jo24_banner
jo24_banner

الحرب العالمية الثالثة

هيثم المومني
جو 24 :

المعطيات على الساحة الدولية تقول ان الحرب العالمية الثالثة قادمة لا محالة.. وقد تكون الحرب الأهلية في سوريا الآن حرب كونية مصغرة بين قطبين أحدهما تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها (الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وتركيا والأردن ودول أخرى), والقطب الثاني تقوده روسيا وحلفائها (إيران والصين والعراق وحزب الله ودول أخرى), ولكل من القطبين مصالحه التي يعمل على حمايتها وأهداف يعمل على تحقيقها. لكن انشغال أمريكا بانتخاباتها هو ما يؤخر نشوب هذه الحرب الآن ولكن ما أن تنتهي الانتخابات الأمريكية فإن الرئيس القادم لأمريكا – أي كان – سيقود الحرب العالمية الثالثة مع حلفائه ضد روسيا وحلفائها.

هناك عدة أسباب تدفع أمريكا لخوض هكذا حرب – حرب عالمية ثالثة - فبالرغم من أزمة أمريكا الاقتصادية وخسارة جيشها في حربيه في أفغانستان والعراق إلا أن هناك أسباباً هامةً ستجرها إلى هذه الحرب أهمها: بقائها القطب الأوحد واستمرار تفردها بقيادة العالم. وكذلك السيطرة على خط النار البحري من البحر الأسود إلى سواحل فلسطين المحتلة مروراً بالمضائق التركية إلى البحر الأحمر مروراً بقناة السويس وصولاً إلى مضيق هرمز مروراً ببحر العرب, خاصة بعد أن عثر الكيان الصهيوني المحتل على كنز غازي عملاق يحاذي الشواطئ الفلسطينية المغتصبة في البحر الأبيض المتوسط والذي يبدأ من ميناء حيفا ثم يتمدد إلى السواحل اللبنانية والسورية والتركية, وفيه كميات هائلة من الغاز الطبيعي يصل حجمها التخميني إلى مئات المليارات من الأمتار المكعبة من النوع عالي الجودة, وهذا الاكتشاف غير الحسابات الدولية وهو احد هم الأسباب لتفجير الأوضاع السياسية وقلبها رأسا على عقب وسيزعزع الاستقرار العالمي وسيقود إلى حرب عالمية ثالثة قد تكون حرب غاز بجدارة, ولقد أكد في السابق الناطق الرسمي باسم معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتحدة بقوله: (إن منابع الغاز في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط توازي كبريات المنابع الغازية المستثمرة الآن في مناطق متفرقة من العالم), وأضاف: (إن منابع الغاز في حقل ليفياثان –اسم حقل الغاز في المتوسط- أضخم وأوسع وأعمق من كل المنابع التي اكتشفتها الولايات المتحدة), ومن نافلة القول نذكر إن إسرائيل لم تصادق حتى الآن على اتفاقية الأمم المتحدة للبحار والمحيطات لعام 1992 ولا تعترف بتقسيماتها الشاطئية والإرخبيلية. نعم لقد أدرك البيت الأبيض أهمية الاكتشافات الغازية الجديدة واستنفر طاقاته كلها لإدخال التعديلات الطارئة على معاهدة (سايكس بيكو) بعد انتهاء صلاحية هذه المعاهدة العتيقة التي رسمت خطوطها الحدودية الفاصلة بين الأقطار العربية على التوقعات التخمينية للنفط, ثم جاء دور الغاز الآن لكي يرسم خطوطاً حدودية جديدة ستغير خريطة كثير من الدول, وسيقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة.

