من حرب واقتتال وسفك دماء ودمار.

وللحفاظ على هذه الميزة وشكر هذه النعمة فانه من واجبنا افرادا وجماعات حكومة واجهزة ونوابا واعيانا وشيوخا ودعاة وقادة فكر ورأي واحزابا ومؤسسات العمل على تقوية جبهتنا الداخلية ورص الصفوف ونبذ وتلافي الخلافات ودرء ومنع وقوع النزاعات والابتعاد عن مواطن الفرقة والاختلافات وتأخير وتأجيل البحث في بعض الشبهات والاجتهادات التي من شأنها احداث الشرخ في جسم الوطن او في اي جزء منه او في اي مكون من مكوناته فليس من مصلحة الوطن ولا من مصلحة الدولة ان يتخاصم مواطنان ولا ان تختلف عشيرتان او ان يتشظى فريق او مجموعة. لذا، فان الشرخ الذي اصاب جماعة الاخوان المسلمين هو شرخ في جسم الوطن على الجميع تداركه ومعالجته قبل ان يتسع ويستغله اعداؤنا وهم كثر، ويأخذ بالتالي ابعادا نحن في غنى عنها قد تمس نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية وعلى الحكومة ان تتدخل بالخير لحل الخلاف وان تعالج الأمر بحكمة واضعة نصب عينها مصلحة الوطن العليا وان تجمع الفرقاء لرأب الصدع وأن تكون حكما نزيها وأن لا تنظر الى مايجري من زاوية ضيقة تفاقم المشكلة وتوسع الهوة وان لا تستصغر الامر فمعظم النار من مستصغر الشرر.

إن ترخيص جمعية جديدة للمنشطرين عن جماعة الاخوان المسلمين باسم جمعية الاخوان المسلمين من قبل الحكومة، واستمرار اعترافها بجماعة الاخوان المسلمين كجماعة سياسية وعدم تغير موقف الحكومة منها كما نقله مسؤولو الجماعة عن رئيس الوزراء بعد اجتماعهم به هو باعتقادي لعب على الحبال وموقف بوجهين من شأنه ان يحدث فتنة مركبة قد تفضي الى خلافات كبيرة في الجماعة وفي حزب جبهة العمل الاسلامي وفي مساجدنا وفي مدننا وقرانا ومدارسنا وجامعاتنا ،لست من الاخوان المسلمين ولي تحفظات على عملهم، لكن الاخوان مكون سياسي واجتماعي له تأثيره وأثره وفعله على ارض الواقع في بلدنا منذ نشأة المملكة وللاخوان متعاطفون ومؤيدون كثر وانقسامهم مع الاخوان مع هؤلاء او اولئك انقسام في جسم المجتمع وخطر عليه واضعاف له ربما يستغل من بعض المتربصين بالوطن سوءا ويسلكون به مسالك مظلمة ويذهبون به مذاهب شتى ويأخذونه الى ابعاد قد تكون جهوية او أقليمية وحينئذ تصعب المعالجة ويكون الاوان قد فات فلنتق الله بالوطن فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.