سنين الغلال وحكومات المحل
النائب د. عساف الشوبكي
جو 24 :
الحمد لله على نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، الحمد والشكر لله على هذا الخير المائي الوفير ، وهذا الغيث العميم ، مثل هذه المواسم والسنوات كان يسمها اجدادنا وآباؤنا زمان ( سنين الغلال ) وسنين الخير ، وكانوا يستثمرون ويديرون المياه أحسن إستثمار وأفضل إدارة، وكانوا يحرثون ارضهم ، ويخزّنون المياه في آبار الجمع وتكفيهم في الصيف و(القيض) وتكفي حلالهم ولا يحتاجون سلطة مياه ولا أي سلطة أخرى. وكانت وطاتهم لهم ويزرعون قمحاً وشعيراً وعدساً و(مقاثي) ، وكان خبزهم من ارضهم، وطعامهم من إنتاجهم ومن غلالهم ومحاصيلهم ومن مواشيهم ، وكانوا مبسوطين و(مكيفين) ومكفيين حالهم وعيالهم ودوابهم، وكانوا كرماء وأجواد وأُصلاء، وكان شيوخهم شيوخ (بحق وحقيقة)أصليين مش (تقليد) ،
ولم يكونوا متعثرين ولم يكن وطنهم مديوناً ولا باعوا فوسفاتهم وبوتاسهم ومطارهم وميناءهم ولا كثيراً من مقدراته .
لكن للأسف (حكومات المحل) الآن التي إبتلى بها الأردنيون عاجزةٌ عن الإستفادة من مياه الأمطار وتخزينها وإدارتها ولذلك تُقطعُ المياه عن عديد من المناطق وكثيراً من المواطنين في مختلف محافظات المملكة في فصل الصيف وشحّدت هذه الحكومات الناس الملح ، وفي عهدها الآخير أصبحت الأردنيات الغانمات غارمات يُحبسن ويُسجن ويهانن ، وباع الأردنيون الكرماء وطاتهم لسد ديونهم وتأمين احتياجاتهم وتعليم ابنائهم .
وحولت حكومات القحط سنين غلال الأردنيين الى سنين محل والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.