إن وقوع حرب عالمية ثالثة مرتبط بأهداف ومصالح القطبين, فهذه الحرب ما هي إلا تصفية حسابات واستعادة أمجاد.. ومسرح الحرب على ارض سوريا والاحتكاك بين القطبين موجود, والمتتبع للأحداث يرى هذا الاحتكاك جليا في عدة أوجه منها: الحرب الباردة بين مخابرات أمريكا ومخابرات حلفائها مقابل مخابرات روسيا ومخابرات حلفائها. وكذلك من خلال الحرب الإعلامية بين القطبين. ومساندة أمريكا وحلفائها للثوار وإيصال المساعدات لهم, واحتضان المعارضة وقيادة الجيش الحر والمنشقين عن النظام السوري, والسعي لتشكيل اكبر تحالف ضد النظام السوري. وفي الجهة الأخرى مساندة روسيا وحلفائها للنظام السوري ودعمه سياسياً وعسكرياً, حيث تقوم روسيا وحلفائها بدعم النظام السوري (العلوي) سياسياً ومادياً وبالسلاح, حتى ان إيران وحزب الله لهما قوات على أرض سوريا تقاتل مع النظام السوري وتساعده على قمع الشعب السوري الثائر, وهناك أخبار تتناقلها بعض وسائل الإعلام عن وجود قوات روسية أو مستشارين عسكريين روسيين في سوريا لدعم الأسد ونظامه, وهذا حول سوريا إلى قواعد عسكرية إيرانية روسية مستعدة للمواجهة الكبرى التي تأمل فيها روسيا إعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي والسيطرة على منابع الغاز المكتشفة في البحر المتوسط, بعد ان نجحت روسيا في أن تجد لها موطئ قدم في كل من سوريا وإيران, فروسيا تسعى جدياً إلى العودة بروسيا بقوه إلى المشهد الدولي, وتحاول أن تبقى دائماً حاضرة في بؤر الصراع وخصوصا الشرق الأوسط, فروسيا اليوم تحاول أن تستعيد دور القطب الثاني الموازي لأمريكا, فتراها تتدخل في ملفات ساخنة حول العالم, محاوله منها إلى استعاده دور الدولة القطب كما كان الحال أيام الاتحاد السوفييتي, ومن هذه الملفات الساخنة الملف السوري, فروسيا لا تقف إلى جانب النظام السوري الديكتاتوري القمعي حُباً فيه, ولكن طمعاً في تحقيق مصالحها في سوريا والمنطقة, وخسارة النظام السوري أمام الغرب يعني لروسيا انها خسرت آخر معاقلها وأسواقها في الشرق الأوسط. أما بالنسبة لإيران فهي أيضاً تسعى لتحقيق أحلامها التوسعية أو ما يسمى بالمد الشيعي والهلال الشيعي الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ووصولاً إلى لبنان وقد يمتد إلى دول أخرى..

ان هذه الحرب الباردة الدائرة الآن في سوريا قد تكون تمهيداً أو بداية للحرب الأكبر ألا وهي الحرب العالمية الثالثة فأمريكا وحلفائها لن يتراجعوا في ساحة الصراع السورية, وكذلك روسيا وحلفائها أيضاً لا يستطيعون الآن التراجع في ساحة الصرع السورية. وكلا القطبين يدفعون بهذا الاتجاه بقوة استعدادا لتلك الحرب الكونية (الحرب العالمية الثالثة), ذلك الصدام الكبير والعظيم والحتمي الذي لا يعرف مداه إلا الله, وستكون هذه الحرب هي الأخطر على الإنسانية, وسيكون من نتائجها انتصار أمريكا وحلفائها, ونهضة في الدول التي تحالفت مع أمريكا ومنها الأردن, وتسوية مرضية للصراع العربي الإسرائيلي.

ان الغرب مهما بلغ مكره ودهائه فإن الله هو خير الماكرين مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ). وسيكون النصر على أيدي هذا الجيل بإذن الله لإعلاء كلمة الله في الأرض وإنشاء دولة الخلافة الإسلامية التي بشرنا بها حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وختاماً فإننا نقف وقفة احترام وتقدير وإكبار لشعب سوريا الثائر, وندعو الله له أن ينتصر في ثورته ضد نظام السفاح بشار الأسد وأعوانه الفاسدين القتلة.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير