jo24_banner
jo24_banner

العبيد لا يحررون أوطانا

ظاهر أحمد العمرو
جو 24 :

ما تزال جملة ترن في أذني سمعتها من الرئيس إسماعيل هنيه ابان زيارتي لغزة وفي حفل تخريج دورة لضباط الأمن العام قالها مخاطبا الضباط الخريجين : ( إنكم تملكون السلطة والقوة وممكن أن تستغل لإخافة المواطنين، وعندها يصبح شعور المواطن هو شعور العبد..وكما هو معرروف فان العبيد لا يحررون أوطانا ).


حقيقة، لفتت هذه الجملة انتباهي، وأثارتني وعندما رجعت إلى رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي إخراج الناس من عبادة العباد، لعبادة رب العباد، ويعني ذلك إخراج الناس من الذل والخضوع والعبودية، إلى التحرر الكامل ،وعندها يصبح الإنسان عبدا لله فقط، ولهذا أصبح هناك الولاء والوفاء لله سبحانه وتعالى ،استطاعت مجموعة من العرب بهذه القيم أن تسود الدنيا وأصبحت دولتهم لا تغيب عنها الشمس .


وكذلك حينما جاءت الثورة الفرنسية، أخرجت الناس من الذل والعبودية، إلى الحرية والعدل والمساواة ولحقت بها أوروبا الديمقراطية، وكل الدول الديمقراطية في العالم .


وبينما أرى وضعنا في العالم العربي وكيف أصبحنا ،تبين بصورة لا مراء فيها ، أن السبب في ذلك هو شعورنا بالعبودية، وأن القوانين والأنظمة وتطبيقاتها تبعدنا عن مبدأ الحرية والعدل والمساواة، وأننا محكمون بواقع يمثل العبودية بمعناها الحقيقي، ولهذا انفجر العالم العربي بثورات "الربيع العربي"، ولكن الانفجار كان له انعكاسات سلبية تمثلت بالقتل والدمار والتخريب.


ومع كل ما حدث يوجد أمل ولكن بعد دفع الثمن الغالي، لأن القرارات لم تكن منطلقة من ثقافة ثوريه وهادئة للتغيير، وبدون تخريب،وكل ذلك أسبابه في اعتقادي هو وجود العدو الصهيوني على أرضنا، أرض فلسطين التاريخية لأن هذا العدو الغاصب لا يستطيع العيش على هذه الأرض، في وسط هذا المحيط العربي الرافض ثقافة وحضارة ودينا وأدبا وخلقا وإنسانية لهذا العدو المجرم.


ولكن هذا العدو الصهيوني بما يتسلح به من فكر وأساليب شيطانية جهنمية للبقاء على هذه الأرض ،تسمح لهم بالقيام بكل شي للحفاظ على وجودهم، ومن تلك الأساليب تفتيت العالم العربي وتجزئته وتدميره والسيطرة عليه، وجعل المواطن العربي أسيرا لفكر الخوف من الأنظمة الأمنية القمعية التي تجعله يشعر بشعور العبد ،ولا يفكر سوى بالمحافظة على حياته، ولا يتدخل في شيء من شأنه أن يكون عربيا حرا ،ليخدم وطنه وأمته من خلال حريته، ويصبح وفاءه وانتماءه وولاءه ،بكامل حريته وليس خوفا من أنظمته الأمنيه.


من هنا ،كان لا بد من الانتفاضة الحقيقية على هذه العقلية الأمنيه ولكن ليس كما حدث في "الربيع العربي"، الذي قهر تلك الشعوب، وأجبرها على الخروج بكافة الوسائل والطرق للخلاص من هذه الأنظمة.


نحن نحتاج إلى تعبير سلمي من دون تخريب ،ومن دون سفك دماء، وذلك بالخروج بأنظمة وقوانين، تحفظ للإنسان حريته وكرامته، وأن يخرج من الاملاءات التي لا تخدم شعبا أو وطنا، وإنما تصب في خدمة الإجرام الصهيوني الجاثم على صدورنا.


ويجب على الجميع أن يعلموا جيدا أنه لا حرية ولا عدل ولا مساواة ولا قوانين تحفظ كرامة المواطن، من دون ازالة هذا الاحتلال ،وتبدأ العملية بالأنظمة والقوانين التي تراعي حرية وعدل ومساواة المواطن كي يعيش حرا وكريما وصاحب إرادة سياسية وتعيد لواقعنا كرامته ورفعته وشموخه.

أمين عام حزب الحياة الأردني

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير