خمسة عشر نائبا يجيبون على سؤال "هل البرلمان الأردني مسير أم مخير ؟! "
سلام الخطيب - مجلس النواب مسيّر أم مخيّر؟! أم أنه يملك قرارا وكلمة مستقلة إلى أن يأتي حدث مفصلي يستلزم اتفاقهم على رأي واحد؟! لماذا تُقابل عديد القرارات الصادرة عن المجلس باستهجان القواعد الانتخابية للنواب أنفسهم؟!
نسبة لا بأس بها من الشعب ترى أن المجلس مسيّر من قبل الحكومة وأجهزة الدولة -طوعا أو غصبا- لكن كيف يجيب النواب أنفسهم على ذلك؟!
النائب طارق خوري لم يجد حرجا بالقول ان "المجلس" مسيّر بكافة الأوجه، ولا يملك اتخاذ أي قرار بنفسه، لافتا ان جميع القرارات بيد الحكومة وحدها.
وأكد خوري لـJo24 وجود العديد من الضغوطات تمارسها الحكومة على المجلس وأعضائه لغاية تمرير قراراتها، مشيرا في ذات السياق إلى أن البعض يستجيب لتلك الضغوطات بينما تبقى الأقلية خارج ذلك الاطار.
النائب المهندس جمال قموه، اتفق مع شيء مما ذهب إليه خوري، فأشار إلى أن بعض نواب المجلس مسيّرون والبعض الاخر مخيّرون.
وحول السواد الأعظم من النواب، أشار قموه إلى أن ذلك الأمر يعتمد على القضية التي تتم مناقشتها وتُطرح على المجلس.
ورأت النائب نجاح العزة أن نسبة لا بأس بها من "نواب رئيس الوزراء" يعطلون مسيرة العمل النيابي، ويقفون عائقا امامها.
ولفتت لـJo24 إلى ان غياب أكثر من 40 نائبا في كل الجلسات نواب من شأنه أن يجعله مسيرا بطبيعة الحال، مبينة أن عدم وجود قانون انتخاب منصف لن يرقى بالعملية النيابية.
النائب جميل النمري أكد بدوره وجود بعض الضغوطات التي تمارس على عدد من النواب، مشيرا في ذات السياق إلى أن تلك الضغوطات لا تُمارس على الجميع.
وأضاف النمري لـJo24 إن مجلس النواب "مسيّر ومخيّر"؛ مبيّنا وجود هامش للحرية في مواقف النواب "وهامش آخر للتسيير بمقتضى الحال".
النائب مصطفى الرواشدة قال إن مجلس النواب الحالي يؤدي دوره الحقيقي بشكل نسبي في بعض المفاصل، وفي بعضها الآخر يلتزم بالقرارات الموجهة اليه.
وبيّن الرواشدة لـJo24 أن المجلس يشرّع ويراقب عمل الحكومات، وبالتالي يقوم بدوره الحقيقي بشكل نسبي.
وأشار إلى أن المجلس لا يرقى إلى مستوى الطموح، ولكي يقوم بدوره لا بد من وجود كتل سياسية واقتصادية وغيرها تمارس دورها الحقيقي.
وفي ذات السياق، قالت النائب رلى الحروب إن مجلس النواب دستوريا له صلاحيات واسعة يكرسها لخدمة المواطن، ويتم ذلك من خلال حجب الثقة عن الحكومة.
وأضاف الحروب أن المجلس يراقب عمل الحكومة ويعقد جلسات مناقشة عامة من شأنها الوقوف على القضايا التي يحتاجها الشعب.
وأشارت إلى أن ارادة المجلس غير متحدة، وهو مكون من افراد مستقلين، وحتى الحزبيين موجودين بصورة فردية وليست لهم صفة دائمة، مبينة أن المجلس غير قادر على بلورة تجاه سياسي أو اقتصادي معين.
وطالبت الحروب بضرورة تعديل نظام الانتخاب، وتمكين الأحزاب من الوجود بنسبة كبيرة في المجلس بحيث تكون مؤثرة وفاعلة.
وتابعت لــJo24، "يجب أن يكون مجلس النواب مستقلا وغير تابع أو مأمور، كونه صمام الأمان وضمان الاستقرار للنظم السياسية".
وبينت أن وجود مجلس أعيان يصادر ارادة مجلس النواب المنتخب في معظم التشريعات والقوانين من شانه ان يضعف مجلس النواب.
ومن جانبه، أكد النائب بسام المناصير على ان رئيس الحكومة "لا يجرؤ على اتخاذ أي قرار دون ضمان وجود تحشيد شعبي من الوجهاء والمخاتير خلفه، واولئك لا يخالفون الحكومة في القضايا الحرجة".
وحول مجلس النواب، قال المناصير لـJo24 إن تركيبة مجلس النواب تجعله "مسيّرا".
وحمّل المناصير قانون الصوت الواحد مسؤولية تلك التركيبة التي تعتمد أساسا على "المشيخة والمخترة".
النائب محمد القطاطشة أكد بدوره على أن مجلس النواب في الأزمات والقضايا المفصلية يكون "مسيّرا"، حيث تُمارس الحكومة عليه الضغوطات المختلفة.
وأرجع القطاطشة سبب ذلك التسيير إلى وجود بعض النواب الذين يغلّبون مصالحهم الشخصية على أي شيء اخر، حيث يلجأ اولئك لجميع المنافذ لتحقيق غاياتهم "خوفا وطمعا".
وأشار إلى أن الحكومة ورغم تجاوزها كافة الخطوط الحمراء، إلا أنه "لا يسمح لمجلس النواب بوقف الحكومة عند تلك الخطوط".
وفي ذات السياق، قال النائب تامر بينو إن مجلس النواب "مسير"، وتمارس العديد من الجهات كالحكومة والأجهزة الامنية ضغوطات على غالبية أعضائه.
وأيد النائب سمير عويس اراء زملائه النواب، قائلا إن مجلس النواب مسير والحكومة تستطيع أن تتخذ قراراتها التي تراها مناسبة بوسائلها المختلفة.
وأضاف عويس لـJo24 أن الكتل البرلمانية التي تشكل غالبية مجلس النواب هي أكثر ولاء للحكومة، وبالتالي فإن رئيس الوزراء قادر على أخذ اي قرار في أي وقت كونه حاصلا على ثقة غالبية المجلس.
ورأت النائب هند الفايز ان نواب المجلس يؤدون دورهم الخدماتي فقط، وهذا يجعلهم مسيرين بطبيعة الحال.
وأضافت الفايز انه على كل من يرى نفسه أنه غير قادر على تقديم الخدمة لأبناء الشعب، القيام بالدور الرقابي والدستوري كمشرع ومراقب.
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية تمارس دورها بالضغط على مجلس النواب، مؤكدة على ضرورة قيام كل جهة بدورها لخدمة المواطن بالدرجة الأولى، بغض النظر عن القضايا الأخرى، كون الشعب هو مصدر السلطات.
النائب أحمد الهميسات قال إن مجلس النواب الحالي "أضعف" مجلس مر في تاريخ الحياة النيابية، ولا يلبي طموح الشعب على الاطلاق.
وأشار إلى أن المجلس مسير على كافة الأصعدة، مؤكدا ان وجود القوائم الوطنية أخدته نحو ذلك المنحى، وأدت إلى زعزعته وضعفه.
ومن جانبه، خالف النائب خير أبو صعيليك زملاءه؛ ورأى أن مجلس النواب مخيّر، وأنه صاحب القرار ولا سلطان عليه، مشددا على أنه سيد نفسه ويتخذ القرارات التي يرى أنها مناسبة.
وأيد النائب معتز أبو رمان رأي زميله أبو صعيليك قائلا إن النائب الذي يستحق أن يقال انه نائب هو الذي يمتلك الارداة الحقيقية فقط، بحيث يكون قادرا على تحقيق رؤيته سواء كانت مع أو ضد الحكومة.
ولفت أبو رمان إلى أن مجلس النواب بطبيعة الحال مخير، رغم ممارسة بعض الضغوطات عليه في بعض القضايا المفصلية.
وعلى صعيد متصل، قال النائب رائد حجازين إنه من المعيب أن يكون مجلس النواب مسيرا وهو سلطة مستقلة، مبينا أنه يتخذ قراراته التي يراها مناسبة وتصب في مصلحة الشعب.
ربما كان المواطن نفسه الأقدر على الحكم إن كان مجلس النواب مسيّر أم مخيّر في قراراته وتوجهاته، وهنا نترك الفسحة أمام القارئ للحكم وابداء رأيه إن كان المجلس مسيّراً أم مخيّراً..