الرئاسة «الإخوانية» تحت الأنظار
طاهر العدوان
جو 24 : بعض المراقبين وصفوا تغيير قادة المجلس العسكري المفاجئة بانها متوقعة وتأتي في اطار صلاحياته، آخرون وصفوها بالانقلاب على الطنطاوي وعنان. غير ان مؤشرات كثيرة قبل وبعد القرار الرئاسي ترجح الصفة الانقلابية على قرارات الرئيس محمد مرسي. وان المخاوف تتضاعف كل يوم من تنامي نزعة الحكم الشمولي في مصر لكن تحت اعلام الحزب الواحد هذه المرة بعد ان حكمت الجمهورية الاولى مصر لمدة ٦٠ عاما تحت اعلام المؤسسة العسكرية.
من هذه المؤشرات:
١- تشكيلة الحكومة الجديدة التي أعطيت طابع التكنوقراط شكلا لكنها في الجوهر تخدم استراتيجية جماعة الاخوان في السيطرة على المجتمع، فلقد شغل اعضاء حزب مرسي ( الحرية والعدالة ) وزارات التعليم والقوى العاملة والشباب والإعلام والشؤون الاجتماعية ولكل هذا دلالاته ومؤشراته.
٢- المواجهة مع الاعلام بأساليب القمع مثل إغلاق فضائية الفراعين وصحيفة الدستور وإحالة إعلاميين الى المحاكم بتهمة إهانة الرئيس وهو سيف مشهر ضد حرية الاعلام، ومن يعرف مصر وإعلامها منذ عهد السادات ومن بعده مبارك يستغرب قرارات مرسي ويستغرب اكثر سكوت جماعة الاخوان عليها او السكوت على ممارسات أنصارها الذين اعتدوا على الصحفيين وسياراتهم. لم يفعل مبارك مثل هذا، وعندما أحال الصحفي ابراهيم عيسى الى القضاء بتهمة الإساءة للرئيس قامت الدنيا ولم تقعد واجبر على اصدار عفو عنه. لقد كتب الشاعر المناضل احمد فؤاد نجم في مبارك وعائلته قصائد من الهجاء ما لم يقلها جرير في الفرزدق ومع ذلك لم نر مبارك يزجه في السجن ولا أغلقت الفضائية التي منحته برنامجا يقدمه على الهواء، والأمر نفسه ينسحب على حمدي قنديل وبرامجه القاسية في نقد مبارك وعلى رؤساء تحرير كل من صحف الوفد والعربي والمصري اليوم الخ.الاعلام المصري المعارض، المرئي والمكتوب والالكتروني هو الذي مهد للثورة وليس مقرات الاحزاب.
كل مصري وعربي يعرف بان أعمدة ثورة ٢٥ يناير ثلاثة ( شباب مصر غير المنتمين لأي حزب وهم الذين اطلقوا شرارة الثورة وكانوا وقودها، وجماعة الاخوان التي التحقت بالثورة بعد ٢٨ يناير، ثم المجلس العسكري الذي وفر الحماية الأمنية لميدان التحرير ولم تتلوث أياديه بدماء شعبه كما يفعل اليوم جيش الاسد ) لقد ظهرت خلافات وانقسامات بين هذه الأطراف الثلاثة منذ اليوم الاول لسقوط مبارك، لكنها ظلت في اطار التجاذب وإعلان المواقف غير ان هذا منطقي وضروري لمستقبل مصر في مرحلة مخاض انتقالية تسبق وضع دستور دائم يكتبه كل المصريين، الأقلية والأكثرية، اذا ما اريد لمصر ان تدفن الى الابد الروح الفرعونية والحزب القائد من خلال اقامة دولة مدنية ديموقراطية.
لقد بدت الرئاسة الإخوانية في قراراتها الاخيرة وكانها ضاقت ذرعا من الانتظار وبأنها تريد من ال ٥١ بالمئة التي حصلت عليها في الانتخابات ان تكون فرصة تاريخية من اجل الغاء الخيارات الاخرى واجهاض كل التحولات المقبلة التي تندفع تحت سطح ثورة ٢٥ يناير. وكان على الحكماء من الاخوان ان يستندوا في الوصول الى السلطة بروح الثورة وبشرعية المنافسة والمشاركة لا بالمغالبة واستغلال الفرص.
ما يجري في مصر ليس شانا داخليا انما شان عربي بامتياز لما لموقعها من مكانة كبيرة في تحديد المسارات التاريخية والتأثير على وعي الشعوب العربية، لهذا فان للرئاسة الإخوانية وقراراتها ( الموقف من حصار غزة على سبيل المثال ) تأثيرا كبيرا على مستقبل التيارات الاسلامية في كل بلد وهي في طريقها للتحول الى قوة سياسية تصل الى البرلمانات وكراسي الحكم. فالربيع العربي انطلق من اجل الحرية والكرامة وليس من اجل جماعة او حزب، من اجل حرية الاختيار والتعددية وتبادل السلطة في دولة مدنية ديموقراطية وليس لتنصيب ( فراعين جدد)."الراي"
من هذه المؤشرات:
١- تشكيلة الحكومة الجديدة التي أعطيت طابع التكنوقراط شكلا لكنها في الجوهر تخدم استراتيجية جماعة الاخوان في السيطرة على المجتمع، فلقد شغل اعضاء حزب مرسي ( الحرية والعدالة ) وزارات التعليم والقوى العاملة والشباب والإعلام والشؤون الاجتماعية ولكل هذا دلالاته ومؤشراته.
٢- المواجهة مع الاعلام بأساليب القمع مثل إغلاق فضائية الفراعين وصحيفة الدستور وإحالة إعلاميين الى المحاكم بتهمة إهانة الرئيس وهو سيف مشهر ضد حرية الاعلام، ومن يعرف مصر وإعلامها منذ عهد السادات ومن بعده مبارك يستغرب قرارات مرسي ويستغرب اكثر سكوت جماعة الاخوان عليها او السكوت على ممارسات أنصارها الذين اعتدوا على الصحفيين وسياراتهم. لم يفعل مبارك مثل هذا، وعندما أحال الصحفي ابراهيم عيسى الى القضاء بتهمة الإساءة للرئيس قامت الدنيا ولم تقعد واجبر على اصدار عفو عنه. لقد كتب الشاعر المناضل احمد فؤاد نجم في مبارك وعائلته قصائد من الهجاء ما لم يقلها جرير في الفرزدق ومع ذلك لم نر مبارك يزجه في السجن ولا أغلقت الفضائية التي منحته برنامجا يقدمه على الهواء، والأمر نفسه ينسحب على حمدي قنديل وبرامجه القاسية في نقد مبارك وعلى رؤساء تحرير كل من صحف الوفد والعربي والمصري اليوم الخ.الاعلام المصري المعارض، المرئي والمكتوب والالكتروني هو الذي مهد للثورة وليس مقرات الاحزاب.
كل مصري وعربي يعرف بان أعمدة ثورة ٢٥ يناير ثلاثة ( شباب مصر غير المنتمين لأي حزب وهم الذين اطلقوا شرارة الثورة وكانوا وقودها، وجماعة الاخوان التي التحقت بالثورة بعد ٢٨ يناير، ثم المجلس العسكري الذي وفر الحماية الأمنية لميدان التحرير ولم تتلوث أياديه بدماء شعبه كما يفعل اليوم جيش الاسد ) لقد ظهرت خلافات وانقسامات بين هذه الأطراف الثلاثة منذ اليوم الاول لسقوط مبارك، لكنها ظلت في اطار التجاذب وإعلان المواقف غير ان هذا منطقي وضروري لمستقبل مصر في مرحلة مخاض انتقالية تسبق وضع دستور دائم يكتبه كل المصريين، الأقلية والأكثرية، اذا ما اريد لمصر ان تدفن الى الابد الروح الفرعونية والحزب القائد من خلال اقامة دولة مدنية ديموقراطية.
لقد بدت الرئاسة الإخوانية في قراراتها الاخيرة وكانها ضاقت ذرعا من الانتظار وبأنها تريد من ال ٥١ بالمئة التي حصلت عليها في الانتخابات ان تكون فرصة تاريخية من اجل الغاء الخيارات الاخرى واجهاض كل التحولات المقبلة التي تندفع تحت سطح ثورة ٢٥ يناير. وكان على الحكماء من الاخوان ان يستندوا في الوصول الى السلطة بروح الثورة وبشرعية المنافسة والمشاركة لا بالمغالبة واستغلال الفرص.
ما يجري في مصر ليس شانا داخليا انما شان عربي بامتياز لما لموقعها من مكانة كبيرة في تحديد المسارات التاريخية والتأثير على وعي الشعوب العربية، لهذا فان للرئاسة الإخوانية وقراراتها ( الموقف من حصار غزة على سبيل المثال ) تأثيرا كبيرا على مستقبل التيارات الاسلامية في كل بلد وهي في طريقها للتحول الى قوة سياسية تصل الى البرلمانات وكراسي الحكم. فالربيع العربي انطلق من اجل الحرية والكرامة وليس من اجل جماعة او حزب، من اجل حرية الاختيار والتعددية وتبادل السلطة في دولة مدنية ديموقراطية وليس لتنصيب ( فراعين جدد)."الراي"