"الشمسُ نجومٌ تتجمع" لـ الغزوي.. التعلم عبر الحكاية
ما زلت من أؤلئك الذين يعتقدون أن الطفل هو أبو الرجل، ومن المؤمنين أشد الإيمان أن عالم الطفولة سيظل أكثر رحابة وخصوبة من عالمنا نحن الكبار المدجنين بحبال الواقعية وجدرانها"، يقول رمزي الغزوي الذي صدرت له، أخيرا، مجموعة قصصية جديدة للأطفال بعنوان "الشمسُ نجومٌ تتجمع" ضمن سلسلة كتب الأطفال التي تنشرها وزارة الثقافة.
ويضيف الغزوي "جاء كتابي الأول "أصابعي ترى"، وهو مجموعة قصصية احترمت فيها ذكاء الطفل وخياله وتحليقه وانطلاقه، وهو بالمناسبة كتاب يستهدف الطفولة المتوسطة ( بين التاسعة والخامسة عشرة)، وقدمت فيه شيئاً جديداً في عالم الكتابة للطفل في عالمنا العربي، فقد جعلت متن غالبية قصصي أفكاراً علمية من شأنها أن ترتقي بتفكيره وخياله، وتحلق به نحو مستويات من الفائدة والمتعة معاً".
المجموعة، التي تضمنت ست قصص، ارتكز فيها الغزوي على الحقيقة العلمية والمعلومة المفيدة، وتميزت بسلاسة مصطلحاتها وبدخولها الى عالم الطفولة بسهولة تجنب القارئ الطفل الوقوع في فخ الكلمات المفخمة.
وتظهر في المجموعة التقاطات ذكية وظفها الغزوي بما يتناسب مع مستوى الأطفال، وإضافة معلومات عبر تجسيد الفكرة من خلال شخصيات تذكرنا في كليلة ودمنة حيث نشهد أحاديث وحكايات تدور بين الحيوانات والحشرات التي يعرفها الأطفال مثل النملة والكلب والقطط.
القصص تسلط الضوء على قضايا كثيرة ربما أهمها الوفاء للوطن وعدم التراخي والكسل وتحفيز الاطفال على النشاط والتنافس الشريف والصداقة وحب الخيرعبر حكايات مدعمة بلوحات وصور تعبيرية ملونة وواضحة.
ولم يكتف الغزوي بسرد المعلومات البديهية انما اضاف عليها وتوسع بها، كذلك لم يغفل الغزوي أهمية الفضاء والسماء في عالم الطفولة مثل النجوم والشمس والقمر والشروق والغروب، وقد تناولها في قصة" الشمس نجوم تتجمع".
كما نلحظ في المجموعة لغة أدبية غير عصية على الفهم إلا انها تحفز القارئ الطفل على التفكير والغوص في بهاء الكون الشاسع عبر رحلة ممتعة جهزها الغزوي لأطفالنا الصغار.
يذكر ان الزميل الغزوي يكتب عموداً يومياً "مجرات" في الزميلة "الدستور"، وهو عضو الهيئة الإدارية في رابطة الكتاب الأردنيين، وأمين الثقافة والنشر فيها. ومدير تحرير مجلة "أوراق" الصادرة عنها. وصدر له العديد من الكتب والمؤلفات الأدبية والقصصية ونال جوائز عديدة. العرب اليوم
