2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

بحقنة مجهولة ورصاصة غادرة.. ارتقى جعفر وزياد

بحقنة مجهولة ورصاصة غادرة.. ارتقى جعفر وزياد
جو 24 : يطبع المواطن إبراهيم عوض قبلته الأخيرة على جبين نجله الشّهيد "جعفر" وهو لا يدري أنّه سيقبّل بعد ساعات جبين ابن عمّه "زياد" الذي قضى برصاصة إسرائيلية غادرة أثناء مسيرة تشييع جثمان نجله الذي استشهد متأثّرا بحقنه بإبرة مجهولة أثناء الأسر مؤخرا.

ولم يجد زياد (28عامًا) سوى ترك طفليه وزوجته، واللّحاق بجعفر قبل أن يصل جثمانه مقبرة البلدة ليجمعهما النّضال بالأسر والالتحاف بالشّهادة قبل أن تغيب شمس يومهما.

ومنذ ثلاثة أشهر مضت، لم يفارق والدي جعفر ولا حتّى قريبهم زياد سرير "جعفر" العاجز عن الحراك أو الكلام، علّ انفراجة تطرأ على وضعه الصّحي، لكنّ كلّ هذه الأمنيات تلاشت بعد إعلان أطباء مستشفى الميزان التخصصي نبأ ارتقائه.

تأخّر العلاج

ورغم أنّ والد جعفر حمّل إدارات مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اغتيال نجله وقتله بزراعة مرض خطير داخل جسمه، إلّا أنّه ألقى باللائمة على السلطة الفلسطينية التي أخّرت الموافقة على تغطية نفقة تحويل نجله للعلاج بمستشفى ألماني تتوفر فيه علاجات للمرض الذي فتك بنجله.

ويقول الوالد لوكالة "صفا" "حالة جعفر الصّحية لاقت استهتارًا من جانب مسئولي السلطة، حيث مكث كتاب تحويله في مكتب الرئاسة أكثر من شهر بانتظار توقيعه، لاستكمال إجراءات تحويله وتغطية تكاليف علاجه بمستشفى (لانداو) بألمانيا".

ويشير إلى أنّه وجد فرصة علاج لنجله بعدما انعدمت الفرص والإمكانيات بمستشفيات الضّفة الغربية والمستشفيات الإسرائيلية.

ويتّهم الاحتلال باغتيال نجله وزراعة المرض في جسده، مبينا بأنّ نجله لم يكن يعاني من أيّة أعراض مرضية قبل اعتقاله في السّجون، معتقدا أنّ الاحتلال لديه المصل لمكافحة هذا الدّاء لكنّه أراد اغتياله وقتله بدم بارد.

سهر بجانبه

من جانبه، يذكر الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان محمد عوض في حديثه لوكالة "صفا" أنّ زياد قضى طيلة الليلة الماضية في المستشفى إلى جوار جثمان "جعفر"، حتّى جاءت مسيرة التشييع وارتقى برصاص الاحتلال الذي اخترق بطنه في كمين نصبه الجنود داخل شاحنة مهجورة قرب مقبرة البلدة.

ويرى أنّ الاحتلال تعمّد اغتيال جعفر النّاشط في حركة الجهاد الإسلامي والمعتقل عدّة مرات، وزياد النّاشط في حركة فتح والذي قضى نحو عامين ونصف بالاعتقال وكان جمعهما الاعتقال في سجون الاحتلال في اعتقال جعفر الأول قبل بضعة أعوام.

ويتّهم الاحتلال بأنه كان ينوي إيقاع أكبر قدر ممكن من الشهداء في قمعه لجنازة تشييع جعفر باستخدامه للرصاص الحيّ في التصدّي للمتظاهرين السلميين، مشدّدا على أنّ الاحتلال نفّذ إجراما ممنهجا باغتيال جعفر وزياد بشكل متعمّد.

ويوضّح أنّ بلدة بيت أمّر بالخليل جنوب الضفة الغربية تتعرض لعمليات استهداف ممنهجة ومكثّفة من جانب سلطات الاحتلال، من خلال عمليات الاستهداف اليومية للسّكان، وتكثيف عمليات الاعتقال، بحقّ الشبّان.

ويقول عوض "بلدة بيت أمّر منكوبة اعتقاليا، ويقبع بسجون الاحتلال أكثر من 100 معتقل من أبناء البلدة، وأغلبهم ممّن تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا، إضافة أنّ ثمانية من معتقلي البلدة هم من المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، ويكتوون بسياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال".

شهادة حيّة

من جانبه، يوضّح مدير هيئة الأسرى في الخليل إبراهيم نجاجرة في حديثه لوكالة "صفا" أنّ استشهاد جعفر يعتبر شهادة حيّة على أنّ الأسرى في سجون الاحتلال يتعرّضون لموت بطيء.

ويشير إلى أنّه خرج من السّجن مصابًا بمرض قاتل وخرج ليعدّ الأيام، وبالفعل استشهد بعد أيام من الإفراج عنه.

ويؤكّد أنّ إدارات سجون الاحتلال كانت تعلم بطبيعة المرض المصاب به هذا المحرر، وتركته دون أن تقدّم له العلاجات اللازمة حتّى استفحل المرض لديه وتضاعف، وأفرجت عنه حتّى يستشهد خارج السّجن وفي محاولة للتهرّب من مسؤوليتها تجاهه.


(صفا)
تابعو الأردن 24 على google news