الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول إيران
لميس أندوني
جو 24 : فيما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بقرب توجيه ضربة عسكرية إلى إيران تحاول الإدارة الأمريكية تهدئة إسرائيل لتجنب ما تراه خطوة ستضر بالمصالح وحتى بالاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
إسرائيل ، كما تسعى إلى موافقة ضمنية، وليس بالضرورة علنية، أمريكية تتيح لها شن عملية محدودة لضرب القدرات النووية الإيرانية، لكن واشنطن تخشى من رد فعل عكسية تعيد تحشيد الرأي العالم العربي، وبالتالي تحرج الحكام القدامى والجدد، ضد إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
فكرة الدخول في حرب ضد إيران خلال الحملة انتخابات الأمريكية صعبة القبول والتنفيذ أمريكيا، ولكن هناك محاولة واضحة من إسرائيل لإحراج الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتخلي عما يراه الإسرائيليون، واليمينيون، خاصة وليس حصراً، في الحزب الجمهوري ، من تردد البيت الأبيض عن تبني خطوة حاسمة ضد إيران.
الرئيس أوباما حاول احتواء الغضب الإسرائيلي، أولاً، بالتوقيع على قانون معاهدة تدعيم التعاون الأمني الأمريكي الإسرائيلي، وثانياً بتشديد وتوسيع المقاطعة الاقتصادية ضد إيران.
لكن إسرائيل اعتبرت كلا من المعاهدة والعقوبات الاقتصادية غير كافية لردع الخطر النووي الإيراني، وتصر على حقها باتخاذ الخطوات التي تراها ضرورية لحماية "أمنها ووجودها".
الفرق بين الموقف الإسرائيلي والأمريكي ليس في الهدف بل على الآليات: فواشنطن تقول أن العقوبات لم تستنفد مفعولها وفاعليته بعد، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العقوبات قد فشلت ويجب الانتقال إلى مرحلة أخرى من المواجهة مع إيران.
لذا نرى تضارباً في التصريحات والتقديرات الأمريكية والإسرائيلية حول مدى تقدم البرنامج النووي الإيراني، فالإسرائيليون يصرون على أن إيران أصبحت قاب قوسين من إنتاج القنبلة النووية، بينما إدارة اوباما تصر على أن مثل هذا الخطر ليس بقريب.
قائد الأركان الأمريكي مارتين ديمبسي حاول حسم الجدل بإعلانه أن الضربة العسكرية الإسرائيلية لن تنجح في أكثر من "تأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني ولكنها لن تنجح في تدميره" في رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن أمريكا لن أو لا تستطيع الموافقة، على خطوة إسرائيلية منفردة".
الخلاف بين أمريكا وإسرائيل هو مؤشر على قلق إسرائيل من الاحتمالات المفتوحة للتغيير في العالم العربي، سواء في بلاد الثورات أو غيرها،والأهم من ذلك ما يبدو عن عدم ثقتها من أن تتمكن واشنطن من السيطرة على مسار التطورات وعلى وجه الخصوص في مصر وسورية.
مدى القلق الإسرائيلي، مما تراه حالة عدم اليقين في المنطقة، كشف عنه بوضوح ايليوت ابرامز، احد كبار المحافظين الجدد، بقوله إن إسرائيل ليست متأكدة من تأثير تداعيات انهيار النظام السوري على أمنها، وإن كانت لا تريد استمراره، ولا من وعود الرئيس محمود مرسي باحترام معاهدة كامب دايفيد، بسبب شكوكها في نوايا الإخوان المسلمين، ولأن النظام السياسي المصري مرشح لتغييرات لا تستطيع التنبؤ بها.
بالتالي فإن على إسرائيل أخذ زمام الأمور بيدها؛ فالموقف الأمريكي بعد الثورات العربية، وإن لم تتغير أهدافه مضطر للتحرك بحذر ، حتى يظهر، ولو نفاقاً، وكأنه يحترم إرادة الشعوب العربية، وبناء عليه فاستعجال إسرائيل، وتهورها، قد يقوض السياسة الأمريكية، الهادفة إلى التأثير بأنظمة الحكم الجديدة، والتدخل بشؤونها ، من باب الحرص على الخيار الديمقراطي وعلى تطويره.
أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد طهران، ستربك التحرك الأمريكي "الناعم" المظهر العدائي الجوهر في العالم العربي، إضافة إلى أن الضربة، قد تنقل التحشيد ضد النظام في سورية إلى تحشيد ضد إسرائيل.
المرجح أن تسعى أمريكا إلى منع إسرائيل من ضرب إيران، إذ أنه وأن أتفق الشريكان على هدف جعل إيران "الخطر الرئيس" في المنطقة ، فإن واشنطن على قناعة بأن "كبح جماح" إسرائيل ضروري للمصلحة الإستراتيجية للطرفين معاً."العرب اليوم"
إسرائيل ، كما تسعى إلى موافقة ضمنية، وليس بالضرورة علنية، أمريكية تتيح لها شن عملية محدودة لضرب القدرات النووية الإيرانية، لكن واشنطن تخشى من رد فعل عكسية تعيد تحشيد الرأي العالم العربي، وبالتالي تحرج الحكام القدامى والجدد، ضد إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
فكرة الدخول في حرب ضد إيران خلال الحملة انتخابات الأمريكية صعبة القبول والتنفيذ أمريكيا، ولكن هناك محاولة واضحة من إسرائيل لإحراج الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتخلي عما يراه الإسرائيليون، واليمينيون، خاصة وليس حصراً، في الحزب الجمهوري ، من تردد البيت الأبيض عن تبني خطوة حاسمة ضد إيران.
الرئيس أوباما حاول احتواء الغضب الإسرائيلي، أولاً، بالتوقيع على قانون معاهدة تدعيم التعاون الأمني الأمريكي الإسرائيلي، وثانياً بتشديد وتوسيع المقاطعة الاقتصادية ضد إيران.
لكن إسرائيل اعتبرت كلا من المعاهدة والعقوبات الاقتصادية غير كافية لردع الخطر النووي الإيراني، وتصر على حقها باتخاذ الخطوات التي تراها ضرورية لحماية "أمنها ووجودها".
الفرق بين الموقف الإسرائيلي والأمريكي ليس في الهدف بل على الآليات: فواشنطن تقول أن العقوبات لم تستنفد مفعولها وفاعليته بعد، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العقوبات قد فشلت ويجب الانتقال إلى مرحلة أخرى من المواجهة مع إيران.
لذا نرى تضارباً في التصريحات والتقديرات الأمريكية والإسرائيلية حول مدى تقدم البرنامج النووي الإيراني، فالإسرائيليون يصرون على أن إيران أصبحت قاب قوسين من إنتاج القنبلة النووية، بينما إدارة اوباما تصر على أن مثل هذا الخطر ليس بقريب.
قائد الأركان الأمريكي مارتين ديمبسي حاول حسم الجدل بإعلانه أن الضربة العسكرية الإسرائيلية لن تنجح في أكثر من "تأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني ولكنها لن تنجح في تدميره" في رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن أمريكا لن أو لا تستطيع الموافقة، على خطوة إسرائيلية منفردة".
الخلاف بين أمريكا وإسرائيل هو مؤشر على قلق إسرائيل من الاحتمالات المفتوحة للتغيير في العالم العربي، سواء في بلاد الثورات أو غيرها،والأهم من ذلك ما يبدو عن عدم ثقتها من أن تتمكن واشنطن من السيطرة على مسار التطورات وعلى وجه الخصوص في مصر وسورية.
مدى القلق الإسرائيلي، مما تراه حالة عدم اليقين في المنطقة، كشف عنه بوضوح ايليوت ابرامز، احد كبار المحافظين الجدد، بقوله إن إسرائيل ليست متأكدة من تأثير تداعيات انهيار النظام السوري على أمنها، وإن كانت لا تريد استمراره، ولا من وعود الرئيس محمود مرسي باحترام معاهدة كامب دايفيد، بسبب شكوكها في نوايا الإخوان المسلمين، ولأن النظام السياسي المصري مرشح لتغييرات لا تستطيع التنبؤ بها.
بالتالي فإن على إسرائيل أخذ زمام الأمور بيدها؛ فالموقف الأمريكي بعد الثورات العربية، وإن لم تتغير أهدافه مضطر للتحرك بحذر ، حتى يظهر، ولو نفاقاً، وكأنه يحترم إرادة الشعوب العربية، وبناء عليه فاستعجال إسرائيل، وتهورها، قد يقوض السياسة الأمريكية، الهادفة إلى التأثير بأنظمة الحكم الجديدة، والتدخل بشؤونها ، من باب الحرص على الخيار الديمقراطي وعلى تطويره.
أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد طهران، ستربك التحرك الأمريكي "الناعم" المظهر العدائي الجوهر في العالم العربي، إضافة إلى أن الضربة، قد تنقل التحشيد ضد النظام في سورية إلى تحشيد ضد إسرائيل.
المرجح أن تسعى أمريكا إلى منع إسرائيل من ضرب إيران، إذ أنه وأن أتفق الشريكان على هدف جعل إيران "الخطر الرئيس" في المنطقة ، فإن واشنطن على قناعة بأن "كبح جماح" إسرائيل ضروري للمصلحة الإستراتيجية للطرفين معاً."العرب اليوم"