الوطن بحاجة الى الحكماء

جو 24 : احتفالية مرور سبعين سنة على بزوغ فجر الاخوان المسلمين في الاردن المنوي والمصر على إقامتها في منطقة طبربور في عمان أحد شقي الاخوان الذي اصبحت الحكومة على مايبدو لا تعترف به بعد ترخيص جمعية من قبل مجموعة انشطرت عن الجماعة لأسباب عديدة لا مجال لذكرها.

في هذا المقام وفي المقابل اصرار الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية بعدم إقامة هذه الفعالية هي معاركة ﻹثبات الوجود ونزال في شد الحبال بين طرفي الجماعة، تمنيت ويتمنى كثيرون غيري لو ان الحكومة نأت بنفسها عنه وما اصطفت بجانب طرف ضد طرف آخر وتركت حبل الاخوان على غاربهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم وليقتلعوا أشواكهم بأيديهم لأن تدخل الحكومة بالمنع سيعقد القضية وسيخلق حالة من التعاطف والحشد في اليومين القادمين مع الطرف الذي أراد إقامة هذا المهرجان قبل وصول مناسبة ذكرى السبعين عاما بأكثر من عام ونيف وكأن من أراد هذه الفعالية إستبق الوقت وسابق الزمن محاولا الدفاع عن المنجز وان يثبت وجوده قبل ان يسحب البساط من تحت قدميه وقبل أن تتخذ إجراءات بحقه قد تبعده رسميا من ساحة العمل في البلاد، ولأننا في الوطن ننعم نسبيا بأمن واستقرار نحمد الله عليه حرم منه غيرنا ولأننا يجب ان نستفيد من تجارب المحيط الملتهب والمكتوي بنيران العنف والمعارك ولأن الاخوان المسلمون مكون سياسي واجتماعي موجود ولا يمكن انكاره او تجاهله، كان واجبا على جميع الاطراف بمن فيهم الحكومة الإحتكام الى لغة العقل والتعقل والحوار وتجسير هوة الخلاف وتقريب وجهات النظر ومحاولة الوصول الى تفاهمات للخروج من مأزق التشرذم وإيقاف حملات المماحكة والمناكفة والاتهام التي يمارسها طرفا الجماعة وان يضع الجميع مصلحة الوطن العليا المتمثلة بالحفاظ على أمن الوطن وإستقراره والمساهمة في دعم الامن والسلم الاهلي حتى نتجاوز جميعا هذه المرحلة العصيبة والحساسة وأن نطفىء شرر الفتنة ونقضي على شرورها، وما احوجنا واحوج الوطن في هذا الوقت بالذات الى الرشد والراشدين والى الحكمة والحكماء الذين يقربون ولا يبعدون ويجمعون ولا يفرقون.